أين المشكلة مع انتشار كوفيد بتحولاته وزيادة الوفيات والإصابات والعودة للمربع الأول مع المرض؟ هل هي مشكلة وزير الصحة؟ أم مشكلة رئيس الوزراء؟ أم مشكلة دولة بتركيبها السكاني الشاذ، والوعي الصحي المتخلف عند الكثير من السكان؟ فهم يؤمنون بالتفسير التآمري للتاريخ، وأن كل الحكاية من تدبير بيل غيتس وجماعات ملاك شركات الأدوية، أو أنهم (الرافضين للتطعيم) غير واثقين من العقار وسرعة تحضيره، أو أنهم لا يأبهون أبداً للتباعد الاجتماعي ووضع الكمام.

إذا كانت هي مسؤولية وزير الصحة، الذي مازال وزيراً بعد ستة عشر شهراً من انتشار الوباء، ويفترض أنه الآمر الناهي في طرح الحلول، ومع ذلك يصر على أسلوبه التقليدي في إدارة الأزمة؛ يوم حظر جزئي، يوم حظر كلي، يوم عزل مناطقي، فوضي وفشل مربع في عقود الوزارة مع شركات توريد عقارات التطعيم أو تخزينها أو عقود الكمامات الواقية وغير ذلك، فلم الإصرار على بقاء الوزير من قبل شيوخ الديرة؟ فما ينقل من مقربين منه أن كل همه ليس حسم الأمور بحلول واقعية لمواجهة المرض، وإنما الصورة الدعائية الشكلية للوزارة، فهو لا يريد سماع أن كويتياً مات من المرض وينتشر الخبر ويلام آخر الأمر!!

Ad

أين الحقيقة؟ هل يتعرض الوزير د. باسل لضغوط قوية من الناس والتجار بصفة عامة لفتح البلد؟ فالأمور لا يمكن تحملها مالياً، والكويت بعدما كانت سجناً بلا أسوار -كما ينسب للكاتب الراحل أنيس منصور، نقلاً عن مقال قديم للزميل فؤاد الهاشم- أضحت الآن مقبرة كبيرة، حتى الأحياء فيها يموتون ببطء من الملل الاجتماعي والروحي ونمطية الحياة فيها، قد تكون أثقل دم بلد في العالم رغم كل الأغاني ورغاء إعلامها الرسمي، الذي يمجد ويمدح فيها.

أين الحقيقة؟ هل هي قضية تركيبة سكانية، الوافدون فيها، الذين تأخر تطعيمهم، يشكلون أغلبية مطلقة للسكان، وهناك عدد كبير منهم بلا إقامات صالحة ولا يمكنهم التطعيم؟! أم أن الحقيقة هل كل ما سلف ذكره، وتلخص في كلمتين "إدارة دولة"؟! الله يعينا عليكم.

حسن العيسى