فصائل عراقية تهدد بقتل جنود أميركيين

• أربيل تتوقع تعرُّضها لهجمات جديدة
• واشنطن: الضربات الأخيرة هدفها الردع لا التصعيد

نشر في 01-07-2021
آخر تحديث 01-07-2021 | 00:06
عراقيون يمرون أمام مراوح ترش الماء لمواجهة موجة الحر                   (أ ف ب)
عراقيون يمرون أمام مراوح ترش الماء لمواجهة موجة الحر (أ ف ب)
ترتسم ملامح معادلة جديدة في العراق بين واشنطن و«فصائل طهران»، ففي وقت غيّر بايدن معادلة ترامب، وردّ عسكرياً على مجرد استهداف القوات الأميركية وليس فقط على إصابة أو سقوط أميركيين، توعّدت فصائل بقتل أميركيين، بعد أن كانت تتجنب سابقاً إلحاق ضرر بالجنود.
هدد الأمين العام لحركة "عصائب الحق" الشيعية قيس الخزعلي بقتل جنود أميركيين رداً على الضربات الأميركية، التي استهدفت الاثنين الماضي، مواقع لفصائل عراقية موالية لإيران ومنضوية في "الحشد الشعبي" وأسفرت عن مقتل 4 مسلحين.

وقال الخزعلي، في خطاب متلفز مساء، أمس الأول، إن "عمليات المقاومة الإسلامية انتقلت إلى مرحلة جديدة، ولن يكون القصاص لدماء شبابنا إلا بدماء جنود أميركيين، ولدينا الجاهزية الكاملة وسنرد بشكل لن يتوقعه العدو من ناحية المكان ونوعية السلاح".

وللمرة الأولى، بدا أن الخزعلي، أحد حلفاء طهران الرئيسيين في بغداد، يتبنى الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على المنشآت التي تضم قوات أميركية، مشدداً على أن عمليات الفصائل ضد الوجود الأميركي ليس لها علاقة بمفاوضات الملف الإيراني، ولن تتوقف إلا بخروج القوات الأميركية من العراق بالكامل.

هجمات على أربيل

من جهة ثانية، نفت حكومة إقليم كردستان العراق أمس، انطلاق الطائرات الأميركية التي هاجمت مواقع "الحشد" على الحدود العراقية-السورية قد انطلقت من مطار أربيل.

واعتبرت الحكومة أن الاتهامات التي وجهها آمر "اللواء 14" بالحشد الشعبي، الذي يشغل منصب نائب الأمين العام لـ "كتائب سيد الشهداء" أحمد المكصوصي، بهذا الشأن، هي "مجرد ذريعة لهجمات" تعد لها الميليشيات الموالية لإيران ضد أهداف في الإقليم.

والأسبوع الماضي تعرضت مواقع قرب القنصلية الأميركية في أربيل لهجمات بطائرات مسيرة.

بايدن

على الصعيد نفسه، أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن أن الهدف من الضربات الجوية التي شنتها على الفصائل العراقية المدعومة من إيران في سورية والعراق هو "منع المسلحين وطهران من تنفيذ أو دعم المزيد من الهجمات على القوات أو المنشآت الأميركية في العراق".

وقالت السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، إن الضربات الجوية التي "أصابت منشآت تستخدمها فصائل مسؤولة عن سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على قوات ومنشآت أميركية في العراق"، جاءت "بعدما تبين أن الخيارات غير العسكرية غير ملائمة في التصدي للتهديد وكان هدفه خفض تصعيد الموقف والحيلولة دون وقوع هجمات أخرى".

كما بعث الرئيس جو بايدن برسالة مكتوبة إلى الكونغرس، أمس الأول، احاطه فيها بأن الضربات هدفها الردع لا التصعيد وأكد "الاستعداد للقيام بأي تحرك آخر عند الضرورة وبالطريقة الملائمة، لمواجهة أي تهديدات أو هجمات أخرى".

وأثارت الضربات الجوية الأميركية مخاوف من تصعيد جديد بين طهران وواشنطن.

