كشفت دراسة نشرتها جامعة أوكسفورد البريطانية اليوم الاثنين، أن خلط جرعات من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد من شركتي فايزر وأسترازينيكا يشكل استجابة مناعية قوية، وهي نتيجة يمكن أن تشكل مرونة أكبر لاستخدام اللقاحات في حالة ندرة الإمدادات، حسبما أفادت وكالة بلومبيرغ للأنباء اليوم.

وذكر الباحثون في مقال نشرته مجلة «ذا لانسيت ميدكال جورنال» الطبية اليوم الاثنين، أن برنامجاً مختلطاً لإعطاء جرعة من لقاح فايزر تليها جرعة من لقاح أسترازينيكا، والعكس بالعكس، أدى إلى تركيزات عالية من الأجسام المضادة ضد «كوفيد - 19» عندما تعطى مع فاصل زمني مدته أربعة أسابيع بين الجرعتين.

Ad

ويقوم الأطباء ومسؤولو الصحة العامة بتحليل طرق مختلفة لتوسيع إمدادات اللقاحات، عن طريق تأخير الوقت بين الجرعتين الأولى والثانية، على سبيل المثال، حيث تحاول العديد من الدول متوسطة ومنخفضة الدخل معرفة كيفية التعامل مع الوضع في حالة ندرة توفر اللقاحات، ولهذا فإن القدرة على الخلط بين الجرعات قد تمكن تلك البلدان التي تتلقى إمدادات من اللقاحات المختلفة من مساعدة بعضها البعض.

وكشفت الدراسة أن ترتيب استخدام اللقاحات أثر على النتائج، حيث أن استخدام لقاح أسترازينيكا يليه لقاح فايزر أنتج مستويات أعلى من الأجسام المضادة المناعية والخلايا التائية عن النتيجة في حالة استخدام لقاح فايزر أولاً يليه لقاح أسترازينيكا.

وكانت دراسة أخرى نشرتها جامعة أوكسفورد أيضاً اليوم الاثنين، كشفت أن الاستجابات المناعية للقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا المستجد تتحسن مع وجود فترات أطول لمدة 10 أشهر تقريباً بين الجرعات، وأن تلقي جرعة ثالثة يمكن أن يعزز مستويات الأجسام المضادة بشكل أكبر، حسبما أفادت وكالة بلومبيرغ للأنباء.

وكشف البحث أن توسيع الفجوة الزمنية بين الجرعتين الأولى والثانية يزيد من مستويات الأجسام المضادة الواقية.

كما تمكن الباحثون من أن يكشفوا لأول مرة أن إعطاء معزز بعد أكثر من ستة أشهر من الجرعة الثانية يظهر استجابة قوية ونشاطاً متزايد ضد السلالات الجديدة المتحورة من الفيروس الفتاك.

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» عن أندرو بولارد، رئيس مجموعة أكسفورد للقاحات، القول إنه ليس من المعروف بعد ما إذا كان الناس سيحتاجون إلى جرعة معززة في الخريف، ولكن البيانات الجديدة تظهر أن اللقاح الحالي يمكن أن يكون فعالاً.

وقال إن بيانات العالم الحقيقية الصادرة عن هيئة الصحة العامة في إنجلترا كشفت بالفعل أن جرعتين توفران حماية جيدة ضد دخول المستشفيات والوفاة من السلالة الجديدة «ألفا» التي ظهرت في مدينة كنت البريطانية والسلالة «دلتا» التي ظهرت لأول مرة في الهند.

وبهاتين الجرعتين اللتين تمنعان حالياً أكثر من 90 في المئة من حالات دخول المستشفيات، قال إنه «من الصعب القول» ما إذا كانت الجرعة الثالثة يمكن أن ترفع النسبة المئوية بضع درجات أخرى.

لكنه أضاف «المعززات تعني الكثير إذا كانت الحماية تقل مع مرور الوقت - ونحن لا نعرف ذلك - ولكن إذا كان الأمر كذلك، هل يمكنك أن تعززها؟ والجواب على ذلك من هذه البيانات هو نعم، يمكنك ذلك».

واستطرد قائلاً، إنه ليس هناك ما يشير اليوم إلى أننا بحاجة إلى معززات، وهو أمر نحتاج فيه إلى مواصلة النظر في البيانات واتخاذ القرارات مع مرور الأشهر، حول ما إذا كانت تلك الحماية التي لدينا قد فقدت.

وقال إن الخبراء «يتوقعون أن تبدأ المناعة في التضاؤل مع مرور الوقت لأن ذلك يحدث بالفعل» بيد أنها لن تعود «إلى الصفر».