ساحة الإرادة!
لم أر أمراً يستحق الخروج والاحتجاج في ساحة الإرادة، فهي من أجل التأزيم والتصعيد والمصالح الحزبية أو الأفكار المغالطة للحقائق، والمطالبات الخيالية، كإسقاط القروض ورحيل الرئيسين! نعم هذا رأي شخصي لي ولكثيرين، فنحن في بلد خير ونعم كثيرة تستوجب الحمد والشكر والامتنان. إن البعض يغضب ويبدي انزعاجا عندما نردد: الحمدلله على نعمة هذا الوطن وخيراته! ولا أعلم ماذا يريدون، فلا يوجد بلد مثل الكويت وما تقدمه لمن يعيش على أرضها، لكن إرضاء الناس غاية لا تدرك، والتذمر أصبح عادة للكثيرين، أما مسألة الفساد والمفسدين وسراق المال العام والقبض على الفاسدين فهناك جهات خاصة تهتم بهذا الشأن جيداً ونرى المجهود الذي يبذل من أجل الإصلاح والرفعة والتقدم في هذا الشأن. وفكرة الخروج للشارع والاحتجاج والفوضى لا نحتاجها في الكويت أبدا، نعم لدينا ديموقراطية، وهذا الأمر يميزنا عن الآخرين، لكن يا أعزائي يجب حسن استخدام هذه الديموقراطية، كما أن الخروج للشارع فعل دخيل على عادات المجتمع الكويتي، أما التطعيم فلا إجبار في هذا الأمر، لكن قرارك بعدم تطعيمك يتعارض مع القرارات التي أصدرها مجلس الوزراء من أجل صحة الناس كقرارات السفر ودخول المجمعات والمطاعم والمقاهي وغيرها. فأنت تتحمل مسؤولية عدم تطعيمك، لكن التمرد بهذه الطريقة مشين ومخز بصراحة، لا سيما أننا نرى أرواحاً تموت من جراء هذا الوباء المتحور الفتاك الذي لا يفرق بين صغير وكبير، ويخرج علينا فيلسوف (زمانه) يفتي ويحلل بهذه اللقاحات بطريقة جاهلة ومستفزة، وهناك جيوش بيضاء من طواقم طبية كاملة تعبت وأنهكت على مدار عام ونصف من العمل وبذل الجهد وتعريض حياتهم للخطر والمرض والعدوى من أجل صحة المجتمع، فالأطقم الطبية جميعهم أبطال هذه المرحلة التي طال أمدها، عملوا دون أي تقصير أو تذمر، وبعد ذلك يُهاجَمون بهذه الطريقة البشعة والتشكيك في عملهم، فكلما زاد التحريض على عدم التطعيم زاد العبء والجهد على الأطباء وطاقم التمريض، خصوصاً في العناية المركزة والأجنحة التي يرقد فيها مرضى كورونا.
في الختام، أتمنى إغلاق ساحة الإرادة إلى الأبد، فنحن لسنا بحاجة إلى هذه الساحات والاحتجاجات لأخذ حقوقنا كمواطنين أو مقيمين، فالجميع يعيشون في أمان بهذا البلد الجميل، وحفظ الله بلادنا وأميرنا وولي عهدنا من كل مكروه.