وجهة نظر

نشر في 29-06-2021
آخر تحديث 29-06-2021 | 00:18
 حسن العيسى أهم ما لدى الإنسان هنا هو التعليم والصحة، فانظر ما حدث لهما، ماذا لو كانا يداران عبر القطاع الخاص، هل كنا سنشكو من مخرجات تعليم مدارس مثل مدرسة البيان الخاصة أو الإنجليزية، وغيرهما، مثلما نشكو من بلاوي مخرجات التعليم العام، وهي فضائح وسواد وجه في نوعيتها، هكذا ابتدأ صديق وهو رجل أعمال حديثه معي، واستطرد: أما الصحة فهي "شوفة عينكم" في نوعية الخدمات التي تقدمها، وأضاف صاحبنا أنه بالإمكان أن تدعم الحكومة أقساط التعليم الخاص أو تدع المدارس الخاصة مملوكة لشركات، يملك المواطنون جزءاً من أسهمها غير القابلة للتداول لفترة معينة، والباقي يخصص للحكومة. وكذلك الأمر بالنسبة للصحة. فنخلص من صداع هذين المرفقين ومساءلة وزير التربية، مثلاً، لأنه رفض نقل ناظر المدرسة، بناء على طلب نائب، لمدرسة أخرى أو غيرها...

وأكمل رجل الأعمال حديثه، وقال انظر لشركة أجيليتي والنجاح الذي تحققه في أكثر من 150 منطقة حول العالم الآن، بعد أن كانت نسياً منسياً لما كان اسمها شركة المخازن العمومية ومملوكة للدولة.

وحول ما يسمى نظام "بي أو تي"، الذي وصفه عبدالعزيز السعدون، رئيس مجلس الأمة السابق، بـ "بوق ولا تخاف" فهذا كلام فارغ، فمن غير المعقول أن أبني كمستثمر وأحقق نجاحاً كبيراً ثم تأتي الحكومة وتقول لي اطلع بره سنطرحه للمزاد، انظر لهيلتون المنقف كيف كان وكيف أصبح اليوم؟ لماذا لا تؤجر الحكومة الأرض بسعر عال على المستثمر؟ ويمكن أن تأخذ نصيبها من الأرباح التي يحققها، فيستفيد الطرفان الدولة والمستثمر، ما يحدث في نظام بي أو تي ليس استثماراً بل هو خراب بيت.

فكرة الخصخصة لمعظم مرافق الدولة يرى صاحبنا أنها توفر فرص عمل لمئات آلاف القادمين لسوق العمل، والذي يستحيل على القطاع العام استيعابهم، وستحقق نجاحاً في نوعية الخدمات التي لن تكون فيها مساحة للواسطة والمحسوبية وتواكل الإدارة، بل فقط للجدارة والإنتاج.

قد يتفق البعض مع طرح صديقنا رجل الأعمال، وقد يختلف معه غيرهم، فالمشكلة في الكويت ليست مجرد نقل العام إلى الخاص، بل هي وأد النظام الريعي الذي قامت عليه الدولة من بداية نهضتها النفطية، والإبقاء على دولة الرعاية بالحد الأدنى، التي لن تكون - مع تغير الظروف - دولة رفاه متواكلة على صدفة النفط وعمل الغير، وهي ليست مسألة سهلة بعد عقود طويلة من ثقافة الرفاهية الغارقة في الفساد السياسي والإداري، وتدخل أصحاب النفوذ في القرار، إنما دعونا نفكر بصوت عال في كل ما يطرح ونبدأ العمل.

حسن العيسى

back to top