بقي حكّام كأس أوروبا لكرة القدم بعيدين عن الأضواء إلى حدّ كبير، مع قرارات أقل جدلية من المعتاد، معتمدين الاتجاه الشعبي المتمثل في "فسح المجال أمام تدفق اللعبة".

احتُسبت أخطاء وإنذارات أقل، وأمضى اللاعبون وقتا أطول مع الكرة خلال مباريات دور المجموعات، بحسب ما أظهرت الاحصائيات الرسمية.

Ad

واتفق اللاعبون والمدربون والنقاد، على حد سواء، على أن التحكيم كان مفيدا للعبة.

وقال لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي ولاتسيو الإيطالي السابق التشيكي كاريل بوبورسكي: "أنا سعيد للغاية، هكذا نحبّ أن نشاهد كرة القدم".

وتابع لاعب الوسط الدولي السابق: "لقد تغيّرت معايير احتساب الاخطاء، لكن لا أحد يسيء استغلالها. كما أن الحكام جميعهم لديهم المقاربة عينها، بصرف النظر عن هويتهم، وهذا يساعد كرة القدم كثيرا".

ويرى رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الأوروبي (يويفا) الإيطالي روبرتو روزيتي، ان الخطة لم تكن بتقليل عدد احتساب الاخطاء من الحكام "هدفنا اتخاذ القرارات الصحيحة. نحن سعداء لرؤية أخطاء أقل في هذه الفترة".

وبلغ معدل عدد الاخطاء 22.4 في المباراة الواحدة ضمن دور المجموعات، مقابل 25.3 في كأس أوروبا 2016، في حين تراجع عدد الإنذارات من 3.6 إلى 2.7.

وارتفع وقت اللعب الفعلي من 56 دقيقة ونصف في النسخة الأخيرة إلى نحو 59 دقيقة في البطولة الحالية.

تقنية «في ايه آر»

أظهرت الاحصائيات كيف غيّرت اللعبةَ تقنية حكم الفيديو المساعد "في ايه آر"، المستخدمة في كأس أوروبا للمرة الأولى.

وارتفع عدد ركلات الجزاء في دور المجموعات إلى 14 في النسخة الحالية، مقابل 7 في 2016، في حين تدخل "في ايه آر" في 179 حالة ضمن 36 مباراة.

وقال روزيتي: "يجب أن نجد التوازن الصحيح في ما يتعلّق بتدخل في ايه آر، لأن هدفنا هو الحفاظ على كرة القدم كما هي".

وتابع "الهدف هو التدخل في حالات واضحة وأخطاء بديهية- حدّ أدنى من التدخل من أجل فائدة قصوى".

وعلى غرار أي حكم، تميل المشاعر تجاه في ايه آر بحسب المتضررين.

لكن الحكام هم من يلعب دورا رئيسا، وقد غيروا تكتيكاتهم أيضا، بحسب الحكم الإنكليزي مارك هالسي، الذي كتب لموقع "كوت أوفسايد.كوم": "كان الحكام يضحكون مع اللاعبين، لكنهم لم يواجهوا مشكلة عندما يتعلق الأمر بفرض سلطتهم"، مضيفا "ما يهم هو تحديد مستوى التسامح لديهم".