نقطة: تغريزة..
![فهد البسام](https://www.aljarida.com/uploads/authors/29_1666896202.jpg)
ولأنّ الحكومة لا تملك في المقابل أي رؤية أو خطة، وتريد ترضية الجميع لتشتري الحاضر على حساب المستقبل، فإنها لا تستفيد من أغلبيتها المريحة لتقدم شيئاً مفيداً للناس يمكث في الأرض ويمنحها ثقتهم، فتستغل المعارضة القابلة للازدياد العددي دائماً -نظراً إلى انعدام الشروط المبدئية أو الأخلاقية للانضمام لها- حالة الحنق والتذمر والسخط المتزايد لدى الناس من الأداء الحكومي الباهت، فترجع إلى المزايدة في العموميات والشعارات المحفوظة من غير فهم أساسها وتطورها التاريخي، وتبدأ دورة المظلومية حتى تفوز بالأغلبية في الانتخابات اللاحقة وترجع إلى الاشتباك مع الحكومة بالفوارغ والتوافه، مثلما هو جارٍ أمامكم الآن، فترجعنا "الحيّة" للمربع الأول.وإلى أن تنكسر الدائرة؛ سواء حين تنضج المعارضة الدوغمائية وتتحرر من الأيادي الخفية وتطوّر من نفسها وأفكارها، وتتخلص من نفاقها وازدواجيتها ونرجسيتها، أو تكون للحكومة رؤية حقيقية جادة تراعي طموحات الناس وقضاياهم وتواكب تحديات المستقبل، وتعي ما يجري في الدول المجاورة على الأقل من تغيّرات وتطورات، سنظل نكرر السيناريو نفسه، والعالم يركض ويتغير بسرعة الضوء من حولنا ونحن واقفون مكاننا نواجه أيامنا الصعبة.