دقّ الجمهوريون ناقوس الخطر، محذّرين من مقاربة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه طهران وسعيه الدؤوب لإحياء الاتفاق النووي.

وحذّر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، في مقابلة مع "فوكس نيوز"، من اندلاع حرب إسرائيلية ـ إيرانية، قائلاً: "أنا اليوم قلق أكثر بكثير من السابق من اندلاع حرب".

Ad

وشنّ غراهام هجوماً لاذعاً على بايدن، معتبراً أن النظام الإيراني يزداد قوة كل يوم، لأن "الرئيس الأميركي لا يفهم طبيعة التهديد".

وقال: "الإيرانيون يتلاعبون ببايدن على هواهم. فالمرشد هو نازيّ متديّن".

ولفت إلى أن إسرائيل في موقف صعب حالياً، متسائلاً: "إلى متى سينتظرون قبل أن يتصرفوا؟ لا أعتقد أنه يمكن الثقة بالولايات المتحدة فيما يتعلق بأمن إسرائيل".

وجاء التحذير بالتزامن مع تقارير عن عرض رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي خططاً تتضمن إمكانية شنّ عمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، خلال زيارة قام بها أخيراً لواشنطن لمناقشة مخاوف بلاده من إحياء الاتفاق المبرم عام 2015.

ووسط تهديدات فصائل الحشد الشعبي العراقي بالثأر لمقاتليه، الذين سقطوا في الضربة الأميركية التي استهدفت مواقعهم على الحدود بين العراق وسورية الأسبوع الماضي، والحديث عن خلافات في صفوف حلفاء طهران حول كيفية الرد على إدارة الرئيس جو بايدن، نفت إيران أمس اتهامها بالقوف وراء الهجمات على القوات الأميركية.

وقال مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، إن "أي ادعاء ينسب لإيران أي هجوم يُنفذ ضد أفراد أو منشآت أميركية في العراق خطأ في الحقيقة، ويفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الصحة والدقة"، مضيفاً: "الذريعة الأميركية بأن مثل هذه الهجمات قد نُفذت لردع إيران وما يسمى بالجماعات المسلحة المدعومة منها عن شن أو دعم المزيد من الهجمات، ليس لها أساس واقعي أو قانوني، لأنها تقوم على مجرد التلفيق وكذلك التفسير العشوائي للمادة 51".

جاء ذلك، غداة إعلان قائد عمليات الجيش في بغداد اللواء أحمد سليم بهجت، مساء أمس الأول، عن تمكن السلطات من إحباط محاولة للهجوم على مطار بغداد الدولي، الذي يضم معسكراً تابعاً للقوات الأميركية، باستخدام 10 صواريخ "غراد"، وإحباط استهداف إحدى الثكنات العسكرية غرب العاصمة.

وكان مسؤول أميركي رفيع قال لصحيفة "واشنطن بوست" إن إدارة الرئيس جو بايدن سوف ترد بقوة على أي هجوم يستهدفها "حتى لو لم يُقتل أو يُصاب أي عسكري أميركي".

«بوشهر»

من جهة اخرى، وبعد توقّف العمل بها لنحو أسبوعين، بسبب عجزها عن سداد مستحقات مالية لروسيا التي تزودها باليورانيوم المخصب، أعلن المتحدث باسم صناعة الكهرباء في إيران، مصطفى رجبي مشهدي، عودة نشاط محطة بوشهر للطاقة الواقعة جنوب البلاد أمس.

وقال رجبي، في تصريحات أمس، إن "مشكلة محطة بوشهر كانت عيباً فنياً تسبب في خروجها عن الدائرة لبضعة أيام"، وقال إنه تم إصلاح الخلل و"إعادة المحطة إلى دائرة الإنتاج".

وأشار إلى أن التوقف جاء لغرض أعمال الصيانة، و"كذلك القيود التي طرأت عليها" دون توضيح لطبيعة تلك القيود.

ولفت إلى أنه مع عودة محطة بوشهر، الواقعة في جنوب البلاد لتوليد الطاقة، سيتم ضخ 1000 ميغاواط من الكهرباء في شبكة التوزيع بالدولة التي تعاني أزمة شديدة، وتلجأ إلى الاستيراد من تركمانستان والقطع المبرمج للتيار في أغلب المدن، في ظل ارتفاع شديد بدرجات الحرارة.

وفي وقت سابق، كشفت "الجريدة" أن مشكلة بوشهر، التي توفّر ما يقرب من 2.4 بالمئة من احتياجات إيران الكهربائية، مرتبطة بامتناع موسكو عن إرسال اليورانيوم بسبب الديون المتراكمة وتعذّر سدادها في ظل العقوات الأميركية، وهو ما اعترف به في وقت لاحق رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي. وتخوّف إيرانيون من أن يكون امتناع موسكو عن إرسال الوقود مرتبطا بالقمة الأخيرة بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين في جنيف.

جمود وتراجع

وفي وقت يسيطر الجمود على مباحثات فيينا النووية بانتظار الجولة السابعة التي يعتقد انها ستكون حاسمة لإحياء الاتفاق النووي، أشارت معلومات حصلت عليها "الجريدة" إلى أن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، استقبل أمس الأول، مندوبين أميركي وأوروبي، في مطار عسكري بمنطقة كرج بغرب طهران، وأبلغهما أنه حصل على موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي للتوقيع على مسودة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في فيينا.

وقال مصدر إنه فور موافقة طهران على المسودة، تراجعت واشنطن عن موافقتها على رفع جميع العقوبات والقيود عن التعامل التجاري مع إيران، وتعليق تنفيذ كل القرارات التي اتخذها ترامب تحت بند "انتهاك حقوق الإنسان ودعم الإرهاب والبرنامج الصاروخي"، بذريعة أن الظروف السياسية الداخلية في الولايات المتحدة لا تسمح.

في هذه الأثناء، وسط ترقّب بشأن مصير اتفاق المراقبة بين طهران والوكالة الذرية، أعلن مسؤول إيراني أن "نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرّية، سيزور إيران من أجل أمور روتينية".

ونقلت وكالة أنباء فارس، التابعة لـ "الحرس الثوري"، في تقرير نادر، تصريحات أدلى بها مسؤول إيراني لقناة "سي إن إن الأميركية، وأكد فيها أنه "لن يتم تسليم أشرطة الفيديو للكاميرات الموجودة في المنشآت النووية الإيرانية لمفتشي الوكالة الدولية قبل إحياء الاتفاق النووي".

وأوردت القناة الأميركية، نقلا عن المسؤول الإيراني الرفيع الذي لم تسمّه، تأكيده انه إذا حققت مفاوضات فيينا النجاح، فمن المؤكد أن إيران ستسلم أشرطة الفيديو، التي اتفقت حكومة الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني مع الوكالة الدولية على تسجيلها للالتفاف على قانون أقره البرلمان الإيراني الخاضع لهيمنة التيار المتشدد بهدف وقف التفتيش وتسريع ورفع تخصيب اليورانيوم، ولن تتلفها.

ونقلت الشبكة عن مصادر وخبراء إقليميين قولهم إنه "مع تولي المتشدد إبراهيم رئيسي الرئاسة في أغسطس المقبل، سيكون من الصعب للغاية إبرام صفقة، ما لم يتم الاتفاق عليها الآن".