أكد استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة في مستشفى جابر د. عبدالله المطيري: إن البلاد تمر بمرحلة خطيرة من عمر الوباء، مشيرا إلى أنها "فترة حرجة وحساسة، وليس لدينا أي وسائل للتغلب عليها إلا بالتطعيم والتقيد بالإجراءات الاحترازية والاشتراطات الصحية، ومن أبرزها البعد عن التجمعات، والحذر وعدم التهاون في تطبيق الاشتراطات وارتداء الكمام، وتجنب التواجد في الأماكن المزدحمة والمكتظة".

وقال المطيري في تصريح لـ "الجريدة": "ما زلنا في الموجة الثالثة من الوباء، والتي تعد الأصعب والأشد، من حيث ارتفاع وسرعة الإصابات والانتشار، ودخول العناية المركزة أو حتى ارتفاع أعداد الوفيات".

Ad

وأضاف أن أغلب حالات الموجودة بالعناية المركزة خلال الفترة الحالية من الشباب وصغار السن والنساء الحوامل من غير المطعمين، ومن يعانون أمراضا مناعية مزمنة، مشيرا إلى أن المرض خلال الفترة الأخيرة يتسم بسرعة الانتشار والشدة.

وذكر أن الموجات لم تكن واضحة من البداية، فالموجة الأولى كانت في مايو ويونيو 2020، أما الثانية فكانت في أواخر يناير وأوائل فبراير الماضي وانحسرت بعد عيد الفطر المبارك، "أما الآن فنمر بالموجة الثالثة التي تعتبر الأسرع انتشارا والأشد وطأة".

وذكر أن دخول المرضى إلى أقسام العناية المركزة سجل أرقاما قياسية غير مسبوقة، لافتاً إلى أن مستشفى جابر الأحمد كان به جناحان فقط لـ "كوفيد 19"، والآن وصلا إلى 7 أجنحة، كما أن جميع المستشفيات العامة ومستشفى جابر والميداني بمشرف مزدحمة بمرضى "كورونا".

الحظر الشخصي

ودعا إلى تطبيق الحظر بشكل شخصي، للخروج من الأزمة الحالية، والابتعاد عن الحفلات والأعراس والديوانيات، والبعد عن الاختلاط والتجمعات.

وطالب المطيري غير المطعمين بضرورة الإسراع في تلقي اللقاح، لحماية أنفسهم وغيرهم والمجتمع بشكل عام، مشيرا إلى أن التطعيم هو الطريقة المثلى للخروج من الأزمة.

وأوضح أنه كلما زادت أعداد المرضى تحور الفيروس، لافتا إلى "أننا كنا نحتاج إلى تطعيم من 50 إلى %60 من المجتمع خلال المرحلة الأولى من المرض للوصول إلى المناعة المجتمعية، ولكننا، مع وجود المتحور دلتا، ربما نحتاج إلى تطعيم 70 إلى %85 من المجتمع للوصول إلى هذه المناعة، لأن هذا المتحور سريع الانتشار وأشد وطأة من الفيروس الأصلي".

وعن المقارنة بين مرضى العناية المركزة في الفترة السابقة والحالية، أوضح المطيري أن معظم مرضاها حاليا من الشباب وصغار السن، وربما يعود ذلك إلى أن أغلب كبار السن تلقوا جرعتي التطعيم خلال الأشهر السابقة، فحماهم اللقاح من الدخول إلى العناية، بينما في الفترة الأولى من الجائحة كان أغلب مرضاها من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

عادل سامي