يثير احتمال حدوث موجة جديدة لفيروس "كورونا" المستجد مخاوف مع انتشار "سلالة دلتا"، النسخة المتحوّرة من الفيروس، الذي أودى بحياة نحو 4 ملايين شخص في العالم منذ ظهوره في نهاية ديسمبر الماضي، بينما سجل الوباء تسارعاً خلال الأسبوع الجاري، في مختلف مناطق العالم باستثناء أميركا اللاتينية.

وضربت "دلتا" بقوة روسيا، التي سجّلت لليوم السادس على التوالي رقماً قياسياً جديداً، أمس، في عدد الوفيات.

Ad

وفي أماكن أخرى في أوروبا، قررت البرتغال، التي تواجه أيضاً "دلتا" الذي ظهر للمرة الأولى في الهند، إعادة فرض حظر تجول ليلي في 45 منطقة بينها العاصمة لشبونة، ويخضع نحو نصف سكان البرتغال البالغ عددهم 10 ملايين نسمة لهذا الحظر.

وفي لندن، قال وزير الإسكان روبرت جينريك، أمس، إن اتباع القيود الوقائية، سيصبح "مسألة اختيارية" إلى حد كبير، عندما ستقوم بريطانيا بتخفيف الإجراءات، بما في ذلك ارتداء الكمامات.

وأدلى الوزير بهذا التصريح، فيما ذكرت تقارير، أن رئيس الوزراء بوريس جونسون، يستعد لرفع ما تبقى من الإجراءات الوقائية المفروضة لأجل كبح تفشي "كورونا".

وبعد التحذير الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية، أمس الأول، عن خطورة "دلتا"، وانتشاره على مدى واسع في نحو 98 دولة حول العالم، مشيرة إلى أن اللقاحات لن تحمي منها، كشفت دراسة جديدة بأنه ومع انتشار "دلتا" في بريطانيا، فإن ما يقرب من نصف عدد الوفيات الأخيرة في البلاد هي لأشخاص تم تطعيمهم.

لكن الأطباء والعلماء، لم يدقوا ناقوس الخطر، بشأن النسبة المرتفعة للوفيات بين السكان الذين تم تلقيحهم.

وجاءت هذه الدراسة التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في وقت تعتبر المملكة المتحدة ساحة اختبار لكيفية تأقلم اللقاحات مع الناس، بينما تتسابق السلالة الجديدة لتسجيل أكبر كم من الإصابات في جميع أنحاء البلاد مع 146 ألف حالة تم تحديدها في الأسبوع الماضي، بزيادة 72 في المئة عن الأسبوع السابق.

من ناحيته، قال الأستاذ في قسم الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة "فاندربيلت" الأميركية، الدكتور ويليام شافنر، لشبكة CNN الاخبارية، إن "الأشخاص غير الملقّحين هم مصانع محتملة للمتحورات"، مضيفاً أنه "كلما زاد عدد الأشخاص غير الملقحين، كلما زادت فرص تكاثر الفيروس"، مشيراً إلى أنه "عندما يحدث ذلك، فإن الفيروس يتغير، ويمكن أن يتسبب الأمر في حدوث طفرة أكثر خطورة في المستقبل".

ويعود السبب بذلك إلى أن المصدر الوحيد لمتغيرات "كورونا" هو جسم شخص مصاب.

وبينما أظهر استطلاع حديث أن أغلب الألمان يتوقعون زيادة عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد في الخريف القادم وفرض قيود حكومية من جديد، أعلن بودو راملوف رئيس حكومة ولاية تورينغن الألمانية، أنه يعول على أنظمة الإنذار المبكر التي تنذر في الوقت المناسب بتزايد انتشار الفيروس في إطار الاستعداد لمواجهة موجة رابعة لكورونا في الخريف.

وأعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني، أمس، ارتفاع معدل الإصابة الأسبوعي للمرة الأولى منذ أسابيع.

أما في آسيا، فدخلت قيود صارمة حيز التنفيذ في إندونيسيا التي تشهد موجة غير مسبوقة من الإصابات. وفرضت البلاد إغلاقاً جزئياً في العاصمة جاكرتا وجزيرة جاوة وبالي.

ونزل آلاف الجنود وعناصر الشرطة إلى الشوارع لتطبيق الإجراءات الجديدة التي ستستمر حتى 20 يوليو الجاري.

وبينما يبدو النظام الصحي المنهك في البلاد على وشك الوصول إلى وضع يفوق طاقته، نصبت خيام في مواقف السيارات لرعاية المرضى وتمتلئ ممرات المستشفيات بمرضى على نقالات.

وفي فيجي، حذرت السلطات من ارتفاع عدد الوفيات إذ تهدد "دلتا" بالقضاء على النظام الصحي للأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ.

وأعلنت السلطات الطاجيكية فرض التطعيم الإلزامي لجميع الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً بشكل عاجل.

ويتم تقديم التطعيمات باستخدام لقاح "أسترازينيكا" المصنوع في الهند، إضافة إلى اللقاح الصيني "كورونافاك".

والوضع مقلق جداً في إفريقيا، حيث حذرت منظمة الصحة من أن "كل الأرقام القياسية التي سجلت في ذروات الوباء السابقة تم تجاوزها".

وفي وقت وافقت وزارة الصحة الإماراتية على الاستخدام الطارئ للقاح "موديرنا" ليصبح اللقاح الخامس المعتمد فيها، أعلنت شركة "طيران الإمارات" أنها قامت بتشغيل رحلات إضافية للسعودية، أمس، لإعادة المواطنين والمقيمين الراغبين في العودة، بعد يوم من قرار السلطات السعودية، منع سفر مواطنيها إلى كل من الإمارات وإثيوبيا وفيتنام، من دون الحصول على إذن مسبق من الجهات المعنية، "وسط استمرار تفشي كورونا"، كما قررت تعليق القدوم منها.