«دلتا» تعيد «الإغلاقات»... فهل تصمد «اللقاحات»؟

نشر في 27-06-2021
آخر تحديث 27-06-2021 | 00:04
إندونيسيون يصطفّون بطابور طويل في ملعب بانتظار حصولهم على التطعيم أمس (رويترز)
إندونيسيون يصطفّون بطابور طويل في ملعب بانتظار حصولهم على التطعيم أمس (رويترز)
في وقت حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن "سلالة دلتا"، وهي إحدى سلالات فيروس كورونا المتحورة، التي ظهرت للمرة الأولى في الهند، أصبحت السلالة الأكثر انتشارا في العالم مع قدرتها الكبيرة على العدوى، ودفعت ببعض الدول إلى إعادة الاغلاق، يتساءل الملقحون عن فعالية التطعيمات التي تلقوها.

وأعلنت "الإذاعة الوطنية الأميركية العامة" (NPR) أنها تلقت سؤالا متداولاً يقول: "لقد حصلت على اللقاح، فهل أنا بحاجة للقلق بشأن سلالات كورونا؟".

وتجيب الإذاعة بأن هذا يعتمد على بعض الأشياء، لكن اللقاح فعال للغاية. ومن المتوقع أن تكون لقاحات "كورونا" وقائية ضد طفرات الفيروس الجديدة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وإذا حصلت على التطعيم بالكامل، أي بعد أسبوعين من الجرعة الثانية، فإن الاحتمالات مواتية للغاية بعدم الإصابة بالعدوى.

ويقول المدير العام لمعهد اللقاحات الدولي د. جيروم كيم: "على الأقل بالنسبة لتلك اللقاحات المعتمدة في أوروبا وأميركا الشمالية، في حالة الطفرات، يبدو أن هذه اللقاحات فعالة في الوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة".

وتقول الإذاعة إنه وفقا لدراسة، فإن لقاح "فايزر" فعال بنسبة 90% ضد أشد أشكال العدوى (أي تلك التي تؤدي إلى دخول المستشفى أو الوفاة) التي يسببها هذا النوع من الطفرات. وأظهرت هذه الدراسة أيضاً حماية عالية ضد "سلالة بيتا"، الذي تم رصده للمرة الأولى في جنوب إفريقيا.

ووجدت دراسة لوكالة الصحة العامة في إنكلترا أن لقاح "أسترازينيكا" أظهر أيضاً مستوى عالياً من الفعالية ضد "ألفا".

ومن المتوقع أن يتفوق "دلتا" على "ألفا"، الذي تم تحديده للمرة الأولى في المملكة المتحدة، باعتباره المتحور الرئيسي للفيروس في الولايات المتحدة. فأكثر من 20 % من الحالات الجديدة في الولايات المتحدة مصابة بالفعل بـ"دلتا".

ونظراً لأن "دلتا" أكثر قابلية للعدوى مقارنة بـ"ألفا"، فسيكون الناس في الولايات المتحدة أكثر عرضة للخطر. ولهذا السبب، أعادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وصف "دلتا" من "متحور مثير للاهتمام" إلى "متحور مثير للقلق".

ويشعر الخبراء بالقلق أيضاً لأن العلاج بالأجسام المضادة يبدو أقل فاعلية مع "دلتا" مقارنة بالسلالات الأخرى من "كورونا"، كما يقول الدكتور جيل ويذرهيد، الأستاذ المساعد في الأمراض المعدية في كلية بايلور للطب.

وبالنسبة للقاحات، وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على "دلتا" في جامعة إدنبرة باسكتلندا أن لقاحي "فايزر" و"أسترازينيكا" قدما نسبة 79% و60% حماية على التوالي من العدوى بعد أسبوعين من الجرعة الثانية.

وأظهرت دراسة لوكالة الصحة العامة في إنكلترا، أن جرعتين من "فايزر" كانتا فعالتين بنسبة 88% ضد أعراض "دلتا" التي باتت موجودة الآن في 85 دولة على الأقل.

أما بالنسبة للقاحات الأخرى، فإن ديفيد مونتفيوري، مدير مختبر أبحاث لقاح الإيدز وتطويره في المركز الطبي بجامعة ديوك الأميركية، متفائل. واستناداً إلى البحث، الذي أجراه ولم يُنشر بعد، يقول مونتفيوري إن "دلتا لا يبدو أنه سيشكل تهديداً كبيراً للقاحات، بما في ذلك لقاح موديرنا".

