اختتم معرض ملتقى الفيديو آرت الدولي، أمس الأول، دورته الثالثة في المساحة الإبداعية "المشتل" بالرياض، بتنظيم من جمعية الثقافة والفنون في الدمام، بالتعاون مع "المشتل"، والذي يُعد نقطة وصل مهمة من حيث التعاون الثقافي الشامل بين الفنون والفضاءات.وكان المعرض فرصة مهمة للتعريف بهذا الفن، وخلق فضاءات عرض جديدة، خصوصا أنه سجَّل مشاركة 30 عملا من 19 دولة في محطته الثانية بالرياض، حيث تم تقديم المعرض في 25 مايو الماضي في الدمام بمشاركة 70 عملا من 32 دولة.
تشجيع المواهب
وترك هذا المعرض، الذي انتقل من الدمام إلى الرياض، انطباعا جيدا ومحفزا؛ أولا على مستوى التعاون والعرض، وثانيا العمل المشترك وتمكين بقية المناطق من الاستفادة من هذه التجربة، خصوصا أن المعرض سجَّل حضورا تميز بالرغبة في المعرفة والاطلاع والتساؤل والاستفسار عن ماهية هذا الفن ومميزاته، مع تشجيع المواهب السعودية، وتحفيزها للتجريب والعمل.وقد عبَّرت الأميرة نورة بنت سعود، الشريك المؤسس للفضاء الإبداعي المشتل، عن اهتمامها بالتواصل الثقافي بين جمعية الثقافة والفنون بالدمام وبين فضاء المشتل، وعن مدى أهمية تثبيت ونشر فكرة الملتقى الدولي للفيديو آرت، والتعاون الفني والثقافي المتكامل، من خلال المعرض، الذي يهدف إلى تعريف المتلقي في الرياض على هذا الفن، وتفاعل المواهب، واحتواء الفكرة البصرية الجديدة لفنون ما بعد الحداثة.وأكدت أهمية الملتقى، وصداه الطيب الذي اكتسبه خلال ثلاث دورات استطاعت أن تتماهى نحو بلورة هذا الفن، والتعريف به، وكسب ثقة الفنانين السعوديين، وتوفير فضاءات عرض تتلاءم وطبيعة أفكارهم ومنجزاتهم، خصوصا أن فضاء المشتل يحرص على تركيز الثقافة السعودية بتنوعها، وخلق سلسلة تربط الفنون السعودية فيما بينها، من حيث التطور والاندماج والخصوصية، والحفاظ على الهوية والانفتاح بها على العالم، منوهة بأن الفعاليات القادمة ستشمل ورشا تدريبية وحوارات متخصصة في فن الفيديو.نتائج إيجابية
وسجَّل التعاون بين فضاء المشتل وجمعية الثقافة والفنون والملتقى الدولي للفيديو آرت نتائج إيجابية كانت مبنية على التفاعل مع المعرض وبرامجه الموازية التي تسعى دوما لتطوير تقنيات ومحتوى عرضه على مستوى محلي واسع، وعلى نطاق تعاوني يحمل الشغف المتكامل في البرمجة والعرض، وإعطاء الفرصة للفنانين السعوديين للتواصل والعرض، وهو ما أكده مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام يوسف الحربي، معتبرا أن نجاح المعرض كان بفضل جهود استطاعت أن تتجاوز فترة صعبة وظرفا صحيا خاصا مكَّنها من صقل انتظارها بالعمل والسعي نحو النجاح بشغف والتواصل مع الإبداع، وخاصة أن فرصة العرض في الرياض التي قدَّمها الفضاء الثقافي المشتل لا يمكن اعتبارها اختتاما بقدر ما هي انتصار للفكرة والمبادرة ولتنمية الفنون السعودية.