ما أشبه الليلة بالبارحة، وعندنا في الكويت ما أشبهها بالبارحة وبما قبلها وقبلها... تتغير الأسماء ولا تتغير النتائج، يتغير الشخوص ولا يتغير السلوك، فنظل... لا والله ليتنا نظل "على طمام المرحوم" بل نحن نتراجع كل يوم وكل لحظة على كل المستويات وفي كل الصُّعُد، وأولها الرياضة. عندما خرج منتخبنا الوطني بخفي حنين من منافسات بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين في الرياض بعد هزيمة الخماسية التاريخية أمام المنتخب العماني كتبت مقالاً بتاريخ 23 نوفمبر 2014 بعنوان "حلّوه فلن يرحل"، طالبت فيه بحل الاتحاد الكويتي لكرة القدم برئاسة الشيخ طلال الفهد حفاظاً على ما تبقى من ذكريات وإرث لكرة القدم الكويتية والمنتخب الوطني، الذي كان مقبلاً على المشاركة في بطولة كأس آسيا السادسة عشرة في قطر، واليوم وبعد سبع سنوات وبعد الكوارث التي تتعرض لها كرة القدم في الكويت أجد نفسي كما في ذلك اليوم أقول "حلوه فلن يرحل أو يرحلوا" فلا فرق بين مَن كان ومَن جاء، وكلهم بالهم سواء، ومن يعمل لتلميع نفسه ومن يكون همه البحث عن البروز وتحقيق المكاسب الشخصية لن يكون لديه شعور بالمسؤولية كي يرحل أو يفكر في الرحيل وترك الفرصة للآخرين، ومن يبحث عن المبررات لن يفكر بلحظة للاعتراف بالخطأ، لذلك أقول "حلوهم وريحوا الناس من شرور استمرارهم"، فكل يوم تطول فيه مدة بقائهم تجني كرة القدم الكويتية وبقية من بقى من متابعيها ومحبيها حصاد ما يزرعون من أفكار وخطط عقيمة واستراتيجيات "أقص إيدي إذا نصهم يفهمون معناها" تؤدي في النهاية إلى مستنقع الفشل.
يقول المؤلف والكاتب الأميركي ديل كارنيجي: "الإدارة هي لعبة فكرية، وكلما فكرتَ بطريقة أفضل حققت نتائج أعظم، لذا فكر جيداً وانتقِ من يفكر، واعمل مع من يفكر" إذاً هي عملية رغم تعقيداتها الظاهرة بسيطة، تعتمد أساساً على الحكمة في الانتقاء والاختيار، يعني ببساطة أشد وأكثر وضوحاً لمن يعي ويريد أن يفهم، هذا إن كان يفهم فعلاً "وضع الرجل المناسب في المكان المناسب".أعرف أن هذا الأمر في الكويت قد يكون رابع مستحيلات العرب الثلاثة "الغُول والعنقاء والخِلّ الوفِيّ"، لكنها الوصفة المطلوبة والتي صار لزاماً أن تطبق في المجال الوحيد بالكويت الذي هناك بارقة أمل أن يعود إلى سابق عهده ولو بعد حين، وهو الرياضة باعتبار أن هناك من لا يزال يهتم ومن لا يزال يعمل ويحاول رغم كثرة الصعوبات والعراقيل.طبعاً قلت وكررت سابقاً، وتحديداً في المقال آنف الذكر، وأعيد التكرار فالتكرار يعلم ويفهم "...." (لكم أن تضعوا ما تريدون نهاية للجملة السابقة)، قلت إننا نعلم جميعاً أن الخسارة ليست مفاجئة ولا هي بعيب، وأي فريق في العالم معرض لخسارة أي مباراة مهما كان حجم ومستوى من يقابله، فذلك حال كرة القدم، لكن العيب هو عدم احترام مشاعر الجماهير، والعيب الأكبر هو عدم الإحساس بالمسؤولية وتحملها، والبحث عن أعذار واهية لا تنم إلا عن مكابرة وغرور أو أحياناً، وهو الأقرب في حالة اليوم، جهل وضعف وعدم قدرة و"قل دبرة".أما لمن يعول على الجمعية العمومية للاتحاد للقيام بواجبها وأهم دور منوط بها، وهو المحاسبة، فأقول له: "لا ترجي من الصبخة زرع" فهؤلاء أصلاً نتاج منظومة لا تنتمي إلى الرياضة إلا بالاسم، أساسها مستنقع نتن يتغذى من يعيش فيه على كل ما هو فاسد من طائفية وقبلية وطبقية وتبادل المصالح وإلى آخر القائمة الطويلة التي تحقق أهدافهم بضمان التواجد الدائم لهم وللمحاسيب.بنلتيللجميع دون استثناء حق الانتقاد والامتعاض وطرح المطالب للإصلاح، لكن بعض الصبيان والفداوية واللي على "روسهم بطحة"، واللي حسسونا بعد خروج المنتخب من تصفيات كأس العالم بما يكتبون أو يقولون عبر وسائل "التقاطع الاجتماعي" أو الإعلام، بأن المنتخب كان ينافس البرازيل وألمانيا والأرجنتين وفرنسا على الصعود للأدوار النهائية في كأس العالم وبقية البطولات الأخرى، وأن رياضتنا عندما كان يتولاها معازيبهم وأولياء نعمتهم لأكثر من 30 سنة "مسكتة كلش"، وما كأننا "نمشي ونتصفع" في البطولات، وعلى مستوى أغلب الرياضات لكن "ما عليكم شرهة" وما "يهذري المهذري إلا من حر الصخونة".
رياضة
في المرمى: ما تغير شي... حلّوه فلن يرحلوا
27-06-2021