كشف نائب رئيس أول «طيران الإمارات» للعمليات التجارية في منطقة الخليج والشرق الأوسط وآسيا الوسطى عادل الغيث، عن طلبيات جديدة لشراء 200 طائرة ستتسلمها الشركة في السنوات القليلة المقبلة لتوسيع وتحديث الأسطول، الذي يتكون من 259 طائرة حديثة من طرازي إيرباص A380 وبوينغ 777، مؤكداً التزام الشركة باستراتيجيتها لتشغيل أسطول حديث وذي كفاءة عالية، لأن الطائرات الحديثة أفضل للبيئة والعمليات، وكذلك للعملاء.

وقال الغيث في لقاء مع «الجريدة»، إن قطاع السياحة والسفر أكثر القطاعات الاقتصادية تأثراً بـ «كوفيد 19»، إذ زادت خسائر صناعة الطيران جراء الجائحة على 135 مليار دولار في عام 2020، متوقعاً أن تزيد الخسائر خلال العام الحالي على 25 ملياراً، لكن هناك تفاؤلاً باستقرار الطلب على السفر، مع استعداد العالم للتكيف مع الموجات التالية من الوباء.

Ad

وأضاف أن «الإمارات للشحن الجوي»، وهي ذراع طيران الإمارات لعمليات الشحن، أدت دوراً مهماً في توزيع لقاحات «كوفيد 19» عبر العالم، اذ استطاعت منذ أكتوبر 2020، نقل وتسليم نحو 5 في المئة من إجمالي اللقاحات بسرعة وأمان في مختلف أنحاء العالم.

واعتبر أن المنافسة في سوق السفر صحية، ونتائجها الإيجابية تنعكس على شركات الطيران، مشيراً إلى أن «طيران الإمارات» سباقة في العديد من المنتجات والخدمات التي تقدمها، «فنحن لا نلبي متطلبات عملائنا فقط، بل نستبقها ونقدم الجديد والمبتكر دائماً».

وأكد أن الشركة أول شريك رسمي لمعرض إكسبو 2020 دبي، مشيراً إلى أن هذا الحدث سيسهم في رسم ملامح مستقبل الابتكار والتقدم وتعزيز دور ومكانة دولة الإمارات.

ولفت الغيث إلى أن أذرع «طيران الإمارات» تمتد إلى مختلف بقاع العالم، إذ زاد عدد الوجهات التي كانت تخدمها قبل الجائحة على 150 وجهة في القارات الست، مبيناً أنها تعمل على استعادة شبكة خطوطها كاملة في أقرب وقت ممكن، إضافة إلى حرصها على جعل الطيران آمناً إلى أبعد الحدود عبر مراجعة وإعادة تصميم كل خطوة في رحلة العميل، بدءاً من إجراءات السفر وحتى الوصول إلى الوجهة النهائية، وإليكم تفاصيل اللقاء:

• ما مدى تأثير جائحة "كورونا" على سوق السفر وشركات الطيران؟ والى أي حد تأثرت طيران الإمارات بهذه الجائحة؟

- أصاب "كوفيد 19" معظم القطاعات الاقتصادية بصورة غير مسبوقة من حيث الحجم والشمولية، وكان قطاع السياحة والسفر الأكثر تأثراً، ما وضع الناقلات الجوية العالم في أحوال صعبة، وطيران الإمارات لم تكن استثناءً من ذلك، حيث تكبدنا- ولأول مرة- خسائر كبيرة في السنة المالية المنصرمة 2020/ 2021.

وحسب تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)، فإن خسائر صناعة الطيران جراء الجائحة زادت على 135 مليار دولار في عام 2020. كما ستزيد الخسائر خلال العام الحالي على 25 مليار دولار.

وعلى الرغم من قيام العديد من دول العالم بإعادة فتح حدودها تدريجياً، فإن حالة من عدم اليقين لا تزال سائدة مع استمرار رفع القيود على السفر وإعادة فرضها.

ومع استعداد العالم للتكيف مع الموجات التالية من الوباء بصورة أفضل، فإننا متفائلون بأن هذا سيعيد بعض الاستقرار للطلب على السفر، ويعزز مرحلة التعافي التي تكتسب زخماً جديداً يوماً بعد آخر.

توقف حركة السفر

• هل هناك متغيرات فرضتها جائحة "كورونا" في شأن اجراءات السفر، وستصبح جزءاً من التزامات شركات الطيران مستقبلاً؟

- توقفت حركة السفر تماماً عبر العالم مع بدء انتشار الجائحة في مارس 2020. وكانت طيران الإمارات في طليعة الناقلات العالمية، التي استأنفت خدمة عملائها وإعادة تشغيل رحلات إلى بعض وجهاتها الرئيسية بأعداد محدودة من الرحلات، مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية، والالتزام التام بالبروتوكولات التي حددتها دول العالم على اختلافها.

