إسبانيا تخشى تكرار الأخطاء... وسويسرا تتربص

نشر في 02-07-2021
آخر تحديث 02-07-2021 | 00:03
جوردي ألبا - إمبولو
جوردي ألبا - إمبولو
سيكون الخطأ ممنوعاً على إسبانيا، عند مواجهة سويسرا اليوم، في ربع نهائي كأس أمم أوروبا لكرة القدم، حيث أظهر فريق المدرب بتكوفيتش أنه خير من يستغل أخطاء الخصوم بعد إقصائه بطل العالم فرنسا.
تسعى سويسرا للبناء على إقصائها الصادم لفرنسا بطلة العالم من ثمن نهائي كأس أوروبا لكرة القدم، عندما تواجه إسبانيا اليوم في سان بطرسبورغ، في أول ربع نهائي لها ضمن البطولات الكبرى منذ 67 عاماً.

وقلب رجال المدرب فلاديمير بتكوفيتش تأخرهم بفارق هدفين، مجبرين فرنسا على خوض وقتين إضافيين، قبل تفوقهم بركلات الترجيح، مستفيدين من ركلة مهدرة للنجم الشاب كيليان مبابي.

تبحث "لا ناتي" عن مفاجأة جديدة أمام إسبانيا المنتشية من تسجيل 10 أهداف في آخر مباراتين، بعد بداية بطيئة في دور المجموعات، حيث تعادلت مرتين ضد السويد سلبًا وبولندا (1-1).

بهدف ثأري، مهّد ألفارو موراتا الطريق لفوز "لا روخا" على كرواتيا 5-3 بعد التمديد، إثر انتقادات عنيفة طالته لإهدار الفرص.

لكن إسبانيا عليها تقليص أخطائها، في حال رغبت في إحراز اللقب الرابع في تاريخها والانفراد بالرقم القياسي الذي تتشاركه حاليا مع ألمانيا.

وتعرّض موراتا وعائلته لإهانات من الجماهير في إشبيلية، بعد إهداره سلسلة من الفرص في دور المجموعات.

ويقف التاريخ مع إسبانيا، إذ خسرت مرة يتيمة في 22 مواجهة ضد سويسرا، كانت في مونديال جنوب إفريقيا 2010 بهدف نظيف، أشعلت رغبتها في التعويض وحصد اللقب الوحيد في تاريخها لاحقًا.

ويُعدّ قائد الوسط سيرجيو بوسكيتس الناجي الوحيد من تلك المباراة، فيما بقي مع زميله في برشلونة جوردي ألبا من التشكيلة التي أحرزت لقب كأس أوروبا 2012.

لكن آخر مواجهتين بينهما كانتا متقاربتين، تعادلٌ 1-1 في بازل وفوز لإسبانيا 1-صفر في اكتوبر الماضي ضمن دوري الأمم الأوروبية.

وكان فوز إسبانيا على كرواتيا الأول لها في الأدوار الإقصائية، منذ تغلبها على إيطاليا في نهائي 2012 لتحافظ على لقبها.

قال حارسها أوناي سيمون "يعتمد ربع النهائي علينا وليس على خصمنا. لا يهمّ إذا كان فرنسا، سويسرا، أوكرانيا. نحن هنا لتحقيق الفوز، لذا علينا مواجهة والفوز على الأفضل".

وارتكب حارس أتلتيك بلباو خطأ مخجلا: فقد التركيز بتمريرة خلفية لبيدري وتركها تتدحرج في شباكه هدفًا افتتاحيا، قبل أن تعوّض إسبانيا بشكل لافت، رغم إهدارها التقدم 3-1.

وأضاف سيمون الذي خاض بداياته مع إسبانيا في نوفمبر الماضي "كان سوء تحضير... لم تزعجني الشمس ولم ترتد الكرة بشكل غريب... أعتقد أنني حاولت إبعاد الكرة من خلال السيطرة عليها بدلا من ايقافها".

تابع الحارس الذي يفضّله المدرب على دافيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد الإنكليزي "هذا حادث ويمكن تصحيحه".

الاستفادة من الشباب

وتدين إسبانيا الطامحة للتأهل لنصف نهائي بطولة كبرى لأول مرة منذ 2012، إلى مدربها لويس إنريكي العائد لقيادتها بعد وفاة طفلته بسبب مرض خبيث، إذ دفع بلاعبين شبان موهوبين على غرار بيدري (18 عامًا)، إريك غارسيا (20) وفيران توريس (21).

في المقابل، احتفلت سويسرا بما اعتبره مهاجمها هاريس سيفيروفيتشش "أجمل الليالي"، بعد تحقيقهم أول فوز في الأدوار الإقصائية على حساب فرنسا المدججة بالنجوم.

