«معركة قندوز» تشتد... وباكستان تهدد بإغلاق الحدود
• موجات نزوح مع اشتداد المعارك
•80 مترجماً أفغانياً يجدون «ملاذاً آمناً» في أستراليا
اشتدت حدة القتال في أول معركة على مدينة بين «طالبان» وقوات كابول، في وقت لوحت باكستان بإغلاق حدودها في حال سيطرت الحركة المتشددة على كل أفغانستان مجدداً.
تصاعد القتال في أنحاء عدة من أفغانستان، مع سعي حركة "طالبان" للسيطرة على المزيد من المناطق، بالتزامن من انسحاب القوات الأميركية والأطلسية الذي تشير تقارير إلى أنه قد يكتمل خلال أسابيع قليلة قبل موعد 11 سبتمبر الرمزي الذي وضعه الرئيس الأميركي جو بايدن.وتخوض "طالبان" واحدة من أهم المعارك في مدينة قندوز شمال البلاد، والتي ستكون مؤشراً على قدرة الحركة عسكرياً على طرد القوات الحكومية من المدن الكبيرة، مما يزيد احتمال قدرتها على إسقاط العاصمة كابول، وإعادة إرساء حكمها المتشدد في مناطق واسعة من البلاد. وحذر خبراء عسكريون قبل أيام من المبالغة بشأن قوة "طالبان" لكنهم اعتبروا أن سقوط مدن كبيرة بيدها سيكون مؤشراً على إمكانية سقوط كابول بغضون أشهر قليلة.
واشتد القتال في أنحاء قندوز، التي تعتبر أهم مدن الشمال منذ أيام، واستولت "طالبان" فعلياً على المناطق المحيطة بالمدينة التي سبق لـها أن سيطرت مرتين عليها فترة وجيزة.وفرت نحو 13 ألف عائلة من منازلها في هذه المدينة وما يصل إلى ألفين من تلك العائلات فرت إلى كابول وولايات أخرى. والعديد من الناس لجأوا إلى مدرسة في كابول ووفرت السلطات لهم الطعام ومواد إغاثة أخرى.وفي نهاية الاسبوع، نفّذ مقاتلو الحركة هجوماً على مديرية آبشار في ولاية بنجشير، شمال كابول، واستولوا على 3 ثكنات عسكرية وقتلوا 15 جندياً وأسروا 8 آخرين، واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة. والثلاثاء الماضي، استولت الحركة على شير خان بندر، المعبر الحدودي الرئيسي لأفغانستان مع طاجيكستان، في واحد من أهم المكاسب التي حققتها الحركة خلال الأشهر القليلة الماضية. ومنذ مطلع مايو الماضي، شنت "طالبان" العديد من الهجمات على أهداف حكومية في أنحاء المنطقة الريفية الوعرة، وقالت إنها استولت على قرابة 90 من أقاليم البلاد البالغ عددها 400.وفي وقت سابق، ذكرت "وكالة الأنباء الألمانية" أن مسلحي "طالبان" سيطروا على ما لا يقل عن 10 مقاطعات في 7 أقاليم مختلفة.وتحدثت تقارير عن نزوح 160 ألف أسرة في أنحاء أفغانستان هرباً من القتال.
«انتصارات حكومية»
في المقابل، نشرت وزارة الدفاع الأفغانية سلسلة منشورات على صفحتها الرسمية على "تويتر" حول عملياتها ضد "طالبان"، وأعلنت مقتل 193 عنصراً وإصابة 110 آخرين من الحركة ننغرهار وميدان وردك وخوست وغزني وأوروزغان وقندهار وزابل وهرات وفرح وسامانجان وهلمند وقندوز وبغلان وتخار وباروان وكابيسا خلال الـ 24 ساعة الماضية.وأوضحت الوزارة أن القوات البرية نفذت عملياتها بدعم من القوات الجوية.البنتاغون
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن عملياتها الجوية في البلاد مستمرة لتقديم غطاء للقوات الحكومية. وقال مسؤول في "البنتاغون"، إن "أي تهديد للأراضي الأميركية من أفغانستان سيدفع واشنطن للعودة وضرب مصادره". وتابع مشدداً على أنه "من الضروري منع أفغانستان من أن تصبح بؤرة للإرهابيين مرة أخرى".محادثات مع باكستان
إلى ذلك، قال السفير الأميركي لدى كابول بالوكالة روس ويلسون، إن بلاده تجري محادثات مع باكستان لإقناعها بأداء دور في إعادة "طالبان" إلى طاولة المفاوضات التي تجريها مع الحكومة الأفغانية في الدوحة، مشيراً من ناحية أخرى إلى أن واشنطن لا تزل تواصل محادثاتها مع أنقرة فيما يتعلق بتأمين مطار كابول الدولي بعد مغادرة القوات الأميركية لأفغانستان.ونقلت وسائل إعلام أفغانستان عن السفير الأميركي في كابول قوله إن بلاده تعمل مع الشركاء الإقليميين لحمل "طالبان" على المشاركة في "محادثات هادفة"، مضيفاً أن واشنطن تتعاون مع روسيا والصين في هذا الإطار.هولندا
وخلال أيام ستنتهي المشاركة العسكرية الهولندية في أفغانستان بعد أن مضى عليها قرابة عقدين. في خطاب، قالت وزيرة الدفاع الهولندية المؤقتة، أنكه بيلفيلد "نغادر بمشاعر مختلطة. نرى صور تقدم طالبان. الوضع الأمني يثير القلق وربما يتم فقدان بعض التقدم" معربة عن قلقها. وأضافت الوزيرة: "كانت هناك لحظة صمت للكثير من الأفغان، الذين توفوا، الجنود والزملاء".وبعد 20 عاماً، ينسحب جميع أفراد القوات الأجنبية وعددهم عشرة آلاف، بما في ذلك 160 جندياً هولندياً، بقوا على الأرض، من البلاد.ملاذ آمن
من ناحية أخرى، وصل 80 مترجماً أفغانياً مع عائلاتهم إلى أستراليا بعد منحهم تأشيرات، وهو أمر يعتبر ملاذاً آمناً لهم، وثمرة عملهم إلى جانب القوات الأسترالية في أفغانستان.وتعمل أستراليا على تسوية أوضاع الموظفين العاملين معها في أفغانستان كجزء من برنامج تأشيرة خاص بدأت بتنفيذه منذ ديسمبر 2012، وتم منح أكثر من 1400 تأشيرة لمقدمي الطلبات المؤهلين وأفراد أسرهم المعرضين لخطر الأذى لأنهم عملوا مع القوات الأسترالية في أفغانستان.والجمعة الماضي، أفاد أقارب أفغاني كان يعمل في مستودع عسكري تابع للقوات الفرنسية بمقتله على يد "طالبان".وبعد سيطرة الحركة على الحدود مع طاجيكستان، حيث ينتشر جنود روس، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إن سلطات بلاده "ستغلق الحدود إذا سيطرت حركة طالبان على أفغانستان".وأضاف قريشي، في مؤتمر صحافي، ان "العنف وانعدام القانون قد يسودان أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن بلاده "استقبلت بالفعل 3.5 ملايين لاجئ أفغاني على مر السنين، ولا يمكننا تحمُّل المزيد. سنضطر إلى إغلاق حدودنا، وعلينا حماية مصلحتنا الوطنية". وشدد على أن باكستان ستواصل جهودها الدبلوماسية من أجل السلام في الدولة المجاورة، وسترحب بقيادتها المنتخبة ديمقراطيا.
السفير الأميركي في كابول: واشنطن تتعاون مع روسيا والصين في ملف أفغانستان