فقد بادرنا باتخاذ إجراءات وترتيبات لكي نطمئن عملاءنا ونعزز ثقتهم بالسفر الجوي في جميع مراحل الرحلة، بدءاً من الحجوزات وتجربة المطار وعلى متن الطائرات حتى الوصول إلى وجهاتهم.

• ما توقعاتكم للمدة التي يحتاجها سوق السفر للتعافي من تأثيرات جائحة كورونا، وسط التغيرات التي فرضتها هذه الجائحة على طبيعة الأعمال والحياة الاجتماعية؟

- أدرك العالم أن الجائحة باقية، وليست هناك فترة زمنية محددة لانتهائها. وتبيّن كذلك أن التعافي سيكون تدريجياً وغير منتظم بين مد وجزر، إذ تخفف بعض الدول قيود السفر، ثم يعاد فرضها لاحقاً. لكننا جميعاً تعلّمنا كيف نتعامل مع هذه الأوضاع، سواء على مستوى الدول، أم الشركات والصناعات، أو حتى في حياتنا كأفراد وجماعات.

طيران آمن

• حدّثنا عمّا تقدمه طيران الإمارات من خدمات مختلفة لتحسين وتسهيل السفر على رحلاتها، بدءاً من إنهاء إجراءات السفر إلى بقية التفاصيل من تغطيات تأمينية ومرونة بالحجز وغيرها من خدمات متنوعة؟

- تعمل طيران الإمارات باستمرار على مراجعة وإعادة تصميم كل خطوة في رحلة العميل، بدءاً من إجراءات السفر حتى الوصول إلى الوجهة النهائية. وتساهم إجراءاتنا، المتوافقة مع البروتوكولات المحلية والعالمية، في الحد من مخاطر واحتمالات الإصابة بالمرض، كما تهدف إلى جعل الطيران آمناً إلى أبعد الحدود.

ويقوم موظفونا في مطار دبي الدولي بتوزيع أطقم نظافة مجاناً على جميع الركاب عند عمل إجراءات السفر، تحتوي على أقنعة وقفازات ومعقم لليدين ومناديل مضادة للبكتيريا. وقمنا بتركيب حواجز واقية على كاونترات إجراءات السفر والجوازات لتوفير مزيد من الطمأنينة والسلامة للعملاء والموظفين.

ولضمان سلامة المسافرين والسياح والمجتمعات، فإن إبراز شهادة فحص "كوفيد 19" PCR إلزامي لجميع الركاب قبل ركوب الطائرة، بغض النظر عن البلد الذي يأتون منه.

وانتهجنا سياسة مرنة لتغيير الحجوزات ومد صلاحية التذاكر وإعادة أثمانها عند إلغاء السفر. ووفرنا لركابنا تأميناً مجانياً ضد مختلف مخاطر السفر، بما في ذلك الإصابة بـ"كوفيد 19".

منافسة قوية

• ماذا عن المنافسة في سوق الطيران، وأين تجد طيران الإمارات موقعها في هذه المنافسة لكسب حصة كبيرة في السوق؟

- نشأت طيران الإمارات واشتد عودها وسط منافسة قوية في مقرها الرئيسي، إذ تعتمد دبي ودولة الإمارات سياسة الأجواء المفتوحة. ونحن نرى أن المنافسة صحية، وأن نتائجها الإيجابية تنعكس عامةً على شركات الطيران، التي تعمل باستمرار على تطوير منتجاتها وخدماتها.

وهناك العديد من المنتجات والخدمات التي كانت طيران الإمارات سباقة إليها، وتبعتها ناقلات أخرى. فنحن لا نلبي متطلبات عملائنا فقط، بل نستبقها ونقدم الجديد والمبتكر دائماً.

• هناك الكثير من الأنشطة والفعاليات التي تقام في دولة الامارات العربية المتحدة، ما دور طيران الإمارات في دعم هذه الفعاليات سواء كانت رياضية أو اقتصادية غيرها؟

- إضافة إلى توفر البنية الأساسية المناسبة والتسهيلات اللازمة لإقامة الفعاليات الرياضية والاقتصادية، وهو ما تقدمه دبي، فإن سهولة الوصول تؤدي دوراً رئيسياً في الإقبال على الفعاليات التي تستضيفها الإمارة.

وتمتد أذرع طيران الإمارات إلى مختلف بقاع العالم، إذ زاد عدد الوجهات التي كانت تخدمها قبل الجائحة على 150 وجهة في القارات الست.

