يا من تتعاركون تحت قبة عبدالله السالم، لقد ألهيتم الناس عن ملفات الفساد الكثيرة، فما نهب من أموال الكويت مقدرة بعشرات المليارات إن لم تكن بمئاتها، والمواطنون ينتظرونكم على أحر من الجمر لاسترداد المسروقات ووضع من سرقها وراء القضبان، وكما هو المفترض والمرتجى أن يتابع هذا الموضوع القومي والوطني والديني والأخلاقي الهيئات المعنية بمكافحة الفساد والقضاء عليه، وعلى رأسهم مجلس الأمة، إلا أن مجلس الأمة منشق الى معسكرين، معسكر موال لرئيسي المجلس والحكومة، أما المعسكر الآخر فهو منشق على نفسه هو الآخر، فمنهم من يحاول أن ينتقم لنفسه شخصيا لفشله في ما كان يأمله، ومنهم من ركب موجة لا يستطيع التخلي عنها خوفا من خسارة الجانبين، ومنهم من يحاول أن يمسك العصا من منتصفها، فهو لا يريد أن يفقد شكله الوطني المعارض أمام ناخبيه، ولكنه حريص على أن يحفظ له خط رجعة للجانب الآخر.

أما من رحم الله ممن يرتجى منهم الإصلاح، فإننا لا نعتقد أن تركيبة مجلس كهذا بانقساماته وتنوع أجندات أعضائه، وانعدام اللباقة الدبلوماسية والحس السياسي، أن لهم بارقة أمل بإصلاح ما فسد.

Ad

فهناك في المجلس من تبقى من القبيضة السابقين ومعهم بعض من يأمل أن يخرج من هذا المجلس بما يستطيع أن يحمل كما حمل من سبقوه، ومنهم من يتعيش كالعادة على الاستجوابات والتصويتات التي طالما جنوا من ورائها الخير الوفير، فالذين قبلهم دخلوا مجلس الأمة وهم "بطرق" المعاش، وخرجوا وهم مليئو الجيوب منتفخو الأوداج، بعضهم دخل المجلس وهو غير مصدق لنفسه، فهو نعيم لا يمكن إنكاره لمن لا يملك من الشرف والأخلاق شيئا.

نقول الكل من المعسكرين، وهما فعلا معسكران، بينا للمواطنين وجهات نظرهما، والحكومة هي الأخرى كاشفة رأسها للجميع، وبما أن كلاً من الحكومة والمعسكرين يدّعون حرصهم على المال العام واسترجاع ما نهب، إذاً لماذا هناك إصرار على محاربة الطواحين التي أثبتت فشلها، وتضييع الوقت الثمين، فيا أيها الإخوان جميعا: حاربوا الفساد، وحاسبوا المفسدين، واسترجعوا أموال البلد، وعندها لا نعتقد أن أحداً سيتذمر منكم، حتى لو كرهوكم، وملّوا منكم.

وكونوا على ثقة بأن هناك من يلعب على الجميع، ويفتعل المعارك، ويستبدل ناساً بناس، ليلهيكم عن إصلاح أمر البلد، فيبدو أنكم جميعا بلعتم الطعم، سواء بعلم أو بدونه، نسيتم أو تناسيتم ملفات الفساد المتراكمة، فلا فرق في ذلك، فالضرر على الكويت واحد.

طلال عبد الكريم العرب