بقايا خيال: من الذي يعمل في النفط؟
![يوسف عبدالكريم الزنكوي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/44_1666896643.jpg)
المهندس (ق. ف.) مدير كويتي متقاعد من شركة نفطية، وعبر مقطع فيديو انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي قبل بضعة شهور يقول: لكي تعرف حجم الهدر الحاصل في المال العام، لدى قطاع النفط فئتان، فئة الموظفين وفئة المقاولين، ومقاولو القطاع النفطي يقومون بإنجاز أعمال ومهام كل موظفي النفط اليومية. وبمعنى آخر في شركات النفط، لا يوجد موظف واحد "يشتغل إنجنيرنغ"، لأن مهام الـ"إنجنيرنغ" كلها يقوم بها المقاول، فدور الموظف المدير أو ما يطلق عليه في شركات النفط الكويتية "سوبر إنتندنت" أو (Super Intendent)، ومعه كبير مهندسي المشروع بمسمى "سينيور إنجنير" أو (Senior Engeneer)، مهمتهما مراقبة العقد الموقع مع المقاول والتوقيع على المراسلات المتبادلة بينهما، فيوقعان له بالموافقة أو الرفض. فمهندسو النفط لا يمارسون العمل الهندسي المرتبط بالنفط، وإذا مارسوا هذا العمل فإنه لا يتجاوز الـ 50% من "الإنجنيرنغ"، لأن الموظفين يعتمدون على المقاول في إنجاز أعمالهم اليومية، وهناك كادر كامل من موظفي الصيانة مهمتهم الأساسية الإشراف على أداء المقاول فقط، ولا ينجزون أي شيء آخر، وهذا يعني أن حجم الإنفاق مضاعف وميزانية شركات النفط مضاعفة لأنها تدفع للموظفين وللمقاولين الذين يؤدون مهام الموظفين. ويقول هذا المهندس المتقاعد إن هناك شركة نفطية جديدة لديها ثلاثة مشاريع (مشروع رصيف ومصفاة واستيراد الغاز) هذا عدا مشروع "البتروكيميكال"، الجاري تنفيذه، فمشروع الرصيف تم إنجازه للتو، ولأول مرة يجري إعداد عقد تشغيل (Operation) لاستيراد الغاز، وهذا يعني أنه حتى عملية التشغيل أو الـ(Operation)، "ربعنا ما يبون يسوونه"، فيلقى على كاهل المقاولين لإنجازه كله، والغريب أن الأسلوب نفسه في العمل يتكرر في أغلب وزارات الدولة التي يتكدس فيها موظفون متكاسلون يريدون من المقاولين أن يؤدوا وظائفهم، ليكون الإنفاق مضاعفاً، ولو انتبهت الدولة إلى هذا الجانب لاستطاعت أن توفر في الميزانية ما يفوق الـ 10%.