في موازاة نسبة النجاح المرتفعة لطلبة الشهادة الثانوية، والتي تجاوزت 91%، أجمع عدد من التربويين والأكاديميين على اعتبار هذه النتائج «صادمة»، ولا تنسجم مع المؤهلات الفعلية للطلبة، محذرين من أن ظاهرة «التفوق الوهمي»، للعام الثاني على التوالي، ستترك تداعياتها الخطيرة على القطاع التعليمي برمته.

وفي حين قفزت نسبة النجاح من 67.4% عام 2018 إلى نحو 98% العام الماضي و91% في 2021، اعتبر وزير التربية الأسبق د. بدر العيسى، أن الكليات العلمية ستكون أكثر المتضررين من مخرجات التعليم عن بُعد، ومن المتوقع زيادة نسبة التعثر الدراسي في الجامعة، موضحاً أن «خريجي الثانوية مستواهم متدن، وسيواجهون صعوبة، خصوصاً في البعثات والكليات الإنكليزية».

Ad

بدوره، قال المدير العام الأسبق للمركز الوطني لتطوير التعليم د. رضا الخياط، إن نسب النجاح المرتفعة ظاهرة تثير تساؤلات منطقية، داعياً إلى إجراء دراسة يقوم بها متخصصون لبحث هذه النتائج، وتحديد مدى واقعيتها من عدمها، ومكامن الخلل فيها، ومعالجتها بطرق علمية.

ومن جهته، أكد الوكيل المساعد السابق بوزارة التربية د. خالد الرشيد، أن هذه النتائج «صادمة» رغم كل المحاولات لإظهار عكس ذلك، مشدداً على أن القرار التربوي يجب ألا يخضع للمساومات.

واعتبر الرشيد أن التركيز على آلية التقييم دون النظر إلى تطوير آليات وطرق التدريس وتطويرها لتتلاءم مع مستجدات الواقع التربوي والتعليمي العالمي، يعد من أسباب الأزمة السنوية المتعلقة بنتيجة الثانوية العامة.

أما العميد الأسبق لكلية العلوم الصحية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب

د. فيصل الشريفي، فأكد أن «زيادة أعداد خريجي الثانوية ستؤثر على كفاءة التعليم بجامعة الكويت والتطبيقي ومختلف القطاعات التعليمية، ما لم يكن هناك طاقة استيعابية تستوعبهم بشكل كامل».

وذكر الشريفي أن معاناة التعليم لم تكن وليدة جائحة «كورونا»، لافتاً إلى أنه «تم رصد تأخر جودة التعليم العام منذ سنوات، ولكن تدشين تجربة التعليم عن بُعد خلال فترة الجائحة أضاف بعداً آخر لمشاكل مخرجات التعليم العام، وهذا لا يعني أن هذه التجربة غير مفيدة، لأنها تساهم في إثراء مهارات الطالب المعرفية، والبحث العلمي، والتوسع في استقاء المعلومات».

فهد الرمضان وأحمد الشمري وحمد العبدلي