كتبت رُقية
![سارة المكيمي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1593706515000838400/1593706537000/1280x960.jpg)
هذه الآفة السلوكية الجائرة التي أسميها "ظاهرة إنكار معاناة النساء" متفشية جدا في مجتمعاتنا، هذه الجرأة والبجاحة والتسابق والاستبسال لطمس تفاصيل أي قصة تتكلم فيها امرأة أو بنت عن ظلمها وقهرها من قبل أسرتها، دائرة متوحشة مفرغة تدور حول حق الرجال كسلطة متفوقة بالأسرة في تقرير مصير ومستقبل الفتيات، بل حقهم في حرمانها ومنعها من أي رغبة دنيوية مشروعة لا تتماشى مع فكرهم أو ميولهم! فنحن لا نملك قوانين تحمي البنت من تعسف الأهل فيما يخص اختيار تخصصها الدراسي الجامعي مثلا، فهي مازالت قاصرة وتحت سلطة الأهل! ماذا عن البعثة الدراسية؟ ماذا عن مكان العمل؟ وطبعا لا حرج في الحديث عن اختيار الزوج أو الرغبة بالطلاق! يجد أغلب الذكور في هذه البقعة من العالم أن للأهل الحق في حرمان الفتاة من حق أو رغبة، وأنها يجب أن تستسلم وتخضع وتنصاع، وأنها أيضا يجب ألا تتحدث أو تشتكي أو تنشر معاناتها في مكان يصل له حشد جمعي، لأن المرأة خُلقت لتخضع، وصُممت لكي تؤمر، ووجدت لكي تؤدي خدمة محددة ولا تتطلع للخروج من هذا الإطار! والدليل أنه كلما علا صوت امرأة، أو نجحت بعمل ما، أو تحررت من سطوة الأهل والأقارب سواء بالاستقلال المادي، والمعيشي، الهجرة، الزواج أو الطلاق، وُصمت بأقبح الألقاب ووضعت في خانة المنحلات المنشقات عن القالب المتفق عليه.المرأة اليوم تتحدث، لأنها بدأت تتعلم حقوقها، السن القانونية التي تسترجع فيه حريتها وإرادتها، القوانين المناصرة لها، العادات الجائرة التي تحاربها، المرأة تتحدث رغما عن أنوف المشككين المكذبين المتجاهلين والمقللين، المرأة اليوم لا تستحي من معاناتها، ولا تجاربها الموجعة، المرأة اليوم لا يهمها مفهوم "السُمعة" التي تكبدت ثقله لوحدها ولا "الصورة" التي بُنيت على أكتافها.