تأهل منتخب الدنمارك لنصف نهائي كأس أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى منذ عام 1992 حين توج باللقب القاري، بعد فوزه على نظيره التشيكي 2-1 أمس الأول على الملعب الأولمبي في العاصمة الأذربيجانية باكو.

سجل هدفي الدنمارك توماس ديلايني (5) وكاسبر دولبيرغ (42)، بينما سجل باتريك شيك هدف تشيكيا (49)، رافعاً رصيده في صدارة الهدافين إلى 5 أهداف متساوياً مع البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ودّع المنافسات من ثمن النهائي بخسارة بلاده أمام بلجيكا (صفر-1).

Ad

وباتت الدنمارك التي ستلتقي انكلترا، ثالث منتخب يحجز بطاقته للمربع الذهبي بعد اسبانيا وإيطاليا.

وقال الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل الساعي للسير على خطى والده بيتر المتوج باللقب القاري قبل 29 عاماً لقناة "دي آر" التلفزيونية المحلية "من الصعب إيجاد الكلمات، كانت مباراة صعبة، وكنا ندرك ذلك. هو اختبار صعب جداً أمام منتخب يملك قوة هائلة ونفس الرغبة مثلنا".

وتابع "ما يميز المنتخب الكبير: أن تعرف كيف تلعب بشكل جيد وكيف تصارع أيضاً، والذهاب إلى المعركة، وهذا ما فعلناه".

وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها المنتخبان في البطولة القارية، حيث تشير الأرقام إلى تفوق المنتخب التشيكي الفائز مرتين في دور المجموعات عام 2000 بنتيجة 2-صفر وفي ربع نهائي نسخة عام 2004 بنتيجة 3-صفر بفضل يان كولر وثنائية ميلان باروش.

دفع مدرب تشيكيا ياروسلاف شيلهافي بالتشكيلة ذاتها التي تغلبت على هولندا المنقوصة عددياً بهدفين نظيفين في ثمن النهائي، باستثناء يان بوريل الذي حلّ بدلاً من بافل كاديرابيك في الجهة اليسرى للدفاع.

ولم يشذ مدرب الدنمارك كاسبر هيولماند عن نظيره، معتمداً على التشكيلة ذاتها التي فازت على ويلز 4-صفر في ثمن النهائي.

ديلايني يفتتح التسجيل

سريعاً، افتتحت الدنمارك التسجيل من أول فرصة سنحت لها. فبعد ركنية نفذها مدافع أودينيزي الإيطالي ينس ستروغر لارسن ارتقى لها ديلايني وحولها رأسية في الشباك عجز الحارس توماش فاتسليك عن صدها (5).

وهو الهدف السادس في مسيرة لاعب بوروسيا دورتموند الألماني بقميص منتخب بلاده، والـ 24 الذي يسجل في النهائيات الحالية من ضربة رأسية، وهو رقم قياسي في تاريخ البطولة القارية.

وتألق الثنائي مجدداً، فمرر لارسن على الرواق الأيمن عرضية داخل المنطقة تابعها ديلايني مرت بجانب القائم (17).

وضاعف المنتخب الدنماركي النتيجة بعد هجمة سريعة على الجهة اليسرى، وتمريرة عرضية بالجهة الخارجية لقدم مدافع أتالانتا الإيطالي يواكيم مايلي مرت من أمام رأس مارتن برايثويت، لتجد زميله دولبيرغ المندفع من الخلف أودعها بقدمه في الشباك (42)، مسجلاً هدفه الثالث في البطولة والعاشر الدولي في مسيرته.

وهو الهدف الحادي عشر للمنتخب الدنماركي في البطولة الحالية، ليحقق أفضل سجل هجومي له في بطولة كبرى بفارق هدف عما حققه في مونديال المكسيك 1986 (10 أهداف).

وأجرى المدرب التشيكي تبديلين بين الشوطين، فأدخل ميكايل كرمينتشيك وياكوب يانكتو بدلا من لوكاش ماسوبوست وتوماش هوليش لتنشيط فريقه، ما انعكس إيجاباً مع تمريرة من فلاديمير كوفال داخل المنطقة تابعها المهاجم شيك في الشباك بالرغم من مضايقة يانيك فيسترغارد (49).

وصعد شيك إلى صدارة هدافي "يورو 2020" برصيد 5 هداف متساوياً مع رونالدو، كما حقق هدفه السادس عشر بقميص منتخب بلاده.

