واشنطن لن تغادر سورية
مع إعلان الجيش الروسي نقل أحدث مقاتلاته إلى قاعدة حميميم، أكدت الولايات المتحدة أمس الأول أنها تنوي الحفاظ على وجودها العسكري في سورية.وقال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، جووي هود، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، «ننوي الحفاظ على وجود عسكري محدود شمال شرق سورية، بهدف وحيد يتمثّل في محاربة تنظيم داعش ودعم الشراكة مع قوات سورية الديمقراطية (قسد) لبسط الاستقرار في المناطق المحررة».وتحت ضغط، تراجع الرئيس السابق دونالد ترامب أواخر 2019 عن خطته لسحب القوات الأميركية المنتشرة في سورية، وقرر إبقاء 900 عسكري لضمان السيطرة على حقول نفط تم الاستيلاء عليها في منطقة الجزيرة.
وأوضح هود أن إدارة الرئيس جو بايدن لا تسعى فقط إلى القضاء على «داعش»، وإنما كذلك إلى معالجة الأوضاع الإنسانية في سورية، لافتا إلى قلق أنقرة من علاقات واشنطن مع «الشركاء الأكراد»، قائلاً: «نود أن نكون متأكدين من أن تركيا تفهم نوايانا».وفي حين أعلن المسؤول الأميركي أن إدارة بايدن ترى إمكانية للتعاون مع موسكو في مجال تقديم المساعدات الإنسانية لسورية عبر معبر باب الهوى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأول، إرسال مقاتلات عسكرية حديثة من طراز «ميغ 31 كا» قادرة على حمل صواريخ «كينجال» الباليستية إلى قاعدة حميميم الجوية شرق محافظة اللاذقية. وبحسب وكالة «ريا نوفوستي»، انتهت روسيا في مايو الماضي، من إعادة بناء المدرج الثاني في قاعدة حميميم وتأهيله أمام أنواع الطائرات، بما فيها القاذفات البعيدة المدى لأداء مهام فوق البحر الأبيض المتوسط من سورية.إلى ذلك، اتهم مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، أمس الأول، تركيا «بالاستمرار في ممارسة التتريك ومحاولة لطمس الهوية الوطنية السورية من خلال تغيير الطابع الديموغرافي والإداري، والاستيلاء على الأراضي، وإقامة جدار فاصل عليها، وتغيير أسماء الطرق والساحات العامة وإطلاق أسماء تركية وعثمانية».وقال الصباغ، خلال جلسة لمجلس الأمن، إن «النظام التركي مستمر في دعم التنظيمات الإرهابية ويقوم بتتريك المناهج الدراسية في المناطق التي يحتلها بشمال وشمال غرب سورية، وتشغيل شركات اتصالات تركية، وربط شبكات نقل الطاقة الكهربائية بالشبكة التركية، وفرض التعامل بالليرة التركية، فضلا عن منعه عمل الهلال الأحمر العربي السوري والاستعاضة عنه بنظيره التركي.وإذ أعلن عزمه زيارة موسكو قريباً والدعوة إلى إطلاق حوار دولي جديد لتسوية النزاع، انضم مبعوث الأمم المتحدة، غير بيدرسون، أمس الأول، إلى الداعين للحفاظ على التفويض لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين عبر الحدود، من دون المرور بدمشق، وهو أمر ترفضه موسكو، ويُعتبر اختباراً لعلاقتها مع إدارة بايدن.ووزعت إيرلندا والنرويج على مجلس الأمن، أمس الأول، مشروع قرار يقضي بتمديد عمل ممر باب الهوى الوحيد العامل حالياً بموجب الآلية الأممية لتقديم المساعدات وإعادة فتح ممر اليعربية بين العراق وسورية المغلق في يناير 2020.