مع خروج جميع منتخبات مجموعة الموت، قد لا تجد فعاليات دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأوروبية الحالية (يورو 2020)، صعوبة في تقديم نفس الإثارة التي قدمتها فعاليات الدور الثاني (دور الستة عشر).وخرجت منتخبات فرنسا بطلة العالم وألمانيا والبرتغال بطلة أوروبا من دور الستة عشر، بعدما نجحت في اجتياز مجموعة الموت في الدور الأول (دور المجموعات) بالبطولة.
والآن، تبدو المواجهة بين المنتخبين البلجيكي والإيطالي هي المباراة الأصعب والأكثر إثارة بين جميع مباريات دور الثمانية للبطولة، والذي تبدأ فعالياته اليوم.وبعد واحد من أكثر الأدوار الإقصائية إثارة من خلال دور الستة عشر التاريخي في يورو 2020، تستعد البطولة لمواجهة مثيرة من العيار الثقيل في دور الثمانية بين منتخبي إيطاليا وبلجيكا المصنف الأول عالميا حيث يلتقيان اليوم، فيما يوصف بأنه لقاء السحاب.وفي المقابل، ستسفر المواجهات الثلاث الأخرى في دور الثمانية عن تأهل أحد المنتخبات على الأقل من الفرق التي كانت أقل ترشيحا لبلوغ المربع الذهبي.ويعاني المنتخب البلجيكي من بعض المخاوف بسبب الإصابات، إذ يترقب حالة اللاعبين كيفن دي بروين وإيدن هازارد.واعترف المدرب الإسباني لبلجيكا روبرتو مارتينيس بأن أياً من اللاعبين لن يكون 100 في المئة على الأرجح في ميونيخ، مضيفا: "ولكننا سنستغل كل يوم لجعلهما جاهزين قدر الإمكان".وتُعلَّق آمال كبيرة على دي بروين لقيادة بلجيكا إلى الدور نصف النهائي المقرر الثلاثاء المقبل، ومواجهة الفائز في مباراة ربع النهائي الثانية المقررة اليوم أيضا بين إسبانيا وسويسرا في سان بطرسبورغ.ويدرس مارتينيس خياراته البديلة في خط الوسط الهجومي، إذ من المرجح أن يلعب جناح أتلتيكو مدريد الإسباني يانيك كاراسكو محل هازار، ونجم نابولي الإيطالي دريس مرتنس بدلاً من دي بروين.ويتوقع مارتينيس أن تشن إيطاليا "هجوما من أول ثانية، سيكونون منظمين جدا"، مؤكدا الحاجة إلى وجود دي بروين لقيادة الهجمات المضادة البلجيكية.وتسعى بلجيكا في مشاركتها الثانية تواليا بعد خروجها من ربع النهائي عام 2016، والسادسة في تاريخها، إلى بلوغ نصف النهائي للمرة الثالثة، وتكرار إنجازها عام 1980 على الاقل، عندما خسرت المباراة النهائية امام ألمانيا الغربية 1-2، علما بأنها حلت ثالثة عام 1972 بخسارتها امام المجر بالنتيجة ذاتها.وضربت بلجيكا، ثالثة مونديال 2018، بقوة في النسخة القارية الحالية بتحقيقها أربعة انتصارات متتالية مع حفاظها على نظافة شباكها في ثلاث منها مؤكدة جدارتها بصدارة التصنيف العالمي كأفضل منتخب في الكون.
إيطاليا وسلسلة الانتصارات
ولا تختلف الحال مع إيطاليا التي حققت بدورها أربعة انتصارات متتالية مع دخول هدف واحد إلى شباكها، وكان في ثمن النهائي عندما تغلبت على النمسا 2-1 بعد التمديد بفضل هدفي البديلين فيديريكو كييزا وماتيو بيسينا.وعزز الفوز على النمسا الرقم القياسي لإيطاليا في عدد المباريات من دون هزيمة، إذ رفعت العدد إلى 31 مباراة (26 فوزا و5 تعادلات) بينها 12 فوزا متتاليا ماحية رقما يعود الى عام 1939.وتعود الخسارة الأخيرة لإيطاليا الى سقوطها امام البرتغال صفر-1 في دوري الامم في العاشر من سبتمبر 2018.وتعوّل بلجيكا على هدافها روميلو لوكاكو الذي ساهم بشكل كبير هذا الموسم في استعادة إنتر ميلان للقب الدوري الإيطالي منهيا فترة جفاف استمرت 11 عاما.وتأمل إيطاليا في استعادة مهاجمها ولاتسيو تشيرو إيموبيلي لحسه التهديفي، وهو الذي يواجه انتقادات كونه يسجل فقط بغزارة مع فريقه لاتسيو خلافا لرصيده التهديفي مع المنتخب الوطني، إذ اكتفى بتسجيل هدفين فقط ضد سويسرا وتركيا في دور المجموعات.بعد 25 هدفا في 41 مباراة الموسم الماضي مع لاتسيو، حاز إيموبيلي ثقة مدرب إيطاليا روبرتو مانشيني، لكنه قضى ليلة محبطة أمام النمسا، إذ سدد في القائم قبل مرور نصف ساعة.وشدد على أن الفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم 2018 كان "درسا لنا نأمل أن يساعدنا في الذهاب بعيدا في هذه البطولة الأوروبية".