وتحتل رعاية الأحداث الرياضية أهمية بالغة ضمن الاستراتيجية التسويقية لطيران الإمارات، وتمثل أحد أفضل الأساليب للتواصل مع عملائها، ومشاركتهم اهتماماتهم ودعمها، بالإضافة إلى بناء علاقات متينة معهم. وتساهم طيران الإمارات، من خلال ارتباطها مع الكثير من البطولات الرياضية الراقية والأندية الكبرى، في ترويج دبي على المستوى العالمي كوجهة عالمية رئيسية للأعمال والتجارة والسياحة، في مختلف الوجهات التي تخدمها.

إكسبو دبي... حدث عالمي

• يعدّ معرض إكسبو 2020 دبي، المقررة إقامته في الفترة من 1 أكتوبر المقبل إلى 31 مارس 2022، حدثاً دولياً مهماً. فكيف استعدت طيران الإمارات لتوفير فرص النجاح لهذا الحدث؟

- إكسبو 2020 دبي حدث عالمي ضخم سيشكّل حلقة وصل بين مختلف شعوب العالم لتعزيز التعاون ومشاركة الأفكار وإطلاق العنان لروح الإبداع والابتكار. وقد أصبحت "طيران الإمارات" أول شريك رسمي لهذا الحدث، الذي سيسهم في رسم ملامح مستقبل الابتكار والتقدم وتعزيز دور دولة الإمارات ومكانتها المهمة كنقطة التقاء لأفضل الأفكار وألمع العقول.

كما أن "طيران الإمارات" كانت في طليعة الداعمين لحملة دبي في مرحلة المنافسة على استضافة إكسبو، ونحن نواصل لعب دورنا المحوري والفاعل في مسيرة الاستعداد والتحضير له، والمساهمة في بناء إرث مستدام تستفيد منه دولة الإمارات والمنطقة لأجيال عديدة مقبلة.

• ما هي وجهات السفر التي تنطلق اليها "طيران الإمارات" حاليا، وهل هناك وجهات جديدة تعتزمون ادراجها ضمن خططكم المستقبلية؟

- يزيد عدد الوجهات التي تخدمها "طيران الإمارات" حالياً على 100 مدينة، والعدد في ازدياد منذ استأنفنا تشغيل رحلات الركاب في 21 مايو 2020. ونحن نعمل على استعادة كامل شبكة خطوطنا في أسرع وقت ممكن.

ومع دخول فصل الصيف وموسم العطلات، وتقدّم عمليات التطعيم ضد "كوفيد - 19"، بدأ العديد من دول العالم تخفيف قيود الدخول للاستفادة من حركة السياحة المتوقعة. وتوفّر "طيران الإمارات" لعملائها حالياً إمكانية السفر إلى أكثر من 30 وجهة في 20 دولة من دون الحاجة إلى حجر صحي، ونتوقع الإعلان عن مزيد من الدول والوجهات التي ستفتح حدودها في الأشهر القليلة المقبلة.

طائرات حديثة

• ما الذي يميّز "طيران الإمارات" من ناحية أسطول الطائرات والخدمات المقدمة للركاب المسافرين، وهل من ضمن الخطط تحديث الطائرات ونوعية الخدمات؟

- يتكون أسطول طيران الإمارات من 259 طائرة حديثة من طرازي إيرباص A380 وبوينغ 777، ويبلغ معدل عمر طائرات الأسطول 7.3 سنوات. وتعمل حالياً جميع طائراتنا البوينغ 777، وعددها 151 طائرة، وأكثر من 20 طائرة A380.

و"طيران الإمارات" ملتزمةً باستراتيجيتها لتشغيل أسطول حديث وذي كفاءة عالية، مما يؤكد وعد علامتها التجارية "تميّزٌ دائم Fly Better" لأن الطائرات الحديثة هي الأفضل للبيئة وللعمليات، وكذلك للعملاء. ولدينا طلبيات لشراء 200 طائرة جديدة سنتسلمها في السنوات القليلة المقبلة لتوسيع الأسطول وتحديثه.

أما بالنسبة لمنتجات وخدمات "طيران الإمارات"، فهي تعد من بين الأفضل والأجود عالمياً. وقد حصلنا على مئات الجوائز العالمية بهذا الخصوص. وعلى الرغم من ذلك، فإننا لا نتوقف عن البحث والتطوير لنقدم لعملائنا أحسن الخدمات، ولنواصل إرساء معايير جديدة للصناعة العالمية.

