لعبة الكراسي... إلى متى؟

نشر في 25-06-2021
آخر تحديث 25-06-2021 | 00:04
 شيخة عبدالرحمن الحوطي ما يدور في مجلس الأمة شيء مخجل حقاً أقصد لعبة الكراسي ومن يجلس عليها، فالقيمة في الشخص لا بالكرسي، وطاعة أولي الأمر واجبة، ونحن نعيش ولله الحمد في أمان، وإذا كانت هناك بعض السلبيات، فالحكومة حريصة على حلها بالتعاون مع أعضاء مجلس الأمة ولكن بهدوء.

دعونا نتجاوز أي أزمة بحلول تعود بالفائدة على دولتنا الكويت، لا أرانا الله تعالى مكروهاً فيها، دعونا نضع حلولاً ناجعة ونقوّم أي اعوجاج، دعونا نضع حلولاً جدية وفاعلة، ونتشاور كما كان رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال: "ما خاب من استشار" كان يتشاور مع صحابته في أمور الأمة، فلمَ لا نسير على نهجه عليه الصلاة والسلام؟ فالكل يحب هذا البلد، ولا يريد له الدمار، ولمَ نختلف على الدين والدين دين الله سبحانه وتعالى، فالحلال بيَّن والحرام بيَّن؟ وما هكذا تعالج الأمور، فالكويت قارورة عطر شذاها يشمل الجميع، أرجوكم لا تدمروها بالعناد بين بعضكم، فهي ليست بلدكم وحدكم إنها بلد الجميع، ولدنا ونشأنا وتربينا بين أحضانها، وترابها يفوح ما بين منطقة شرق وجبلة والمطبة والمرقاب وحولي والجهراء والأحمدي وكل مناطق الكويت.

اعذروني ولو أنني لا أعذر بعضكم! قاعة المجلس ليست مكاناً للصراع إنما هي مكان لخدمة الوطن أولاً والمحافظة عليه وتحقيق استقراره بكل ما تحمله الكلمة، وكذلك المواطن مشاكل الدولة ليست القروض فقط، وإسقاطها وعزف بعض الأعضاء على وتر ومشاعر بعض المقترضين لنعمل على جدولة مريحة مناسبة للديون، فلا بـأس أن نريح المدان، ولكن ليس من حقك أن تأخذ قرضاً وتأمر الحكومة بإسقاطه لأن هناك الكثير من المواطنين اقترضوا عندما كانوا محتاجين ودفعوا ما عليهم من قروض، كذلك ما ذنب من لم يقترض؟! هناك مشاكل غير القروض التي يجب أن تكون تحت المجهر مثل مشكلة السكن والبدون وتنويع مصادر دخل البلد غير النفط، لأنه ليس بدائم، وهناك شباب تخرجوا خلال جائحة كورونا لابد من توفير وظائف لهم، ترى أين الخطة بشأن ذلك؟

أخيراً اتركوا لعبة الكراسي التي لعبناها ونحن صغار، وعندما كبرنا مازلنا نتذكر أنها كانت مسلية، إلا أنها كانت مؤلمة عندما كنا نسقط للحصول على الكرسي ونفوز، ليتنا ندرك الألم قبل الوقوع، فطاعة ولاة أمورنا واجبة بدون معصية الله تعالى، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا نريد مجالس مخيبة للآمال... أكثروا من شكر ربكم بالرغم من وجود المشاكل فالكويت حالة خاصة ونادرة في نوعها من حيث الخدمات، وإن كان هناك بعض القصور فالكمال لله تعالى، الذي قال في كتابه الكريم "ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد". فيجب أن تتعرف على النعم الموجودة لديك وتشكر الله تعالى وتثني عليه وإلاَّ سيزيل الله تعالى هذه النعمة لو كفرنا بها.

ليس لي مصلحة مع الحكومة ولا أنتمي لأي عضو لمجلس الأمة، وليس لي أي ميول متطرفة وغيري الكثير، ولكن أحب من يسعى لخدمة هذا الوطن ويحافظ عليه ويحاول جاهداً رفعته، اللهم احفظ الكويت وأهلها وولاة أمورها من كل مكروه، اللهم احفظ كل مواطن ومقيم شريف يحافظ على هذا البلد، اللهم اجعل الكويت واحة أمن وأمان واستقرار.

شيخة عبدالرحمن الحوطي

back to top