واصلت دول عدة تشديد إجراءاتها وإعادة فرض القيود بمواجهة سلالة "دلتا" المتحورة من فيروس كورونا المستجد.

وباتت متحوّرة دلتا، التي رصدت أول مرة بالهند في أبريل، منتشرة في 85 بلدا على الأقل، وفق منظمة الصحة العالمية، مما يزيد المخاوف من موجات جديدة من الوباء الذي أودى بأربعة ملايين شخص حتى الآن، رغم حملات التطعيم.

Ad

واستيقظ ملايين من سكان سيدني الأستراليين، أمس، على أول يوم من إغلاق كامل يستمر أسبوعين، في وقت تحاول أستراليا احتواء تفشي "دلتا".

وفي البرتغال، أصبحت "دلتا" السلالة السائدة في البلاد، مما دفع السلطات الى تشديد القيود في المناطق الأكثر تضررا بالفيروس، مثل لشبونة.

كما ينتشر "دلتا" في بريطانيا وجنوب إفريقيا، فيما تنسب إليها حاليا ما بين 9 و10 في المئة من إصابات "كوفيد" المسجّلة في فرنسا.

وأمس، أعلنت موسكو عددا قياسيا من الوفيات جرّاء "كوفيد" في الساعات الـ24 الأخيرة، إذ سجّلت 144 وفاة خلال 24 ساعة.

وارتفع معدل انتقال العدوى بنسبة 25 في المئة الأسبوع الجاري مقارنة بالأسبوع السابق، فيما ارتفعت حصيلة الوفيات المسجّلة رسميا بنسبة 33 بالمئة.

وفي ألمانيا، دعا خبراء الصحة في أحزاب المعارضة لتبكير جرعة اللقاح الثانية ضد "كورونا" في ظل انتشار "دلتا". وقال خبير الصحة بـ "حزب الخضر" يانوش دامن، إنه في حالة لقاحي "فايزر" و"موديرنا"، يجب إعطاء الجرعة الثانية منهما بعد 3 أسابيع من الأولى، لافتا إلى أن هناك "بيانات موثوقة" بأن ذلك يتمتع بتأثير فعال للغاية ضد "دلتا".

وفي بنغلادش أعلنت الحكومة، أمس، عزمها حظر وسائل النقل العام بداية من اليوم، بالتزامن مع تسجيل البلاد حصيلة قياسية للوفيات اليومية بـ "كورونا".

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن إخطار صادر عن الحكومة أن جميع مراكز التسوق والمواقع السياحية والمنتجعات وأماكن الترفيه ستظل مغلقة أيضا بموجب القواعد الجديدة للسيطرة على تفشي الفيروس.

وتعتزم الحكومة نشر أفراد لإنفاذ القانون من أجل التصدي لأية محاولات لخرق القواعد.

خليجياً، أعلنت وزارة الصحة العمانية، أمس، تسجيل زيادة قياسية في عدد الإصابات والوفيات جراء تفشي "كورونا" في السلطنة، خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وفي خطوة تتعارض مع توصيات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، والإجراءات التي اتخذتها دول أوروبية عدة بإلغاء إلزامية ارتداء الكمامات للمطعمين ضد فيروس كورونا المستجد، طالبت منظمة الصحة العالمية، سكان العالم، بمواصلة الالتزام بارتداء الكمامات، حتى إن كانوا مطعّمين لحمايتهم من متحور "دلتا" الجديد.

وقالت مساعدة المدير العام للمنظمة الدولية ماريانغيلا سيماو: "اللقاحات وحدها لن توقف انتقال العدوى".

في غضون ذلك، حدّد علماء "الوقت الأدق للظهور الأول" للفيروس في مدينة ووهان الصينية في أوائل أكتوبر 2019، مما يعني أنه قبل نحو شهر ونصف الشهر مما أعلنته الصين.

وكانت بكين قد قالت إن أول حالة سجلت في ووهان كانت في 17 نوفمبر 2019.

وتمكّن العالم في مركز "فريد هاتشينسون" الأميركي لأبحاث السرطان من استعادة بيانات التسلسل المحذوفة من حالات "كورونا" التي تم رصدها في بداية الجائحة بالصين.

ووفقا للبيانات، فإنّ العينات المأخوذة من سوق هونان لم تمثّل الفيروس بصيغته الكاملة، بل كانت متحورة من تسلسل فيروسات كان قد تم تداولها في وقت سابق، والتي انتشرت بدورها في بقاع أخرى من الصين.

وأكدت معاهد الصحة الوطنية الأميركية أن العينات التي تم استخدامها في الدراسة تم إدراجها في نظام أرشيف قراءة التسلسل، في مارس 2020، إلا أنه تم حذفها لاحقا، بطلب من المحققين الصينيين، الذين ادعوا أنهم سيقومون بتحديثها ووضعها في أرشيف آخر.

وأخذ ذلك بعض العلماء نحو القول إن الحذف ليس سوى دليل آخر على محاولة الصين التستر على أصول فيروس كورونا المستجد.

كما أعلنت تايلاند عن قيود جديدة يبدأ تطبيقها اعتباراً من اليوم وتستمر شهراً في بانكوك وضواحيها لمواجهة موجة إصابات جديدة، تشمل إغلاق المطاعم ومواقع البناء.

وأقرت ماليزيا تمديداً لحوالي شهر للإغلاق الشامل المفروض منذ مطلع يونيو الجاري.

في المقابل، لا يزال التوجه السائد في عدة دول أوروبية هو تخفيف القيود.

وبدأت بلجيكا أمس، المرحلة الثانية من "خطة الصيف".

أما في إسبانيا وسويسرا، فقد ألغيت إلزامية وضع الكمامة في الفضاءات المفتوحة منذ السبت، وهو قرار يدخل حيز التنفيذ في إيطاليا اعتباراً من اليوم.