لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن فيروس كورونا سيستمر جاثماً على صدور الناس في معظم دول العالم مدة تقترب من العامين، ورغم اكتشاف اللقاحات المتعددة التي تم اعتمادها لمواجهة هذا الوباء القاتل فإنه لا يزال يشكل تهديداً كبيراً لحياة البشر خصوصاً مع ظهور سلالات جديدة متحورة للفيروس، ومنها المتحور البريطاني الذي أطلق عليه سلالة "ألفا" وسلالة جنوب إفريقيا "بيتا" والسلالة البرازيلية "غاما" وأحدثها السلالة الهندية "دلتا" مع توقعات باستمرار الوباء خلال الفترة المقبلة والدعوة إلى التعايش معه والالتزام بالإجراءات الصحية التي اعتدنا عليها طوال الأشهر الماضية ومنها التباعد الجسدي وارتداء الكمام والحرص على غسل اليدين وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة وعدم السفر إلا للحاجة.وقد شهدت الكويت خلال الأيام الماضية ارتفاعاً في أعداد المصابين بفيروس كورونا، وتأكدت إصابة بعض الحالات بـ"المتحور الهندي" الأمر الذي تسبب في حالة من الخوف والفزع بين صفوف المواطنين والمقيمن رغم التطمينات التي تم تقديمها من قبل وزارة الصحة التي أكدت اتخاذها سلسلة من الإجراءات الاحترازية ومنها الجهود القائمة للتخطيط الجيني عبر الفرق الفنية المتخصصة وذلك لاحتواء انتشار الفيروس وتشديدها على أن رصد نسبة من حالات سببها المتحور الهندي عند بعض المصابين لا يعتبر سبباً للهلع بل تذكيراً بضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمام وتلقي اللقاح.
وفي الوقت الذي تبذل فيه الحكومة جهوداً لحث المواطنين على تلقي الجرعتين المطلوبتين من لقاح كورونا وجعله شرطاً أساسياً للسفر خارج البلاد انتشرت شائعات حملت التخويف من اللقاح وآثاره الجانبية وعدم جدواه في الوقاية من الإصابة بالفيروس مما دفع البعض إلى التردد في التطعيم بل إن هناك من حصل على الجرعة الأولى من اللقاح يرفض الآن الحصول على الجرعة الثانية بزعم أن الكميات المخزنة في البلاد منتهية الصلاحية وأن الشركات المنتجة توقفت عن إرسال شحنات جديدة من الدواء وهذا ما تنفيه الجهات المختصة.لقد حصد وباء كورونا أرواح أكثر من مليوني إنسان حول العالم، وأصبح الأمل الوحيد لنهاية هذا الكابوس الذي نعيشه وعودة الحياة لطبيعتها في تلقي التطعيم مع الالتزام بالاجراءات الاحترازية وعدم الالتفات لمن يروجون الشائعات لتخويف الناس من التطعيمات لأنهم ليس لديهم دراية بعلم المناعة ولا الفيروسات ولا الأدوية، وليس لديهم دراية بالدراسات التي أكدت أن تطعيمات "فايزر" و"موديرنا" وأسترازينيكا" ولقاحات مثل سينوفارم الصيني جميعها تمت تجربتها بشكل كبير وأثبتت فاعليتها بنسبة تجاوزت 95% فهي آمنة ولا خوف من تناولها.
مقالات - اضافات
أولاً وأخيراً: المتحور والشائعات
25-06-2021