افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي قاعدة «3 يوليو البحرية»، المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وغير البعيدة عن الحدود الليبية، أمس، بحضور ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الليبي محمد المنفي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة إن القاعدة الجديدة تختص بتأمين البلاد في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والغربي، وصون مقدراتها الاقتصادية، وتأمين خطوط النقل البحرية والمحافظة على الأمن البحري.

Ad

وفي كلمة خلال الافتتاح، قال قائد القوات البحرية المصرية الفريق أحمد خالد إن القاعدة تمتد على مساحة 10 ملايين متر مربع، وتساهم في تأمين قناة السويس، وتحقيق الأمن البحري، وضمان حرية الملاحة الدولية، ومنع الهجرة غير الشرعية، فضلا عن تأمين مقدرات مصر الاقتصادية في منطقة من أهم المناطق الاستراتيجية على مستوى العالم.

وتتوسط القاعدة الجديدة المسافة بين قاعدة محمد نجيب، التي تعتبر أكبر قاعدة في الشرق الأوسط، وقاعدة سيدي براني.

في الأثناء، وعشية بدء الملء الثاني لبحيرة سد النهضة الاثيوبي، شدد المندوب الإثيوبي لدى الأمم المتحدة تاي أسقي سيلاسي على أنه لا ضرورة لبحث ملف السد في مجلس الأمن، وطالب دولتي المصب مصر والسودان بوضع ثقتهما في جهود الوساطة التي يقوم بها الاتحاد الإفريقي.

وتقدمت مصر والسودان بطلبين منفصلين إلى مجلس الأمن للتدخل وتشجيع أطراف الأزمة على التوصل الى اتفاق، لكن رئيس مجلس الأمن الحالي الفرنسي نيكولاس دي ريفيير، أعلن الخميس الماضي أنه لن يكون بمقدوره حل الخلاف بشأن سد النهضة باعتباره أزمة خارج نطاق المجلس، ودعا الدول الثلاث إلى «أن تتحدث فيما بينها، وتتوصل إلى ترتيبات لوجستية بشأن التعاون والمشاركة في حصص المياه»، مما يعني أنه حتى في حال ناقش مجلس الأمن الأزمة فلن يتم رفع الملف إليه. وفي لهجة تهديد مبطنة للمجتمع الدولي، قال وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي، خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري رفيع المستوى، الذي تنظمه الحكومة الألمانية، أمس الأول، إن تأثر حصص مصر المائية سلبا جراء سد النهضة ستكون له انعكاسات سلبية ضخمة على نسبة كبيرة من سكان مصر، وسيؤدي فقدان فرص العمل نتيجة بوار آلاف الأفدنة إلى حالة من عدم الاستقرار المجتمعي، والتي ستؤدي بدورها إلى موجة كبيرة من الهجرة غير الشرعية للدول الأوروبية وغيرها، أو انضمام الشباب للجماعات الإرهابية.

وقبل جلسة متوقعة لمجلس الأمن حول أزمة سد "النهضة" الإثيوبي، قال المتحدث باسم القوات المسلحة، ياسر وهبة، خلال افتتاح القاعدة: "لسنا دعاة حروب أو صراعات أو نزاعات، لكننا في الوقت ذاته إذا فُرِض علينا القتال دفاعا عن حقوقنا ومكتسبات شعبنا فنحن أهله، ودروس التاريخ تؤكد أن مصر، وإن طال صبرها، لا يمكن أبدا أن تفرط في حق من حقوقها".

وتابع: "أحياناً تأتي الرياح بما تشتهي السفنُ، لكن على السفن أن لا تأمن غضبة الرياح، ورياح جيش مصر رياح رشيدة لا تثور ولا تنتفض إلا إذا تعلق الأمر بالأمن القومي المصري والعربي، فإنها تتحول إلى أعاصير لا تبقي ولا تزر، ورجال القوات المسلحة المصرية يدركون جيدا طبيعة مهامهم بالحفاظ على هيبة وكرامة هذه الأمة، ويقولون لشعبهم إن لم نكن قادرين على ذلك فباطن الأرض أولى بنا من ظاهرها".

ومن أجل توضيح الرسالة، استشهد المتحدث العسكري بأبيات من قصيدة "مصر تتحدث عن نفسها" لشاعر "النيل" حافظ إبراهيم، ومطلعها "أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي"، ثم استعان ببيت شهير في القصيدة كإشارة لأزمة سد النهضة، في قول الشاعر: "أمن العدل أنهم يردون الماء صفواً وأن يكدر وردي"، ليزيد المتحدث: "لا والله لن يكدر وردي".

حسن حافظ