ترامب يعود بصخب ويطلق معركة الانتخابات النصفية
بصخب عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى واجهة الأحداث السياسية، وهاجم خلال تجمع في أوهايو، استعاد خلاله أجواء مهرجاناته الخطابية الحماسية، سياسة خلفه جو بايدن، وأطلق رسميا حملة انتخابات منتصف الولاية، وسط تركيزه على الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024.والرئيس السابق المحظور من منصات التواصل الاجتماعي ويواجه متاعب قانونية، يبدو راغبا في الترشح في 2024، لكنه لم يتطرق بشكل واضح، في الخطاب الذي استمر 90 دقيقة في مركز للمعارض، إلى مستقبله السياسي، لكنه دغدغ مشاعرهم عندما قال: "فزنا مرتين وقد نضطر إلى الفوز بها مرة ثالثة"، في إشارة جديدة إلى اعتقاده بأنه فاز في انتخابات نوفمبر.وبأسلوبه المعروف، تنقل ترامب في خطابه بين الهجرة والجريمة وحق حيازة السلاح وأفغانستان وإيران والصين وروسيا والناتو والحلفاء الأوروبيين، مشددا على أن "الصين وروسيا وإيران تهين بلدنا"، وأن بايدن "يدمر أمتنا أمام أعيننا".
وأقر بأن علاقته كانت جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه أشار إلى أنه فرض عقوبات على روسيا أكثر من أي رئيس أميركي سابق، معتبرا أن "أميركا ستعود لاستيراد النفط من الشرق الأوسط وروسيا بسبب سياسات بايدن".واتهم ترامب الإدارة الحالية بأنها لا تعرف كيف تتعامل مع الملف النووي الإيراني، مضيفا ان بايدن "يريد العودة الى الاتفاق المجنون"، مذكرا بقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني "أبو العبوات المتفجرة على جوانب الطرق".ومنذ مغادرته البيت الأبيض في يناير، ألقى ترامب خطابين رئيسيين، اتسم أحدهما بنبرة انتقامية في كارولاينا الشمالية في وقت سابق هذا الشهر، كرر فيه عدم اعترافه بهزيمته الانتخابية في 2020 أمام بايدن، كما خاطب المؤتمر السنوي لعموم المحافظين في فبراير الماضي. وأحد أهداف مخاطبة التجمع في أوهايو، كان لتأييد مرشح محافظ هو ماكس ميلر، أحد مساعديه السابقين. وبحضوره التجمع، أظهر الملياردير المتعالي بوضوح أنه يريد أن يبقى قوة يعتد بها في جهود الحزب الجمهوري لاستعادة السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب العام المقبل.وأشار إلى استعداده لمساعدة مرشحين مؤيدين لحركته "لنعيد العظمة لأميركا"، واتهم مجلس النواب والرئيس السابق بـ"التحريض على التمرد" في أحداث الكابيتول، وصوت 10 جمهوريين مع الديموقراطيين لعزل الرئيس، لكن مجلس الشيوخ برأه.والآن يسعى ترامب للنيل من أولئك الجمهوريين الذين صوتوا لمصلحة عزله، بدءا بأنتوني غونزاليس، النائب عن أوهايو المنتهية ولايته، والذي ينافسه ميلر في انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري.وتقول لجنة العمل السياسي "انقذوا أميركا"، التابعة لترامب، إن التجمع في أوهايو يمثل انطلاقة لتجمعات عدة للرئيس السابق "دعما لمرشحين وقضايا تعزز أجندة لنعد العظمة لأميركا ولإنجازات إدارة الرئيس ترامب".ويدخل ترامب أيضا المجال العام الأربعاء المقبل، مع زيارة للحدود الأميركية مع المكسيك، حيث سيهاجم إدارة بايدن، لاسيما بخصوص سياستها حول الهجرة.يأتي ذلك بينما تعززت مكانة بعض مؤيدي ترامب من الحزب الجمهوري، لاسيما حاكم فلوريدا رون ديسانتيس (42 عاما) الذي ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أنه أصبح أكبر منافسيه في رئاسية 2024، متابعة: "يظهر الاستطلاع تلو الآخر أنه إذا أراد ترامب الدخول مرة أخرى إلى البيت الأبيض في 2024 فإن كل أنظار الحزب الجمهوري ستكون مسلطة عليه، باستثناء استطلاع واحد".وأردفت: "الأسبوع الماضي، وللمرة الأولى منذ الإطاحة به، احتل ترامب المركز الثاني في استطلاع رأي للناخبين الجمهوريين حول مرشحي الانتخابات الرئاسية المقبلة. اقتصر ذلك على استطلاع واحد، والهامش كان ضئيلا، لكن الرجل الذي تصدر السباق مقرب جدا من ترامب، الذي يراه خليفته الطبيعي، وهو رون ديسانتيس".