هل تتخلى قيادة «طالبان» عن قواعدها في باكستان؟
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
من الواضح أن باكستان ليست مسرورة من تصرفات "طالبان"، وفي هذا السياق كتب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مقالة جديدة في صحيفة "واشنطن بوست" جاء فيها: "نحن نعارض أي استيلاء عسكري على أفغانستان لأنه سيُمهد إلى اندلاع حرب أهلية تمتد على عقود بما أن "طالبان" تعجز عن السيطرة على البلد كله لكن يُفترض أن تشارك في أي حكومة كي تحقق النجاح".لكن لن تتخلى "طالبان" عن قواعدها في باكستان، رغم خلافاتها مع إسلام أباد، لمجرد أن تثبت نطاق سلطتها، بل ستتابع الحركة التركيز على مصالح باكستان الأمنية وتتخذ الخطوات اللازمة ضمناً للحفاظ على علاقة ثنائية سليمة.سبق أن حذرت "طالبان" الدول المجاورة لأفغانستان من عرض أي قواعد عسكرية على الولايات المتحدة، وفي المقابل، أعلنت باكستان التي استهدفها ذلك التحذير على ما يبدو أنها لن تتخذ خطوة مماثلة وشددت على احتمال أن يستهدف الإرهابيون البلد إذا وافقت إسلام أباد على استضافة أي قواعد أميركية.في الأسبوع الماضي، قال وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد أحمد إن باكستان اتخذت قراراً محورياً بعدم منح الولايات المتحدة أي قواعد فيها، وتتوقع إسلام أباد الآن من حركة "طالبان" الأفغانية أن تكبح نشاطات "تحريك طالبان باكستان" وجماعات أخرى. مقابل امتناع إسلام أباد عن استضافة أي قوات عسكرية أميركية على الأراضي الباكستانية، تتوقع باكستان إذاً من حركة "طالبان" الأفغانية أن تتصدى لجماعة "تحريك طالبان باكستان"، وتحرص باكستان على تذكير "طالبان" بأنها ستتابع دعمها شرط أن تحمي المصالح الباكستانية على طول "خط ديورند". تفيد التقارير بحصول اشتباكات بين "تحريك طالبان باكستان" وحركة "طالبان" الأفغانية التي طالبت تلك الجماعة بالتسجيل رسمياً والالتزام بالقواعد التنظيمية للحركة.يبدو أن "طالبان" الأفغانية تريد أن تبلغ باكستان بأنها مستعدة لمراجعة سياستها تجاه "تحريك طالبان باكستان" إذا اتخذت إسلام أباد خطوات تُرضيها، وفي الوقت نفسه، توحي "طالبان" بأنها مستعدة لدعم "تحريك طالبان باكستان" إذا لاحظت أن باكستان بدأت تُضعِف مصالح "طالبان". في مطلق الأحوال، تدرك باكستان و"طالبان" معاً أن الضغوط التي تتبادلانها لها حدود معينة، لكن الارتباط الذي يجمع الطرفين يوماً لن يتلاشى لأنهما يدركان أن كل طرف منهما يخدم مصلحة الطرف الآخر.* عمير جمال