في مؤشر على خطورة السيناريوهات المقبلة بأفغانستان، عندما تنسحب جميع القوات الأميركية منها بحلول 11 سبتمبر المقبل، خفّضت دول عدة وجودها الدبلوماسي في مدن بشمال البلاد، حيث يتدهور الوضع الأمني بسرعة.

وقال مسؤول حكومي أفغاني، إن إيران وباكستان وتركيا وأوزباكستان أغلقت قنصلياتها في مدينة مزار شريف الشمالية. ولم تصدر أي إعلانات عن هذه الدول، باستثناء إيران، حيث أفادت وسائل إعلام رسمية بتقليص عدد الموظفين في القنصليتين الإيرانيتين بولايتي بلخ ومزار شريف.

Ad

وطرح الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وقيام حركة «طالبان» بشن ما يبدو أنه حرب شاملة للسيطرة على البلاد، وإعادة حكمها المتشدد، مخاوفَ دولية على أمن الدبلوماسيين والسفارات الأجنبية في كابول، وغيرها من المدن، التي لاتزال، حتى الآن، بمنأى عن المعارك، نسبياً.

وكشفت تقارير أن واشنطن أعدت بالفعل خططاً لإجلاء جميع دبلوماسييها، ومعهم بضعة آلاف من الموظفين الأفغان، في حال الطوارئ، لاستبعاد مشاهد مؤلمة للفرار الفوضوي للدبلوماسيين الأميركيين من فيتنام قبل نحو نصف قرن.

وقال مسؤولون أميركيون، لوسائل إعلام، إن «قوة من ألف جندي ستبقى في كابول لحماية بعثتنا الدبلوماسية».

وتبحث واشنطن مع أنقرة إمكانية بقاء قوة تركية لإدارة وحماية مطار كابول الدولي، وتشير معلومات إلى أن الاقتراح يتضمن توسيع مهام القوة التركية لتأمين حي السفارات هناك، عبر إنشاء ما يشبه المدينة الخضراء في بغداد.

وأمس، سيطرت «طالبان» على إقليم بانجوي، الذي يتحدر منه زعيمها هبة الله أخوند زاده، لتسقط بيدها خامس منطقة في ولاية قندهار، التي تعد مهد الحركة ومعقلها السابق.

وتأتي السيطرة على هذا الإقليم الاستراتيجي، بعدما حاصر مقاتلو الحركة، أخيراً، قندوز كبرى مدن شمال شرقي أفغانستان، وبعد يومين من انسحاب القوات الأميركية من قاعدة باغرام الجوية، التي تبعد نحو 60 كلم شمال كابول.

ولاتزال الحكومة الأفغانية في كابول تشكك في سيل الإعلانات المتكررة عن انتصارات على الأرض لـ«طالبان»، مؤكدة أن الحركة المتشددة لم تتمكن حتى الآن من السيطرة على أية ولاية بشكل كامل من الولايات الـ34.

وقال وزير الداخلية، عبدالستار ميرزاكوال، إن سلاح الجو الأفغاني مستعد لهزيمة «طالبان»، مشدداً على أن «المدن خط أحمر بالنسبة إلينا»، وأن «قوات الأمن ستدافع بشراسة عن المراكز الحضرية في البلاد».