اختتم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد زيارة تاريخية للإمارات، بافتتاح قنصلية بلاده في إمارة دبي، العاصمة الاقتصادية للدولة الخليجية أمس.

وخلال قص شريط افتتاح القنصلية، اعتبر لابيد أن القنصلية «ليست رمزية، إنها مكان للحياة، السياحة، الأعمال، حوار بين شعبين موهوبين يستطيعان ويريدان أن يساهم كل منهما في ازدهار الآخر».

Ad

وأضاف: «إنه مركز للتعاون. مكان يرمز إلى قدرتنا على التفكير معا، للتطور معا»، متابعا: «بالطبع، تضع السياسة عبئا على كل شيء. ما نحاول القيام به هو دفع القوى الإيجابية بالشرق الأوسط وكل مكان آخر، من أجل جعل منطقتنا أكثر نجاحاً وأكثر ازدهاراً».

وقال لابيد، المنتمي لتيار الوسط الإسرائيلي، في مؤتمر عقب افتتاح القنصلية، «اختتم زيارة تاريخية دشنت بها البعثات الدبلوماسية. آمل ألا تكون هذه الزيارة الأخيرة للإمارات»، مضيفا أنه يريد العمل مع الجانب الإماراتي في العديد من المجالات، لاسيما التغير المناخي والمجالات الاقتصادية والتعاون الإقليمي ضمن إطار «الاتفاق الإبراهيمي».

وأشار إلى أن بلاده ستوقع العديد من الاتفاقيات الثنائية مع الإمارات في يوليو المقبل، مضيفا أن الزيارة، التي بدأها أمس الأول، تهدف إلى نسخ معاهدة السلام التاريخية، وتوسيع دائرتها من خلال العمل على انضمام دول عربية أخرى في المرحلة المقبلة.

وردا على سؤال حول احتمالية التطبيع مع السعودية، قال لابيد إنه لا يستبعد حدوث ذلك في المستقبل، وسيعمل مع فريقه على توسيع «الاتفاق الإبراهيمي» بين جيران الإمارات، متابعا: «ما نريد القيام به هو أن نكون قادرين على توسيع اتفاقية تطبيع العلاقات في المنطقة كلها. ليس الأمر سهلاً كما يبدو، سيستغرق وقتا».

وأردف: «الكثير من الصعوبات في الطريق، لكن هدف إسرائيل هو السلام في المنطقة والسلام مع جيرانها». وعلق على جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني الجارية في فيينا، قائلا إنه يؤيد الوصول إلى اتفاق جيد يمنعها من امتلاك السلاح الذري.

وعن تنسيق محتمل بين الدولة العبرية ودول الخليج حول إيران، فضّل لبيد عدم الرد، وقال: «سيتعين عليك العودة إلي بشأن هذا السؤال عندما أعود إلى إسرائيل، ولن أحرج أصدقائي هنا في الإمارات من خلال التعليق على إيران التي هي بالطبع جارة».

وقبيل افتتاح القنصلية زار لابيد الجناح الإسرائيلي في معرض «إكسبو 2020»، المزمع افتتاحه في أكتوبر المقبل، والمؤجل من العام الماضي بسبب جائحة كورونا.

والتقى لابيد، في اليوم الأول من زيارته، وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، في أبوظبي، كما افتتح مقر السفارة الإسرائيلية في أبوظبي، والتقى عددا من قادة الجالية اليهودية في الإمارات أمس الأول. في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية «وام» بإصدار الإمارات وإسرائيل بيانا مشتركا استعرض التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية وزيادة التعاون الإقليمي، إضافة إلى التغلب على جائحة «كوفيد 19».

وبحسب الوكالة الحكومية، اتفق الطرفان على تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة «لتكليفها بتنفيذ الاتفاقية، بهدف إزالة الحواجز وتحفيز التجارة الثنائية»، كما أعرب الجانبان عن «تطلعهما لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة، وقد بدأت المناقشات في هذا الصدد».

كما قررا «العمل معا من أجل تمكين السفر الخالي من الحجر الصحي بين البلدين للمسافرين الذين تم تلقيحهم ضد فيروس كورونا، وسيعمل الجانبان على صياغة آلية مقبولة للطرفين ليتم تنفيذها في أقرب وقت ممكن».

وأقامت الإمارات علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل في الصيف الماضي ضمن «الاتفاق الإبراهيمي»، برعاية الولايات المتحدة، وهي الصفقة التي كانت البحرين والسودان والمغرب جزءا منها.