أثار الإعلان عن وفاة وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد عن عمر ناهز 89 عاماً، تفاعلاً واسعاً بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تلقّى كثير من العراقيين النبأ، أمس الأول، بلا مبالاة وبلا أسف، معتبرين أنه أحد "الاحتلال الذي دمرّ" بلدهم.

وتنوعت التعليقات النشطاء على مواقع التواصل إلّا أن غزو العراق وفضيحة سجن أبوغريب كانت من أبرز ما ألقي عليه الضوء، والتي تفجّرت بعد نحو عام من اجتياح وتحديدا في 2004 وهزّ دويّها المنظمات الحقوقية الدولية، بعد الكشف عن قيام ضباط أميركيين، كانوا يتولون الإشراف على إدارة السجن، بانتهاكات واسعة ضد عشرات السجناء.

Ad

وتوفي رامسفيلد، الذي قاد حربي العراق للإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003 وأفغانستان، حين شنّ تنظيم القاعدة هجمات 11 سبتمبر 2001، في عهد جورج بوش الابن، عن 89 عاماً في ولاية نيومكسيكو، وفق ما أعلنت عائلته.

وشغل الطيار البحري السابق منصب وزير الدفاع مرتين، الأولى من 1975 إلى 1977 والثانية من 2001 إلى 2006.

وقال سعد جبار (موظف في وزارة النقل)، لوكالة فرانس برس "لا أسف على موت أي محتل لأنهم لم يتركوا لنا غير ذكريات الاحتلال والدمار" للعراق، وموت رامسفيلد لا يعني شيئا، لأنّ السياسة الأميركية ثابتة لها أهداف استراتيجية لا تتغير برحيل الأشخاص".

من جانبه، قال الأمين العام للحزب الشيوعي، رائد فهمي، إن رامسفيلد "يمثّل الوجه الإمبريالي للولايات المتحدة، بأفظع صوره وكان من الجهات التي دفعت بالأمور باتجاه سير الأوضاع في العراق على ما هي عليه الآن "وكان من الذين دعوا إلى اللجوء للأساليب العسكرية وتثبيت الاحتلال وشكله وتداعياته التي مازلنا نعيشها اليوم".

وقال زعيم عشائري من محافظة الأنبار، إن "التاريخ سيكتب كل ما فعله رامسفيلد وبوش الأب والابن، ولا أعتقد أن التأريخ سيذكرهم بخير بسبب المآسي التي صنعوها للشعوب وبينها الشعب العراقي".

يُذكر أن رامسفيلد في مقابلة هاتفية مع CNN عام 2015: "عندما ذهبنا إلى العراق، كانت وجهة نظري ألّا يبقى صدام حسين هناك، وأن يتم استبداله بحكومة لا تمتلك أسلحة دمار شامل، ولا تفكر في غزو جيرانها، كما تعمل على احترام التعدد الإثني داخل العراق بين السنّة والشيعة والأكراد. هذا الرأي كنا جميعاً نتقاسمه".