منح الحارس السويسري يان سومر منتخب بلاده بطاقة العبور إلى ربع نهائي كأس أوروبا 2020 لكرة القدم، بتصديه لركلة ترجيح حاسمة لنجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي (5-4) في مباراة مثيرة احتكم فيها المنتخبان إلى ركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي.

وتلتقي سويسرا في ربع النهائي، مع إسبانيا التي تخطت كرواتيا 5-3 بعد التمديد أيضاً.

Ad

وفي ظل كثرة الإصابات والإرهاق، دخلت فرنسا المباراة بعد إنهاء "مجموعة الموت" في الصدارة أمام ألمانيا والبرتغال، لتواجه خصماً سويسرياً تعرفه جيداً ولم تخسر أمامه منذ

29 عاماً.

لكن سويسرا، التي غالباً ما تخرج من الدور ثمن النهائي في البطولات الكبرى، ما عدا بلوغها ربع نهائي مونديال 1954 الذي استضافته على أرضها، لم تكن لقمة سائغة.

وأزعج السويسريون أبطال العالم بعناصر عدة، من الحارس الخبير سومر، وصانع ألعاب ليفربول الإنكليزي جيردان شاكيري ومهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ بريل إمبولو، خصوصاً أنهم حصلوا على ثمانية أيام من الراحة منذ خوضهم لمباراتهم الأخيرة في الدور الأوّل، أي أكثر بثلاثة أيام من فرنسا.

وبدأ الضغط فرنسياً مبكراً في الدقيقة الثانية، حينما ارتقى رافايل فاران برأسية ليلاقي ركنية من أنطوان غريزمان، لكن ضربته اعتلت مرمى الحارس سومر.

وفي حين لم تتلق شباك فرنسا أي هدف في أول 15 دقيقة من أي مباراة في بطولة كبرى منذ يونيو 2016 ضد أيرلندا في ثمن نهائي كأس أوروبا (فازت 2-1)، جاء الرد السويسري صاعقاً في الدقيقة 15 تحديداً، عندما ارتقى سيفيروفيتش لعرضية من ستيفن زوبر وحولها برأسه في الشباك إلى يمين هوغو لوريس، مستغلاً خطأ في التغطية من كليمان لانغليه.

وبهذا الهدف، بات سيفيروفيتش ثاني لاعب سويسري يسجل في مباراتين متتاليتين في بطولات أوروبية، بعد هاكان ياكين عام 2008.

وفي ما تبقى من الشوط الأول، لم يسدد المنتخب الفرنسي على مرمى منافسه، وهي المرة الثانية التي يحصل فيها ذلك لـ "الديوك" في مباراة إقصائية منذ مواجهتهم أمام تشيكيا في نصف نهائي كأس أوروبا 1996.

وفي الشوط الثاني تبدّل سيناريو المباراة، ففي الدقيقة 52، احتسب حكم المباراة ركلة جزاء لسويسرا بعد اللجوء إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (في إيه آر) التي أظهرت تدخلاً من بنجامان بافار على زوبر، لكن لوريس كان بالمرصاد وتصدى للركلة التي نفذها ريكاردو رودريغيز (55).

انتفاضة فرنسية

انتفض الفرنسيون على التهديد السويسري، وبعد دقيقتين، أدرك "الأزرق" التعادل عن طريق بنزيمة الذي تسلم تمريرة من كيليان مبابي، وروضها بشكل رائع داخل منطقة الجزاء، قبل أن يسكنها شباك سومر (57).

دقيقتان أخريان، وعاد بنزيمة نفسه ليسجل الهدف الثاني له ولمنتخب بلاده، عندما أكمل برأسه الكرة التي أنقذها سومر بعد تسديدة من غريزمان (59).

وعادل بنزيمة (33 عاماً) رقم زين الدين زيدان بعدد الأهداف مع المنتخب الفرنسي (31)، ومتخطياً جوست فونتين وجان بيار بابان.

وتقدم بنزيمة للمركز السادس في قائمة هدافي "الديوك" التاريخيين التي يتصدرها تييري هنري مع 51 هدفاً، بفارق خمسة أهداف عن أوليفييه جيرو الثاني.

قبل ربع ساعة من نهاية المباراة، جاءت تسديدة صاروخية رائعة من بوغبا من خارج منطقة الجزاء في الزاوية العليا إلى يسار سومر، لتعلن عن ثالث أهداف الفرنسيين (75).

وحينما اعتقد الجميع باستسلام السويسريين، جاء الرد من سيفيروفيتش نفسه الذي سجل هدف تقليص الفارق في الدقيقة 81 برأسية قوية في شباك لوريس.

وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة من الوقت الأصلي، صدم غافرانوفيتش الفرنسيين بإدراك التعادل في الوقت القاتل (90)، بتسديدة إلى يسار لوريس، ليحكتم الفريقان إلى شوطين إضافيين.

لم تغير الدقائق الثلاثون الإضافية من نتيجة المباراة، فالتجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح، وكان الحظ إلى جانب السويسريين، ومعانداً لمبابي الذي لم يسجّل أي هدف في البطولة، ولا حتى ركلة الترجيح الحاسمة.