تفادت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت، الدخول في أول صِدام مع المستوطنين، وتحركت للضغط باتجاه تأجيل إعادة افتتاح القنصلية الأميركية الخاصة بالفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة.

ولتفويت الفرصة على زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي تعهد بإسقاط الائتلاف المكون من قوى متصارعة أيديولوجياً سريعاً، توصلت حكومة بينيت إلى تفاهم مع مستوطنين يهود يقضي بمغادرتهم موقع جفعات أفيتار، في الضفة الغربية، طواعية اليوم.

Ad

ومن المرجح أن تبقى بعض المباني الجديدة بالموقع مغلقة تحت حراسة عسكرية، وهي نتيجة من المؤكد أن تثير غضب الفلسطينيين الذين يطالبون بإزالتها، ويقولون إن الأرض مملوكة لهم. وأفاد مسؤول عسكري إسرائيلي، بأن القوات الإسرائيلية ستبقى لمسح الأرض، لتحديد ما إذا كان يمكن إقامة مستوطنة بدعم من الحكومة. وأُقيم الموقع الاستيطاني على تل قرب مدينة نابلس دون تصاريح من الحكومة الإسرائيلية في مايو الماضي، ويضم الآن أكثر من 50 أسرة من المستوطنين، وتحول إلى نقطة اشتباك ساخنة أدت إلى مقتل 5 فلسطينيين خلال احتجاجات ضد الخطوة. وأمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء الموقع، فيما شكَّل تحدياً مبكراً لرئيس الوزراء الجديد، الذي كان ذات يوم من قيادات الحركة الاستيطانية ويرأس حزباً مؤيداً للمستوطنين، ما يجعله على خلاف مع بعض قاعدته الانتخابية إذا ما طُرد المستوطنون بالقوة.

في موازاة ذلك، أفاد موقع أكسيوس، بأن إسرائيل تضغط على واشنطن، لتأجيل إعادة افتتاح القنصلية الأميركية بالقدس.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين، أن «الخارجية» الإسرائيلية طلبت من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التأجيل حتى بعد الصيف على الأقل، لمنح حكومة بينيت مزيداً من الوقت لتحقيق الاستقرار.

وأضاف المسؤولون، أنهم يعتقدون أن إدارة بايدن تتفهم الموقف، ولن تضغط بشأن المسألة الحساسة، وربما تعيد النظر فيها في سبتمبر المقبل.

ويأتي ذلك في وقت يروّج نتنياهو إلى أن إعادة افتتاح القنصلية، التي كانت بمنزلة البعثة الدبلوماسية الأميركية الأساسية للفلسطينيين بالقدس، حتى عام 2019، يجسّد ما يصفه بـ«ضعف وعجز» حكومة بينيت عن الوقوف في وجه إدارة بايدن، التي تسعى إلى ترميم العلاقات مع السُّلطة الفلسطينية، بعد توترها بعهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

في غضون ذلك، أعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن مستشار الأمن القومي رئيس هيئة الأمن مائير بن شبات، الحليف الوثيق لنتنياهو، أبلغ بينيت بأنه يرغب في ترك منصبه، بعدما قضى فيه أربع سنوات.

من جانب آخر، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى موجود في الوقت الحالي، بالعاصمة المصرية (القاهرة)، بهدف إجراء مباحثات بشأن صفقة «تبادل أسرى» مع «حماس». وأوضحت الإذاعة العبرية، أن الزيارة تسعى إلى «إعادة الجنود الأسرى المحتجزين لدى (حماس)»، مشددة في الوقت ذاته على أن «الزيارات المتكررة لا تعني أن هناك تقدما في الاتصالات».

بدوره، أكد الناطق باسم الحركة عبداللطيف القانوع، أنه لا توجد أي تطورات رسمية فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى. ولفت إلى أن الاحتلال رضخ للمقاومة الفلسطينية، وفشل في ربط قضية الأسرى بملف إعادة الإعمار والحصار على غزة. من جهة أخرى، ودَّع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير نظيره الإسرائيلي المنتهية ولايته رؤوفين ريفلين في القدس، أمس، مشددا على أنه ليس هناك أي بدائل عن «حل الدولتين» على المدى الطويل.

إلى ذلك، طعنت جندية إسرائيلية بالقرب من موقع نيفو العسكري في غور الأردن، أمس. وذكرت تقارير، أنه تم اعتقال منفذ العملية، الذي استطاع السيطرة على سلاح الجندية.

في سياق منفصل، تعتزم السُّلطات الإسرائيلية إرسال دبابات مزودة بالكامل بجنديات، إلى الحدود المصرية، للمرة الأولى منذ إنشاء إسرائيل قبل نحو 73 عاماً. ويأتي ذلك رغم استمرار الشكوك لدى الجيش الإسرائيلي بشأن ما إذا كان البرنامج التجريبي الأخير لدمج النساء في سلاح المدرعات نجح في تحقيق نتائج جيدة، أم أنه باء بالفشل.