ولع الإسلام السياسي بالاستيلاء على السلطة
وَمَنْ لَـمْ يُـصَانِعْ في أُمُورٍ كَثِيرةٍ يُـضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُـوْطَأْ بِمَنْسِمِالبيت لزهير بن أبي سلمى، الشاعر الجاهلي ويعني أن الإنسان الذي لا يداري شعور الناس ولا يجاملهم، وينتقد كل صغيرة وكبيرة، سيحتقره الناس وسيداس بالأقدام، النقد قد يكون مقبولاً إذا جاء من إنسان أو مجموعة تهدف للإصلاح، ولكن أحيانا يقصد بالنقد التشهير وتشويه السمعة، وخصوصا إذا جاء من جماعة دينية متطرفة، هدفها هدم الدولة، لأنها تربت على كراهية الدولة، وتسعى إلى هدمها وتسميها "دولة الطواغيت"، وتتطلع لقيام دولة الإسلام كما تفهمه تلك الجماعة وتتطلع لفرضه على العالم الإسلامي.
وحاولت تلك الجماعة المتطرفة السيطرة على دول الخليج لنهب ثرواته وإنفاقها على أحلامهم ومشاريعهم الخبيثة، وقد تمكنت مخابرات دولة الإمارات أن تسجل بالصوت والصورة، محاولات تلك الجماعة للسيطرة على دولة الإمارات، وأخضعتهم لمحاكمة عادلة، ومن ثم استأصلتهم بعدها، وكشفت سلطات المملكة العربية السعودية أن جماعة الإسلام السياسي التي استضافتها السعودية بعد أن تمت مطاردتها والتنكيل بقياداتها من دولها، ووفرت لها المملكة الأمن وسبل العيش الكريم، غير أن هذه الجماعة كعادتها قابلت المعروف بالإساءة والخيانة، وبعد أن تم التأكد أنها حاولت السيطرة على التعليم في المملكة وتنشئة أبناء المملكة على الإيمان بقيم هذه الجماعة والخضوع لإرادتها قال ولي العهد السعودي إن المملكة استطاعت أن تهدم خلال عام واحد ما قام به المتطرفون خلال أربعين عاما. وعانت مصر من الإرهاب الديني، وحاول الإرهابيون السيطرة على سيناء، واعتبروها أول ولاية إسلامية ثم التمدد منها، وقال البلتاجي أحد قادة الإخوان أثناء احتلالهم لميدان رابعة، إن الإرهاب في سيناء لن يتوقف حتى يعود مرسي لحكم مصر، فقد كانوا يعتقدون أن حكم الإخوان لمصر سيستمر أكثر من 500 عام أو إلى الأبد، وفي حوار أجراه قائد مصري مع الضابط هشام عشماوي الذي ترك الجيش، وانضم للقتال في صفوف الإرهابيين، بعد أن تم القبض عليه في ليبيا من قوات الجيش الوطني الليبي، وتم تسليمه لمصر ثم محاكمته، وتم الحكم عليه بالإعدام، دخل عليه أحد قادة الجيش المصري الذي كان يعرفه، وسأله عن أسباب ما قام به من أعمال ضد الدولة، فأجاب هشام وقد ألبس بدلة الإعدام الحمراء، إن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب منا الجهاد، فرد عليه إن الرسول طلب الجهاد ضد المشركين، أما أنتم قاتلتم شعب مصر الذي اعتنق الإسلام قبل 1400 سنة، ويقر دستوره أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، وفيها آلاف المساجد وآلاف العلماء وحفظة القرآن وشراح الحديث، فلماذا حاربتم مصر؟ ولكن هذه هي عقلية هذه الجماعة ومنطقها تريد الاستيلاء على الحكم وإقصاء الآخر. ويخشى أن تكون الأزمة التي افتعلت عندنا في المجلس، والتي افتعلها بعض النواب، الذين يدعون أنهم أغلبية، وأنهم يريدون إخضاع الدولة لإرادتهم، نخشى أن تكون تلك الأزمة مقدمة للانقلاب على الدستور والاستيلاء على الحكم، فلا يوجد تفسير لما قام به بعض أولئك النواب من شغب وتصرفات عبثية عطلت أعمال المجلس أكثر من سبعة شهور، وشوهت سمعة الكويت ونظامها الديمقراطي، إلا أن هناك مجموعة تقود هذا العبث وتريد أن تستفيد منه، نأمل أن تتمكن الدولة من معرفة من يقود هذه المجموعة، وإذا عرفته فعليها أن تستأصله كما استأصلته دولة الإمارات والسعودية ومصر، وألا تتركه كي لا يتحول إلى ورم خبيث يهدم وطننا.