آخر مرة وصلت سويسرا إلى ربع النهائي في بطولة كبرى، كانت في مونديال 1954، عندما خسرت أمام النمسا 5-7 في أعلى مباراة تهديفية في تاريخ المونديال.

بعد أكثر من نصف قرن، تقف أمام احتمال بلوغ نصف النهائي، مع مدربها المولود في ساراييفو وتشكيلة متعددة الجذور.

وقال بتكوفيتش الذي عمل كثيرًا في المجال الخيري وتمّ تعيينه في 2014 "بعد نهاية المباراة (فرنسا)، لم يكن بمقدوري الكلام. انتهيت. فقدت صوتي".

لكن بتكوفيتش سيفتقد أحد أبرز عناصر تشكيلته، لاعب الوسط غرانيت تشاكا الذي قدّم مجهودًا رائعًا ضد فرنسا، نظرا لإيقاف لاعب أرسنال الإنكليزي.

وقال تشاكا بعد أول فوز في الأدوار الإقصائية في بطولة كبرى منذ ثلاثينيات القرن الماضي "قلت دومًا ان هذا الفريق يستحق أكثر مما تقرأون عنه".

وتابع "حتى ان البعض تحدث عن غرورنا. لكن أؤكد لكم أننا كتبنا التاريخ".

وستقام المباراة في سان بطرسبورغ، بعدما أكد المنظمون لوكالة "فرانس برس" استمرارها، رغم اجتياح متحورة دلتا من "كورونا" المدينة هذا الأسبوع.

ويلتقي الفائز من هذه المواجهة المتأهل بين بلجيكا وإيطاليا اللتين تلتقيان اليوم أيضًا في ميونيخ.

الآمال معلَّقة على بريل إمبولو

يُعد بريل إمبولو، مهاجم سويسرا، كالثور الهائج، بفضل سرعته وقوته الجسدية الهائلة، وبالتالي من الصعب على مدافعي المنتخبات المنافسة إيقافه، والأمر سينطبق على المنتخب الإسباني، الذي سيصطدم بنظيره السويسري اليوم في مدينة سان بطرسبورغ الروسية في ربع نهائي كأس أوروبا لكرة القدم.

وقد أشاد به مواطنه ستيفان هنشوز، بقوله لوكالة فرانس برس: "نادرا ما رأيت لاعبا يتفوق من الناحية البدنية كما يفعل إمبولو".

وأضاف مدافع ليفربول الإنكليزي السابق: "يتمتع إمبولو بقوة جسمانية هائلة خارج المألوف. إنه وحش حقيقي وقوي جداً في المواجهات. يضغط دائما على المنافس، وينتزع الكرات، وهنا تكمن أهميته".

وأضاف: "إنه نقطة ارتكاز في خط المقدمة، تستطيع أن تجده وظهره إلى المرمى. يستطيع التحكم بالكرة، ويهاجم في العمق". لكن هنشوز يعتقد أن إمبولو يفتقد اللمسة الفنية الأخيرة لإنهاء الهجمات.

كما لفت إمبولو، الكاميروني الأصل، نظر المهاجم الدولي السابق ستيفان شابويزا، الذي قال عنه: "تدهشني قوته البدنية، التي يستطيع من خلالها كسر الخطوط. يبذل جهدا كبيرا لمصلحة الفريق. يساهم في الضغط على المنافس، لكنه ليس هدافا بالمعنى الحقيقي للكلمة"، وفق مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني السابق.

وسجَّل اللاعب حتى الآن هدفا واحدا في البطولة القارية، وتحديدا بمرمى ويلز خلال تعادل الفريقين، رافعا رصيده الدولي إلى 6 أهداف فقط في 46 مباراة. كما سجل هذا الموسم 6 أهداف في صفوف فريقه بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، ونجح في 3 تمريرات حاسمة.

لكن إمبولو يقدم الكثير لمنتخب سويسرا، لأنه يجسّد الجيل الجديد الذي يلعب من دون أي عقد. فقبل انطلاق مونديال روسيا عام 2018، كان إمبولو يتحدث عن "الفوز بكأس العالم"، وبعد انتزاع فريقه التعادل 1-1 من البرازيل، حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب العالمية (5 مرات) في افتتاح مشوارها بالعرس الكروي، خرج فريقه من الدور ثُمن النهائي، بالخسارة أمام السويد صفر-1.

ويقول إمبولو لصحيفة لوتان السويسرية عام 2018: "إلى جانب اللاعبين الشبان الآخرين في المنتخب، أمثال مانويل أكانجي ونيكو الفيدي، نملك قاسما مشتركا، هو عدم الخشية من أي شيء. نريد تجربة أمور جديدة".

يملك إمبولو شعبية كبيرة لدى أنصار منتخب سويسرا، ويصف نفسه بأنه "لاعب هادئ، لكن أيضا أعشق إطلاق النكات والاستمتاع بالحياة".

back to top