وعادل شيك أيضاً بهدفه الخامس رقم مواطنه باروش المتوج هدافاً

لـ "يورو 2004" بالرصيد ذاته، كما بات تاسع لاعب يسجل 5 أهداف أو أكثر في بطولة قارية واحدة، قبل ان يخرج في الدقيقة 79 ويحل ماتيي فيدرا بدلاً منه.

ووقف الحارس كاسبر شمايكل سداً منيعا امام هجمات تشيكيا وتصدى لتمريرة عرضية كاد يصل إليها برأسه لاعب وسط وست هام الإنكليزي توماس سوتشيك (74)، ليعود الدنماركي مايلي ويهدر فرصة محققة بعد مجهود فردي وتوغل في المنطقة أنهاهما بكرة صدها الحارس فاتسليك (82)، قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية.

هيولماند: إريكسن جزء من رحلتنا

أكد مدرب الدنمارك، كاسبر هيولماند، أن لاعبه كريستيان إريكسن يبقى جزءًا من فريقه، بعد أن واصل منتخب بلاده مشواره المميز في كأس أوروبا لكرة القدم ببلوغه نصف النهائي بعد فوزه 2-1 على تشيكيا أمس الأول باكو.

عانى إريكسن أزمة قلبية في المباراة الأولى للدنمارك ضد فنلندا، واحتاج الى إعادة إنعاش على ارض الملعب، قبل ان يستكمل تعافيه في المستشفى.

واستأنف لاعبو الدنمارك تلك المباراة تحت الصدمة، وخسروها بهدف نظيف قبل ان يسقطوا في المباراة الثانية 2-1 أمام بلجيكا.

إلا أن ثلاثة انتصارات لاحقًا، وضعت رجال هيولماند في ويمبلي ضد انكلترا الأربعاء، بعد ان بلغت الدنمارك البطلة المفاجأة لنسخة العام 1992 الدور نصف النهائي للمرة الرابعة.

وقال هيولماند عن إريكسن "فكرت به خلال المباراة وبعدها، بقيت أفكر انه كم من الرائع لو كان يلعب هنا".

وتابع "هو جزء كبير من هذا الفريق، وجزء كبير من رحلتنا إلى ويمبلي. لم نبنِ هذا الفريق بين ليلة وضحاها، لقد كان جزءًا من هذا الفريق منذ فترة طويلة. أتمنى لو كان هنا. أرسل كل تحياتي إليه وهو جزء من هذه النتيجة".

حظيت الدنمارك بعد الحادثة الأليمة وردة الفعل التي قام بها اللاعبون على أرض الملعب بدعم الجماهير من حول العالم.

وقال هيولماند "بالطبع أشعر به (الدعم). أعتقد أن عالم كرة القدم بأسره فهم في تلك الثانية، وبعدها بأيام الأمور المهمة في الحياة وفي كرة القدم".

شيلهافي: محبطون لكننا فخورون

أوضح مدرب المنتخب التشيكي ياروسلاف شيلهافي أن الفريق ودع البطولة بحزن كبير، عقب الهزيمة في دور الثمانية أمام الدنمارك، لكن يمكن للبلاد الشعور بالفخر بأداء الفريق في المسابقة.

وقال شيلهافي: "نحن محبطون جدا. هناك بعض الدموع... لم يكن الأمر سهلا، لكن أعتقد أننا فعلنا شيئاً يمكن أن يجعلنا نشعر بالفخر".

وتابع: "أنا فخور جدا بلاعبي فريقي، وأعتقد أن الجماهير التي شاهدتنا لديها الكثير من التقدير أيضا لمستوانا الرائع. قاتلنا حتى النهاية. كنا نريد التعادل ولم ننجح. يمكن متابعة مدى إرهاقنا".

وأضاف "شكرت اللاعبين... لقد قدموا أداء رائعا. كان يجب على الجميع بذل قصارى جهدهم، وكنا نحتاج إلى العمل كفريق، ولهذا السبب وصلنا إلى أدوار متقدمة. في الوقت الحالي نحن مفعمون بالمشاعر ونحتاج إلى بعض الراحة، ثم سيكون بوسعنا تقييم أشياء كثيرة".

ورفض شيلهافي إلقاء اللوم على التحكيم في خسارة فريقه، لكنه قال إن المباراة كانت ستسير بشكل مختلف إذا اتُّخذ القرار السليم.