تستضيف العاصمة العراقية بغداد اليوم قمة ثلاثية، تأجلت أكثر من مرة، يشارك فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزارء العراق مصطفى الكاظمي.

ووفق صحيفة «الصباح» الحكومية، تتصدر مباحثات القمة الثلاثية مشروع (الشام الجديد) المشترك بين مصر والأردن والعراق بما يشمله من تعاون في مجالات اقتصادية واستثمارية، كما يناقش القادة الثلاثية تفعيل جميع الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الدول الثلاث خلال الفترات الماضية في مصر والأردن في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والطاقة والنفط والكهرباء.

Ad

وتأجلت هذه القمة المرتقبة مرتين سابقتين لظروف استثنائية الأولى في شهر أبريل الماضي بسبب حادث تصادم قطارين في محافظة سوهاج المصرية، ثم أجلت مرة أخرى بسبب تداعيات قضية الفتنة في المملكة الأردنية.

واتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية في الطرق المحيطة بحركة مواكب القادة عبر طريق مطار بغداد الدولي أو في الأماكن التي ستشهد عقد الاجتماعات.

استعراض الحشد

وعلى الأرض، شهدت محافظة ديالى عرضاً عسكرياً لقوات «الحشد الشعبي» في معسكر «أبو منتظر المحمداوي» شارك به أكثر من 20 ألف عنصر، وعرضت خلاله أنواع مختلفة من الأسلحة والصواريخ والراجمات وطائرات إيرانية الصنع تم نقلها طوال الأسابيع الماضية عبر الحدود.

وحضر العرض، الذي تأجل عدة مرات بسبب خلافات حول تفاصيل تنظيمه والأسلحة المستخدمة فيه، رئيس الوزراء وقادة وزارة الدفاع رئيس هيئة «الحشد» فالح الفياض ورئيس أركانه أبو فدك المحمداوي.

وكتب الكاظمي، في سلسلة تغريدات، «حضرنا استعراض جيشنا البطل في 6 يناير، وأيضاً الشرطة الباسلة، واليوم حضرنا استعراض أبنائنا في الحشد الشعبي، ونؤكد أن عملنا هو تحت راية العراق، وحماية أرضه وشعبه واجب علينا».

وظهرت خلال الاستعراض طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز «سايا»، تم استيرادها خلال عهد حكومة عادل عبدالمهدي، ضمن موازنة تسليح «الحشد»، بحسب موقع «العربية.نت».

كما رُصدت خلال العرض طائرات درون تستخدم في الاستطلاع وهي أيضاً إيرانية مستنسخة عن المسيرات الصينية. كذلك، عرضت دبابات روسية الصنع محدثة إيرانياً ومركبات عسكرية إيرانية، منها «طوفان».

وكانت عدة فصائل موالية للمرجع الشيعي علي السيستاني انسحبت قبل أيام من المشاركة أو امتنعت بسبب الخلافات مع المجموعات الموالية لطهران بحسب مصادر «العربية».

وانصبت الخلافات، وفق مصادر عراقية، على طبيعة الفصائل المشاركة ونوعية الأسلحة المعروضة وشمولها على طائرات مسيرة أو صواريخ، وهو ما توجس منه بعض قادة الفصائل، بسبب التقارير الأميركية الأخيرة عن مخاطر الطائرات دون طيار في العراق.

وأشارت تقارير الى أن الكاظمي وافق على الحضور بعد نقل الاستعراض من بغداد إلى ديالى. ونفى المتحدث باسم إعلام "الحشد" اشتراط الكاظمي نقل العرض، مبررا تغيير الموقع بأن "ساحات بغداد لا تتسع لحجم الاستعراض"، لكنه استدرك "ولنحافظ على خصوصية بغداد المدنية". وشدد المتحدث باسم الهيئة على أنّ "البعض يريد إحداث فجوة بين الحشد والحكومة، ولكن حضور الكاظمي أكد عدم وجود مشاكل معنا"، معتبراً أن "المباركة من الكاظمي واضحة بحضوره، ونحن أبناء الدولة ومثلنا مثل بقية القوات المسلحة".

من جهتها، وضعت المصادر المطلعة ما وصفته بـ "تحسن العلاقة"، بين الحكومة والحشد، نتيجة "فرض قواعد عمل مشددة على إدارة الحشد عقب أحداث الخضراء الأخيرة".

وأكد رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، أن "الحشد ذراع الدولة ويعمل تحت امرة القيادة المشتركة ولا يمكن فصله عن بقية الأجهزة الأمنية".

وكشف الفياض أن "هناك موافقات مبدئية من قبل الكاظمي على تخصيص مركبات عسكرية خاصة وتحمل أسماء الحشد، فضلا عن توحيد رواتب قوات الهيئة ومخصصاتهم أسوة ببقية صفوف الجيش العراقي".

ويعلق المحلل السياسي، مقداد الحميدان، قائلا إن هناك تطورات في العلاقة بين الكاظمي والحشد الشعبي، معتبرا أنها "خطوة ذكية من الكاظمي لاحتواء الأزمة التي حصلت مؤخرا في قضية قاسم مصلح" وهو قيادي في الحشد تم اعتقاله، والتحقيق معه بتهم اغتيال ناشطين ثم اطلق سراحه.

وأضاف الحميدان "الكاظمي يحاول احتواء الحشد ضمن إدارة الدولة، فالهيئة أساسا تابعة لرئاسة مجلس الوزراء"، مشيرا إلى أن الهدوء في العلاقة "مؤقت" وذلك بسبب "اقتراب موعد الانتخابات".

هجوم أربيل

ووسط تزايد مخاوف المسؤولين في الولايات المتحدة وتحذيرهم من ارتفاع وتيرة الهجمات بطائرات مسيرة على مصالحهم في العراق، هاجمت 3 طائرات مسيرة محملة بمواد متفجرة من نوع «تي إن تي» قرية براغ الواقعة على بعد كيلومترات فقط عن مقر القنصلية الأميركية الجديد في أربيل. وقال محافظ أربيل أميد خوشناو: «تم صبيحة اليوم إسقاط طائرة مسيرة مفخخة بالمتفجرات في قرية براغ وطائرتين في قرية كومة سبان، مشيراً إلى أن القريتين تبعدان حوالي 3 كلم عن البناية الجديدة للقنصلية الأميركية»، مبيناً أن «إحدى الطائرات سقطت في زراعات قرية براغ وألحقت أضراراً مادية في بيت أحد المواطنين دون وقوع أية خسائر بشرية».

ولفت محافظ أربيل إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يشن فيها هجوم بطائرات مسيرة على محافظة أربيل، إذ استهدف الهجوم السابق مقرات لقوات التحالف الدولي في مطار أربيل الدولي في 14 أبريل الماضي.

وأدانت الولايات المتحدة الهجوم بالطائرات المسيرة بأربيل واعتبرته خرقاً للسيادة العراقية. وكتبت القنصلية الأميركية بصفحتها الرسمية على فيسبوك: «تدين الولايات المتحدة الأميركية الهجوم على إقليم كوردستان والمنفذ بالطائرات المسيّرة، اليوم السبت، (أمس) وهو خرق واضح للسيادة العراقية».