حشود عسكرية هندية وصينية على الحدود

نشر في 29-06-2021
آخر تحديث 29-06-2021 | 00:02
جنود هنود في أحد المواقع بلاداخ على الحدود مع الصين (أ ف ب)
جنود هنود في أحد المواقع بلاداخ على الحدود مع الصين (أ ف ب)
نشرت الهند أخيرا 50 ألف جندي إضافي على حدودها مع الصين، في خطوة تظهر أن التوتر لا يزال سيد الموقف على الحدود بين البلدين، بعد عام من أعنف اشتباك بين البلدين منذ حرب حدودية خاضاها في 1962.

وقالت وكالة "بلومبرغ" انه خلال الأشهر الماضية، نقلت الهند قوات وأسراب مقاتلات إلى 3 مناطق على حدودها مع الصين، وبات لديها الآن نحو 200 ألف جندي في المنطقة، ما يشكل زيادة بأكثر من 40 في المئة عن العام الماضي.

في ولاية أروناتشال براديش، أقصى شرق الهند، حيث تنتشر غالبية القوات الحدودية الهندية، والتي كانت ساحة للحرب مع الصين في عام 1962، نُشرت مقاتلات فرنسية الصنع من طراز "رافال"، مزودة بصواريخ بعيدة المدى، لدعم الوحدات على الأرض.

وكذلك نشرت البحرية الهندية مزيدا من السفن الحربية في الممرات البحرية الرئيسة لفترات أطول، وتشمل جهودها درس تدفقات الطاقة والتجارة، داخل الصين وخارجها، كما قال مسؤول في البحرية الهندية.

ونقلت الوكالة عن خبراء قولهم إنه في حين أن الوجود العسكري الهندي سابقا كان يستهدف عرقلة التحركات الصينية، فإن إعادة الانتشار ستتيح للقادة الهنود مزيدا من الخيارات لمهاجمة أراضٍ في الصين والاستيلاء عليها، إذا لزم الأمر، في استراتيجية تُعرف باسم "الدفاع الهجومي"، ويتضمن ذلك نشر مزيد من المروحيات لنقل الجنود جوا من وادٍ إلى وادٍ، إضافة إلى المدفعية.

وليس واضحا عديد القوات الصينية على الحدود، لكن الهند اكتشفت أخيرا أن الجيش الصيني نقل في الأسابيع الأخيرة وحدات إضافية من التيبت إلى القيادة العسكرية في شينغيانغ، المسؤولة عن تسيير دوريات في المناطق المتنازع عليها في جبال الهيمالايا. وقالت الوكالة إن بكين أضافت في الأشهر الماضية مباني جديدة إلى مدرجات ومخابئ واقية من القنابل لإيواء مقاتلات، ومطارات جديدة على الحدود المتنازع عليها في التيبت ومدفعية بعيدة المدى ودبابات وأفواج صواريخ ومقاتلات من محركين.

وفي تعليق على تقرير "بلومبرغ"، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، آنج وينبين، أمس، إن الصين والهند تجريان مفاوضات لحل المشكلات الحدودية بينهما، وإن الانتشار العسكري الصيني على طول الحدود يجب أن يساعد في تحسين الوضع وزيادة الثقة المتبادلة.

وكان وزير الخارجية الهندي قال الأسبوع الماضي إن "الصين ما زالت تنشر قواتها في المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، وانه من غير المؤكد ما إذا كانت الصين ستفي بالتزاماتها ذات الصلة".

وردت الخارجية الصينية على ذلك بالقول إن "الجانب الهندي ولفترة طويلة يواصل تعزيز نشر قواته في المناطق الحدودية الصينية الهندية، ويتخطى الخط الفاصل، ويضم الأراضي الصينية له".

وبدأت الصين والهند في 10 فبراير الماضي سحب قواتهما من الحدود المشتركة في منطقة "بانغونغ تسو"، تنفيذا لاتفاق في يناير الماضي على مواصلة جهودهما لضمان ضبط النفس لقوات الجبهة الأمامية وتحقيق الاستقرار والسيطرة على الوضع على طول خط السيطرة الفعلية في القطاع الغربي من الحدود الصينية - الهندية.

واعتبر سوشانت سينغ، وهو باحث ومحاضر زائر في جامعة يال الأميركية، أن "الأزمة التي حدثت العام الماضي أظهرت لصنّاع القرار في الهند أن الصين تشكل أبرز تحدٍ استراتيجي مستقبلا، وأدت إلى تحويل الانتباه عن باكستان"، متحدثا عن "تغيير جيوسياسي مهم للمنطقة"، لكن سناء هاشمي، وهي باحثة زائرة في "مؤسسة تايوان-آسيا للتبادل" (مقرها تايبه)، رأت أن الهند تحتاج إلى وقت طويل لمقارعة الأفضلية "الاقتصادية والعسكرية" التي تتمتع بها الصين على الحدود.

back to top