ومع أن دولا أوروبية عدة تواصل تخفيف القيود، أعلنت حكومة بنغلادش فرض إغلاق على مستوى البلاد لمدة أسبوع، لإبطاء وتيرة ارتفاع حالات الإصابات في خضم ندرة جرعات اللقاح، بينما أعادت السلطات الأسترالية أمس، فرض الإغلاق التام في كل أرجاء مدينة سيدني، أكبر مدن استراليا ويبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، والتي تواجه ارتفاعا في الإصابات جراء "دلتا".

وقال وزير الصحة: "يبدو أن دلتا هي عدو قوي. رغم كل الإجراءات الوقائية المتخذة يعرف هذا الفيروس كيف يشن هجوما مضادا".

وعلى غرار أستراليا، تشهد دول عدة ارتفاعا في الإصابات الجديدة العائدة بجزء منها على الأقل إلى "دلتا".

فقد أعلنت إسرائيل قيودا جديدة أمام ارتفاع الحالات، كما أعلنت موسكو مركز الاصابات في روسيا وخصوصا بـ"دلتا"، العودة إلى العمل الالزامي عن بعد لنسبة 30% من موظفي الشركات.

وقررت البرتغال، التي تشهد أيضا ارتفاعا في الإصابات بـ"دلتا"، وقف الرفع التدريجي للقيود الصحية، لا بل تشديدها في لشبونة.

في المقابل، أعلنت إسبانيا أن وضع الكمامة لم يعد إلزاميا، اعتبارا من الأمس، كما قررت سويسرا رفع جزء كبير من القيود المتواصلة، ولا سيما وضع الكمامة في الخارج. وسهلت الدخول إلى أراضيها.

وفي أعقاب القمة الأوروبية في بروكسل، أمس الأول، رجح رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، إمكانية عدم تسجيل السلطات الصحية في الاتحاد الأوروبي أبداً لقاح "سبوتنيك في" الروسي.

وقال دراغي، أثناء مؤتمر صحافي: "ركّزنا على أنواع اللقاحات المختلفة المستخدمة، وكانت النتيجة أن لقاح سبوتنيك لم ينجح بعد في الحصول على موافقة وكالة الأدوية الأوروبية (EMA)، وربما لن يحصل عليها أبدا".

كما استبعد دراغي تسجيل اللقاحات الصينية في الاتحاد الأوروبي، ووصفها بأنها "ليست ملائمة"، مستشهدا بتجربة تشيلي في استخدامها بمكافحة الجائحة. وبينما تضرب موجة ثالثة من الوباء إفريقيا المتخلفة كثيرا عن بقية العالم على صعيد التلقيح، ما يعرض المستشفيات لضغوط كبيرة مع نقص في المستلزمات الطبية، قالت مديرة منطقة إفريقيا في منظمة الصحة العالمية إن "الموجة الثالثة تتسارع وتتمدّد بسرعة أكبر وتضرب بشكل أقوى"، معتبرة أن "هذه الموجة قد تكون الأسوأ".

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة العراقية، امس، دخول البلاد في موجة وبائية ثالثة "أكثر شدة وخطورة من الموجتين الأولى والثانية"، اللتين دخلتا البلاد سابقا.

وفي حين أصيب رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي بـ"كورونا"، أعلنت المديرية العامة للطيران المدني في لبنان، امس، عن إقفال جزئي لمطار بيروت، التزاما بالاجراءات المتخذة لمواجهة انتشار وتفشي الفيروس.

إلى ذلك، أضافت إدارة الأغذية والدواء الأميركية، تحذيراً إلى التعليمات المصاحبة للقاحي "فايزر"، و"موديرنا"، للإشارة إلى الخطر المحتمل النادر للإصابة بالتهاب عضلة القلب.

وقالت إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 1200 إصابة بالتهاب في عضلة القلب من بين نحو 300 مليون جرعة لقاح. وكانت الإصابات أعلى بشكل ملحوظ على ما يبدو بين الذكور وخلال الأسبوع الذي يلي جرعة اللقاح الثانية.

وحددت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، 309 حالات دخول إلى المستشفى بسبب التهاب القلب بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً وخرج 295 منهم من المستشفى.

back to top