شوشرة: الوحل
جريمة القتل التي هزت البلاد والعباد الاثنين الماضي والتي ارتكبها وافد بدأها بقتل والدته، ثم قتل الشهيد عبدالعزيز الرشيدي الذي كان يؤدي واجبه بكل إخلاص وتفان تتطلب إعادة النظر في واقعنا الأمني بعد تزايد الجرائم في الآونة الأخيرة، وتتطلب فتح ملفات متعددة لمعالجة هذا الواقع المأساوي وإعادة هيكلة المنظومة الأمنية لتأمين كل الوسائل لحماية رجال الأمن حتى يستطيعوا تطبيق القانون الذي أصبح يُنتهك على مرأى ومسمع الجميع، وأنينه وصل العنان دون أن تتحرك الأجهزة المعنية لإنقاذه وسط هذه الفوضى العارمة وانعكاساتها اجتماعيا وأمنيا وسلوكيا ونفسيا وغيرها. ما زلنا في وحل ومستنقع الهروب وصراع الكراسي الذي لا نعرف نهايته أو إلى أين سيصل بنا في ظل عدم التقاء السلطتين التشريعية والتنفيذية لعلاج العديد من الملفات، وفتح الملف الأمني الذي أصبح يقرع أجراس الإنذار، ونحن نشاهد في وضح النهار جريمة ترتكب وشرطياً بريئاً يُقتل أمام مرأى الجميع الذين لم يهرعوا لإنقاذه بقدر انشغالهم بتصوير الواقعة، وكأن الأمر لا يعنيهم، فضلا عن وجود رجل الأمن الشهيد بدوريته وحيداً دون أن يكون معه أحد يساعده كما هو معلوم ومقرر ومطبق.إن الوضع الذي نعيشه في ظل هذه الأحداث المتصاعدة وضبابية الأمور في الأيام المقبلة يجعل الجميع يقفون أمام صورة تزداد سواداً في كل يوم، ومع الأسف الشديد أن هذه الحقيقة المرة أصبحت أكثر إزعاجا عند بعض من يدّعون أنهم يحملون هموم البلاد والعباد، رغم أن الواقع بعيد كل البعد عنهم وعن أفعالهم وأعمالهم التي أسهمت في تراجع الأوضاع. أين السلطة التنفيذية من معالجة ملف إعادة التركيبة السكانية والقضاء على كل الثغرات الخاصة بملف العمالة الذي ادعت أنه من الأولويات؟ وأين الدراسات والفرق التي تم تشكيلها من أجل ذلك؟ هل ننتظر المزيد من الضحايا حتى نبدأ من جديد للتفكير والحديث عن ذلك؟ أم أنها ما زالت مشغولة في سياسة الكر والفر والهروب من المواجهة؟ وأين النواب الذين يفترض أن يلتفتوا أيضا لمثل هذه الملفات بدلا من الانشغال في قضايا جانبية، لينهالوا بتصريحاتهم مع كل حدث لإثبات وجودهم بأنهم مع قضايا الشعب؟
إن الملفين الأمني والتركيبة السكانية يحتاجان تحركا جادا لاتخاذ إجراءات واقعية غير خاضعة للمجاملات والمحسوبيات، لأن الكويت وشعبها أسمى من الجميع ومن الكراسي التي تفوق إمكانات بعض من يجلس عليها.