وقال المحلل المختص بالجماعات المسلحة العراقية حمدي مالك إن "الخطوط الحمراء بالنسبة لإدارة بايدن تغيرت عن خطوط ترامب، فلم تعد واشنطن ترد على مقتل أميركي، إنما ردها يأتي على أي تصعيد ضد قواتها خصوصا الهجمات المتطورة بالطائرات المسيرة".

ويطمئن خبراء بأن كل الأطراف حتى الآن تحاول إظهار قوتها ورسم حدود للخصم، فلا توجد مصلحة لأي منها بتفجير الأوضاع، غير أنها وفي الوقت ذاته مرغمة على مواصلة التصعيد الكلامي ومقابلته بأفعال ملموسة من أجل إعادة ترتيب توازن القوى فيما بينها.

وعلى الرغم من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران حول الملف النووي الإيراني في فيينا، لكن "يبدو أن بايدن يميز بين طاولة المفاوضات في فيينا وبين هذه الفصائل التي تضغط لتحسين شروط التفاوض لمصلحة إيران"، كما يوضح الباحث في الشؤون السياسية العراقية إحسان الشمري.

ويرى من جهته حمدي مالك أنه وبالنتيجة، "وعلى الرغم من أن إيران تشجع المجموعات المسلحة العراقية على مواصلة هجمات محدودة ضد الأميركيين، لكنها لا تريد حربا حقيقية".

يظهر أيضاً أن الأميركيين لا يرغبون كذلك في مثل هذه الحرب، فهم بصدد الانسحاب من مناطق متعددة، ويريدون كذلك تقليص عدد قواتهم في الخارج لاسيما بالعراق.

أزمة الكهرباء

في غضون ذلك، وجد العراق نفسه أمام أزمة الكهرباء والمياه التي تتكرر كل عام مع بدء فصل الصيف، وهو ما أعاد المحتجين مجدداً الى الشوارع.

ومع تراجع تجهيز الطاقة الكهربائية وزيادة ساعات القطع المبرمج في عدد من المحافظات لاسيما الجنوبية، التي تعاني ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة ناهزت الخمسين درجة مئوية، انطلقت تظاهرات في مناطق مختلفة، وسط مخاوف من سقوط ضحايا على غرار ما حصل في الأعوام الماضية.

وبعد ساعات على انفصال جميع محطات توليد الطاقة الكهربائية عن العمل في محافظات الجنوب ذي قار والبصرة وميسان والسماوة، قدّم وزير الكهرباء ماجد مهدي، أمس الأول، استقالته من منصبه إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي غادر في اليوم نفسه إلى بروكسل لتفعيل الاتفاقيات الاقتصادية من بينها الطاقة الكهربائية مع الاتحاد الأوروبي.

وأرجعت وزارة الكهرباء زيادة ساعات القطع بسبب نقص إمدادات وقود الغاز لمحطات الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على الطاقة إلى جانب عوارض فنية وعمليات إرهابية استهدفت عدداً من خطوط النقل.

وقبل مغادرته بغداد، أكد الكاظمي أن العراق يواجه نقصاً موسمياً في تجهيز الطاقة الكهربائية تشعر به الحكومة وسوف تتخذ الإجراءات لمعالجته، موضحاً أنه افتتح 4 محطات كبرى هذا العام ويتطلع للمزيد خلال الشهور المقبلة.

واعتبر الكاظمي أن أزمة الكهرباء نتاج لسوء التخطيط الاستراتيجي والهدر في الأموال لسنوات طويلة وحكومته ورثت هذه الملف وعملت على التوسع في الاستثمار في الطاقة وتفعيل استثمار الغاز العراقي باعتباره العامل الحاسم في تشغيل المحطات.

وخفصت إيران إمداداتها من الكهرباء للعراق بسبب مشاكل بتسديد المستحقات المالية نتيجة العقوبات الأميركية. واضطرت طهران في الأيام الماضية لاستيراد الكهرباء من أرمينيا وأذربيجان لتغطية النقص الناجم عن توقف محطة بوشهر عن إنتاج الطاقة.

أزمة الكهرباء تشتد والكاظمي يبحث عن حلول في بروكسل
back to top