في حين لم يحدد موعد لاستئناف الجولة السابعة من المباحثات غير المباشرة التي ترعاها مجموعة "4+1" بين إيران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بهدف إحياء الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات المفروضة على طهران، لوّح وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن بإمكانية انسحاب بلاده من المفاوضات التي انطلقت مطلع أبريل الماضي.

وحذر بلينكن من أن التقدم في برنامج إيران النووي قد يصبح عقبة لا يمكن التغلب عليها بالعودة إلى الاتفاق المبرم عام 2015، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، لكنه رفض تحديد تاريخ لإمكانية الانسحاب من مفاوضات فيينا، واكتفى بالقول: "إنه يقترب".

Ad

وأوضح أن استمرار إيران "في تشغيل مزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة" وتسريع تخصيب اليورانيوم، سيقلص الوقت اللازم الذي ستكون عنده قريبة بشكل خطير من امتلاك القدرة على تطوير قنبلة ذرية.

وفي وقت سابق، حذّر بلينكن خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان، من أن الوقت ينفد أمام العودة إلى الاتفاق النووي. وعبرتا واشنطن وباريس عن القلق من أن أنشطة طهران الذرية الحساسة يمكن أن تتطور في حال طال أمد المفاوضات التي تبحث كيفية امتثال الجانبين مجددا للاتفاق المعروف رسميا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".

وقال بلينكن إن واشنطن لا يزال لديها "خلافات جدية" مع طهران التي تواصل التفاوض منذ الانتخابات الرئاسية التي أجرتها الجمعة قبل الماضية، والتي فاز فيها الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي.

إلا أن الوزير الأميركي شدد على أنه "لدينا مصلحة وطنية في السعي لإعادة المشكلة النووية إلى حيث وضعتها خطة العمل الشاملة المشتركة".

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: "ننتظر من السلطات الإيرانية أن تتخذ القرارات الأخيرة، وهي على الأرجح صعبة، التي ستسمح باختتام المفاوضات".

في موازاة ذلك، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، روبرت مالي، إن واشنطن لن توافق على إزالة جميع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على طهران.

وأكد مالي، في حديثه مع برنامج إذاعي، أن الولايات المتحدة "ستنسحب من المفاوضات إذا كان الاتفاق الذي تريده إيران لا يتفق مع مصالحنا"، مضيفاً أن "نافذة التفاوض مع طهران لن تظل مفتوحة إلى الأبد".

وشدد المبعوث على أن هدف واشنطن هو التوصل إلى اتفاق يمنع الإيرانيين من امتلاك السلاح النووي.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تتشاور عن قرب مع الإسرائيليين بشأن المفاوضات النووية "لأن هدفنا مشترك".

ورداً على الوزيرين الأميركي والفرنسي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة: "على الأطراف الأخرى أن تتخذ القرارات".

وأكد المتحدث أن "الجمهورية الإسلامية لم تنسحب البتة" من الاتفاق، بل "على الولايات المتحدة أن تتخذ بنفسها قرار العودة إليه ورفع العقوبات غير القانونية" الأميركية بحق إيران.

وأكد زادة أن بلاده مستعدة لتنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي إذا رفعت واشنطن العقوبات، وتم التحقق من ذلك.

وتشير تصريحات المسؤولين إلى عودة الجدل بشأن من يجب عليه اتخاذ الخطوة الأولى من أجل إحياء الصفقة الذرية، وتفتح المجال أمام احتمال امتداد مسار فيينا إلى ما بعد تولي الرئيس الإيراني الجديد السلطة في 3 أغسطس المقبل.

في هذه الأثناء، أكد السفير الإسرائيلي لدى روسيا، ألكسندر بن تسفي، أن إيران تشكل تهديداً استراتيجياً لبلاده، مشيراً إلى أن التوتر سيزداد في المنطقة بوجود الرئيس الإيراني الجديد الاصولي ابراهيم رئيسي.

وقال: "صواريخ إيران البالستية مداها يصل إلى 2000 كيلومتر، فهذه ليست إلى إسرائيل، فحسب، بل ستصل إلى أوروبا وما وراءها".

وأكد أن هناك جماعات إيرانية في سورية تهدد حدود بلاده، لافتا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستظلان شريكين استراتيجيين بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور في المفاوضات مع إيران حول العودة إلى الاتفاق النووي.