القضية الأساسية التي تحتاج إلى تكاتف الجهود الآن هي قضية العودة إلى المدارس، بعد عام دراسي ونصف العام أغلقت خلالهما المدارس والجامعات أبوابها، وتلقى فيهما الطلبة التعليم عن بعد وهم في منازلهم.

ومع أن فض دور الانعقاد في الأول من يوليو لم يكن مرضياً لنا كنواب، لأسباب معروفة، أهمها تحصين الحكومة من المساءلة والرقابة، وعدم احترام الدستور واللائحة الداخلية لمجلس الأمة، إلا أننا أعضاء في المجلس وواجباتنا ومسؤولياتنا تحتم علينا العمل لتذليل الصعاب، التي تواجه مجتمعنا ومؤسساتنا، وبصفتي رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد في مجلس الأمة، ترى اللجنة أن دورها الآن أساسي من أجل العمل على عودة الدراسة في المدارس، بعد هذا الانقطاع الذي ترك آثاراً ضارة على العملية التعليمية والتربوية برمتها.

Ad

نحن في اللجنة التعليمية سنقيم في الفترة القادمة مؤتمراً مصغراً بوجود القيادات التربوية والصحية وقيادات التعليم العالي، من أجل الدفع بوجوب العودة إلى المدارس، والطرق المثلى لتكون هذه العودة آمنة وسريعة ومدروسة، بحيث تعمل كل المؤسسات المعنية على تذليل الصعوبات وتجهيز المدارس وتطبيق الاشتراطات الصحية، ودراسة كل الجوانب التي تؤمن الاستعدادات الكاملة لعودة آمنة للطلبة إلى جميع المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات في العام الدراسي المقبل، مع وجود مبادرات في هذا الشأن، بهدف إثراء الخطط ودراسة الاستعدادات والاحتمالات وتوزيع المسؤوليات.

نحتاج في هذه المرحلة إلى أن نقيّم بدقة الفوائد والأضرار المتعلقة بعودة الطلبة للمدارس، بما في ذلك احتمالية خطر الإصابة بـ "كورونا"، مقابل خطر الاستمرار في التعليم عن بعد، والذي يدرك جميع أولياء الأمور مدى ضرره على أبنائهم، من حيث طريقة تفكيرهم بعيداً عن المدرسة، وبعض السلوكيات التي يصعب ضبطها للطلبة، واكتسابهم للعادات الخاطئة التي تشجع اللامبالاة وقلة الفاعلية عند تلقي الدروس عن بعد، إضافة إلى الأضرار التربوية الناتجة عن قلة حركة الطلبة وبعدهم عن الأهداف التربوية، التي تمثلها المدرسة والنظام المدرسي، وغير ذلك من السلوكيات الخاطئة التي أقلها عدم تنظيم الوقت والسلوكيات الغذائية والحركية التي تؤثر في صحتهم، وبالتالي في نشاطهم الدراسي.

Catalyst "مادة حفازة":

عودة الدراسة + مسؤولية حكومة ومجلس = الحفاظ على جيل كامل

د. حمد محمد المطر