بعد مرور أكثر من عام على انتشار وباء كورونا، لا يزال الفيروس يفاجئ العلماء، إذ أكدت دراسة جديدة أن هناك تشابهاً مخيفاً بين التهاب الدماغ الناتج عن كوفيد والالتهاب الناتج عن مرض الزهايمر، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة «نايتشر».

واكتشف العلماء، وفقاً للمجلة، أن «كورونا» يسبب ضباباً في الدماغ، وفقدان ذاكرة وصعوبة في التركيز، والهلوسة، والصداع.

Ad

وتؤكد الدراسة أن «كورونا» لا يسبب فقط تلفاً دائماً في الرئتين والقلب بل أن المرضى يبلغون عن مشاكل عصبية طويلة الأمد.

وبعض عمليات التشريح الأولية وجدت علامات صغيرة للفيروس داخل أدمغتنا، ويعتقد بعض العلماء أن وجوده في الجسم يمكن أن يؤدي إلى تغييرات خطيرة في الطابق العلوي.

وكشف التحقيق الجزيئي، الذي يعد الأكثر شمولاً حتى الآن، التهاباً واسع النطاق في أدمغة الذين توفوا جراء الفيروس، رغم أن بعضهم لم يعان من أي علامات سريرية للمرض.

وتشير المجلة إلى أن الدراسة صغيرة، ولكنها تشير إلى أن الضرر العصبي قد يكون شائعاً في الحالات الشديدة من كورونا، حتى عندما لا يظهر على المرضى أي أعراض إدراكية.

وقارنت الدراسة أنسجة الدماغ لـ 8 أشخاص توفوا بسبب كورونا بأنسجة الدماغ لـ 14 شخصاً توفوا لأسباب أخرى، بما في ذلك الأنفلونزا.

وباستخدام تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية، حلل المؤلفون أكثر من 65000 قشرة أمامية وخلايا حاجزية، وجينات كل منها في كل طبقة من القشرة.

وفي كل نوع من خلايا الدماغ التي تم فحصها، وجد الفريق أن بعض الجينات تم تنشيطها بشكل فريد في مرضى كورونا، وتشارك العديد من هذه الجينات في الاشتعال العصبي.

وتخلص الدراسة إلى أن هذه البيانات تكشف التهاب حاجز الدماغ.

وحاجز الدم في الدماغ هو حد يفصل مواد مختارة في مجرى الدم عن السوائل التي تتلامس مع أنسجة الدماغ، وهذا يحمي الدماغ من العدوى.

وتوصل العلماء إلى أن بعض ما يحصل في الدماغ نتيجة «كورونا» يشبه ما يظهر لدى مرضى الزهايمر.

وقالت الدراسة إن العلماء رصدوا علامات مشابهة بشكل مخيف لما نراه في مرض الزهايمر وباركنسون.