• تعد السياحة أحد مصادر الدخل المهمة للكثير من دول العالم، ولا شك في أن خطوط الطيران إحدى الأدوات الرئيسة في دعم هذا المصدر. ما دور "طيران الإمارات" في هذا الجانب، وهل هناك مبادرات تسويقية لدعم صناعة السياحة؟

- تؤدي "طيران الإمارات" دوراً مؤثراً في حركة السياحة، ليس في دولة الإمارات وحسب، بل على صعيد شبكة خطوطها العالمية، حيث تنقل السياح من مختلف الأسواق الرئيسة إلى الوجهات السياحية الشهيرة عبر دبي. كما تروّج مختلف الوجهات السياحية في الأسواق المصدرة للسياحة. وتشهد حركة التجارة والسياحة طفرة جليّة في أي وجهة تطلق "طيران الإمارات" خدمة جديدة إليها.

علاقات قوية مع الكويت

• كيف تقيّمون علاقة "طيران الإمارات" مع دولة الكويت والطيران المدني الكويتي، وما مدى إقبال المواطنين الكويتيين على استخدام "طيران الإمارات" في رحلاتهم وأسفارهم؟

- ترتبط "طيران الإمارات" بعلاقات قوية مع عملائها في الكويت، فقد بدأنا خدمة الكويت منذ أكثر من 30 عاماً، وكانت المحطة الثانية لنا في دول مجلس التعاون الخليجي بعد جدة. واستمر التزامنا القوي تجاه الكويت، حيث أصبحت الوجهة الأولى لنا في المنطقة من حيث عدد الرحلات اليومية، التي وصلت قبل انتشار الجائحة إلى 6 رحلات يومياً، بما فيها رحلة يومية واحدة بطائراتنا البوينغ 777 ذات التصميم الداخلي الجديد Game Changer.

وفي إطار جهودنا المتواصلة لاستئناف خدماتنا، كانت الكويت أيضاً من أوائل الوجهات التي أعدنا خدمتها بمعدل رحلة واحدة يومياً. ونحن نتطلع، مع زيادة الطلب وتخفيف القيود على السفر، بفضل تقدّم عمليات التطعيم، إلى تشغيل مزيد من الرحلات على هذا الخط الحيوي لخدمة عملائنا.

رحلات شحن بطائرات الركاب

• كيف كان أداء الشحن في عمليات "طيران الإمارات" في سنة الجائحة؟

- يضم أسطول طيران الإمارات 11 طائرة شحن من طراز بوينغ 777F. وقد أدركنا منذ انتشار الجائحة على نطاق واسع، ومع تسارع تعليق الرحلات وفرض القيود على سفر الركاب في أوائل مارس 2020، أن سعة الشحن المتاحة في السوق لن تكفي لنقل الإمدادات الأساسية، فوضعنا خطة للاستفادة من طائرات الركاب ذات الجسم العريض لنقل البضائع فقط. وبدأنا برحلة إلى الكويت في 16 مارس 2020.

ومع تعليق عمليات الركاب المنتظمة تماماً في الأسابيع التالية، بدأنا في تشغيل رحلات شحن بطائرات الركاب، إلى أن وصل ما نستخدمه منها إلى نحو 90 طائرة. وحوّلنا لاحقاً 17 طائرة ركاب إلى "طائرات شحن صغيرة" بإزالة مقاعد الدرجة السياحية. ونقلنا شحنات إلى أكثر من 125 وجهة عبر القارات الست ضمّت معدات الوقاية الشخصية وأجهزة التنفس والأدوية والإمدادات الغذائية. وقد ساعدنا كذلك في الحفاظ على الأمن الغذائي في عدد من الأسواق المعتمدة على الاستيراد. كما ساعدنا على استمرار تدفّق الدخل للمجتمعات التي تعتمد على الصادرات الزراعية.

توزيع اللقاحات عالمياً

• ما دور دبي و"طيران الإمارات" في توزيع اللقاحات عالمياً؟

- تؤدي "الإمارات للشحن الجوي"، ذراع "طيران الإمارات" لعمليات الشحن، دوراً مهماً في توزيع لقاحات "كوفيد - 19" عبر العالم، وتمتلك في مركزها الرئيس في دبي مرفقاً مخصصاً حائزاً اعتماد الاتحاد الأوروبي لممارسات التوزيع الجيد GDP، ويستخدم لتخزين ونقل لقاحات "كوفيد - 19" من مواقع التصنيع إلى شبكة من الوجهات تتوزع على القارات الست. وبفضل طائراتها الحديثة ذات الجسم العريض والمعدات المبتكرة، مثل الحاويات المبرّدة والخاصة، استطاعت "الإمارات للشحن الجوي"، منذ أكتوبر 2020، نقل وتسليم نحو 5 بالمئة من إجمالي لقاحات "كوفيد - 19" بسرعة وأمان في مختلف أنحاء العالم.