أفضل أن تخيطوا فم كل مقيم في الكويت عند حصوله على إذن الإقامة، أو تجروا عملية استئصال ذلك الجزء من دماغه موضع الإحساس والمشاعر، مع أن كل "الأوادم" الذين أخذوا يشدون على يد وزارة الداخلية، وهللوا على قرار إبعاد المواطن الأردني المعترض على التطعيم الإجباري في ساحة "الباستيل" الكويتية، أو حتى سكتوا عن قرار حجز المواطن المصري حين تذمر من الغبار، هم الذين فقدوا هذا الجزء الإحساسي من أدمغتهم الذي يحمل المشاعر والإنسانية.عيب كبيرة يجب أن تقال لوزارة البطش في قراراتها السابقة، فهؤلاء المقيمون بشر مثلنا، عبروا ببساطة عن رأيهم، وهو لم يكن رأياً سياسياً، وليس متعلقاً بأمن وأسرار الدولة الكويتية العظمى.
تلك الأحاسيس والمشاعر الفوقية المتعالية عند فئة مرضى نقص المناعة الإنسانية تفجرت مع ولادة بئر النفط بالدولة، ونمت مع نمو الريع فيها، فهم اللوردات والأسياد، والمقيمون ينظر لهم ليس فقط على أنهم دخلاء عليهم، وإنما كائنات جاءت للاسترزاق من صدقات الدولة، وكأن هؤلاء المقيمين مجموعات متسولة وليست في أكثرها القوة العاملة المنتجة، وعلى ذلك يمكن الاستغناء عنهم واستبدالهم بغيرهم حسب الحاجة، فهم في الوعي البائس لشلل المتعالين من أصحاب شعار "يا غريب كن أديب" يكيفون علاقتهم مع الوافد العربي أو الآسيوي العامل على أنها علاقة عبد وسيد، العبد الذي لا يستغني عن السيد في مورد رزقه، والسيد الذي يعتمد على العبد ليحيا على نتاج عمله. المقيمون بشر يفترض أن يحكمهم مبدأ المساواة أمام القانون في المعاملة وفي التعبير عن آرائهم، ومن المعيب على وزارة الداخلية وحفنة "المطبلين" لقراراتها الدراكونية ضد عبدالله الأردني والمواطن المصري المعترض على الطقس السويسري هنا، أن تقمع حرياتهما أو تبعدهما، وإن كنتم يا أهل السلطة لا تخشون إلا على سمعتكم عند السادة الغربيين فجريدة "الواشنطن بوست" الأميركية نشرت غسيلكم في مهزلة الإبعاد والحجز.الأولى ألا نكترث لرياء السمعة الطيبة كوسيلة دعاية جوفاء عن بلد الإنسانية، وكيف يتصورنا الإعلام الغربي، وإنما نحزن بما تبقى لدينا من إنسانية حقيقية.
أخر كلام
خيّطوا أفواههم مع ختم الإقامة
04-07-2021