يأمل منتخب فرنسا، الذي لم يعكس صورة مشرقة عنه مع بداية كأس أوروبا، أن يفوز على سويسرا في ثمن نهائي مسابقة كأس أمم أوروبا لكرة القدم في بوخارست، اليوم، لطرد أشباح الشكوك التي ترافقه وإطلاق حملته إلى المباراة النهائية، على الرغم من كثرة الاصابات التي تؤرق صفوفه.

يفتتح رجال المدرب ديدييه ديشامب الأدوار الإقصائية، بعد فترة راحة استمرت خمسة أيام، ومع تعطش للفوز من دون أي بديل آخر.

Ad

وبعد ثلاثة أعوام من إنجاز الفوز بالمونديال، يجد المدرب "دي دي" نفسه قبل مواجهة سويسرا، أمام معضلات عدة تتمثل بالتعب وبإصابات متعددة.

ومع تعرض عثمان ديمبلي لإصابة في ركبته أمام المجر 1-1 أبعدته عن النهائيات، يلتقط "الديوك" أنفاسهم من ناحية الثلاثي لوكاس ديني ولوكاس هرنانديز وتوما ليمار.

وأمام البرتغال 2-2، الأربعاء الماضي، خسر المدرب الفرنسي تباعاً مدافعه على الرواق الأيسر هرنانديز، على خلفية اصابة بركبته تعرض لها قبل النهائيات، ومن ثم بديله ديني، لإصابة في فخذه، ليدفع بلاعب وسط يوفنتوس الإيطالي أدريان رابيو في هذا المركز غير الاعتيادي بالنسبة له.

بعد جرس إنذار أوّل، أظهر محيط ديني وطاقم المنتخب الفرنسي تفاؤلاً حذراً مع توالي الساعات على إصابته، في وقت يسابق هرنانديز الوقت من أجل أن يكون جاهزاً لمواجهة لسويسرا.

تكهن ديشامب بإمكانية الافتقاد نهائياً لجهود مدافع إيفرتون الانكليزي، وقال "أكثر ما يقلقني هو لوكاس ديني، لانها اصابة عضلية. شعر بآلام خلف فخذه، لذا ستكون الامور معقدة بالنسبة له (للمباريات المتبقية)... سنرى في الأيام المقبلة (...) ليست علامة جيدة".

أما بالنسبة لهرنانديز، بيدقه الاساسي على الجهة اليسرى للدفاع، فقد تنفس الصعداء قليلاً.

لعب مدافع بايرن ميونيخ الالماني اساسياً أمام البرتغال، قبل أن يحصل على بطاقة صفراء في الدقيقة 36 ويخرج بين الشوطين خوفاً من تفاقم اصابة في ركبته حالت دون أن يكون بجاهزية تامة قبل "يورو 2020".

وأكد ديشامب ما حصل لمدافعه قائلاً "لم أرد المخاطرة، خصوصاً أنه تلقى بطاقة صفراء".

إصابة ماركوس تورام

وتلقى ديشامب ضربات موجعة أخرى، مع إصابة ماركوس تورام في العضلة المقربة، علماً أن مهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ لم يلعب حتى الآن في النهائيات، ومدافع اشبيلية الإسباني جول كونديه (ضربة على فخذه)، وحتّى رابيو الذي يعاني من كاحله.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، وبعد إنهاء "مجموعة الموت" في الصدارة أمام ألمانيا والبرتغال، تواجه فرنسا خصماً تعرفه جيداً لم تخسر أمامه منذ 29 عاماً.

أوراق رابحة سويسرية

تملك سويسرا بعض الأوراق الرابحة في صفوفها، بداية مع عنصر الاستقرار، حيث تأهلت إلى ثمن نهائي البطولات الأربع الكبرى، إلاّ أنها غالباً ما تخرج من هذا الدور حيث تعود آخر مشاركة لها في ربع النهائي إلى مونديال 1954 الذي استضافته على أرضها.

وقال المهاجم الدولي السابق ستيفان هنتشوز لوكالة فرانس برس "ننتظر لمرة واحدة، أن تتأهل سويسرا"، مضيفاً "فشلنا في اربع مناسبات، ومرة بعد التمديد"، في إشارة إلى الخسارة أمام الأرجنتيني في مونديال 2014 بنتيجة 1-صفر بعد التمديد (هدف في الدقيقة 118).

يقود منتخب سويسرا الحارس الخبير يان سومر، وصانع ألعاب ليفربول الانكليزي جيردان شاكيري، ومهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ بريل إمبولو، حيث حصل اللاعبون على 8 أيام من الراحة منذ خوضهم لمباراتهم الاخيرة في الدور الأوّل، أي أكثر بثلاثة ايام من فرنسا.

في المقابل، يقف ديشامب أمام معضلة رسم خطته التكتيكية داخل المستطيل الأخضر، فمع الشكوك التي تحوم حول مشاركة هرنانديز قام "دي دي"، السبت خلال التمارين، باعتماد خطة من 3 مدافعين.

غير أن أوروبا والعالم وعشاق الكرة المستديرة ينتظرون خط الهجوم "الذهبي" مع الثلاثي أنطوان غريزمان (هدف أمام المجر) وكريم بنزيمة (هدفان أمام البرتغال) وكيليان مبابي "الصامت" حتّى الآن، والذي ما زال يبحث عن هدفه الأوّل في النهائيات.

وعلى ملعب "ناسيونال أرينا" في بوخارست، لن يجد مهاجم باريس سان جرمان سوى 7500 مشاهد فرنسي للاحتفال بأهدافه في حال سجل، بخلاف ما كانت الحال عليه في بودابست أمام مدرجات مليئة بالجماهير.