لو كان الشور شور العقلاء المهمومين بوضع الدولة التجاري والمالي والترويحي، لفتحوا أبواب الديرة على مصاريعها، المولات لا تغلق أبداً، ليس المولات فقط، بل كل المطاعم والمقاهي، حتى البقالات تترك مفتوحة ترحب بالناس 24 ساعة، عل وعسى ملاك المحلات وأصحاب المشروعات الصغيرة الذين نسيتموهم يعوضون بعضاً من الأضرار المدمرة التي أصابتهم بقرارات الإغلاق الجزئي والكلي بسبب "كورونا".

انتهينا يا دكتور باسل من وضع الذين تم تطعيمهم، وفي الأغلب أنه لن يصيبهم المرض أو قد يصيبهم من دون آثار خطيرة، كالذين تمتلئ بهم المستشفيات وغرف العناية والمركزة، لماذا إغلاق الديرة في الساعة الثامنة مساء لمن تطعم؟ لماذا هذا الوقت تحديداً؟ هل هو فيروس أم سندريلا التي عليها أن تغادر المكان قبل الساعة 12 مساء؟ هل هذا ما ينقصنا يا دكتور باسل؟ كفاية على الأطباء المساكين أنك حولت أمكنة استراحاتهم في المستشفيات إلى مصليات... وهم أشد الناس حاجة هذه الأيام إلى فترات استراحة من وطأة العمل الجسدي والعقلي، والمساجد موجودة وكثيرة وقريبة لمن في قلبه صلاة بكل شبر بالديرة... لماذا هذه المزايدة السياسية الكهنوتية؟! نعرف أنك يا دكتور وزير صحة ولست وزيراً للأوقاف.

Ad

يا دكتور باسل ويا حضرات وأصحاب المعالي والمقام السامي من شيوخ ووزراء، هل تدرون عن وضع الحياة الاجتماعية اليوم؟ البلد أساساً وقبل "كورونا" كانت الديرة "خروع ما ينجرع"، فماذا عن هذا اليوم الكئيب؟!

لو كان هناك بعض من العقل والقليل من التصور للمستقبل المظلم عند "البخصاء" وأدعياء التقوى، لدفعنا بهذا الوطن إلى الماضي الجميل، لأيام الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وقبرنا هذا الحاضر المغم، لا مستقبل للبلد من غير أن يصبح مركزاً للخدمات المالية والتجارية وميناء مفتوحاً للمنطقة يقدم كل الخدمات، مستغلاً موقعه الجغرافي المطل على إيران والملاصق للعراق، كان هذا حلم الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد، لكن يا خسارة، تناسيتم الغد، تخشون مواجهة الحقيقة والواقع، أو ربما أنتم لا تستوعبونها... افتحوا الديرة يا ناس... دعونا نتنفس... الحالة لا تطاق.

حسن العيسى