انتقد عدد من نواب مجلس الأمة طريقة إلقاء القبض على الشاعر جمال الساير، لإبدائه رأياً، مشيرين إلى أنها أشبه بعملية الاختطاف، وكان من المفترض على وزارة الداخلية استدعاءه لا القبض عليه، فالكويت ليست دولة بوليسية.

ومثل الساير للتحقيق أمام النيابة العامة، بعد أن وجهت له تهمتي المساس بالذات الأميرية، وإذاعة أخبار كاذبة.

Ad

وتواجد النائب مهند الساير مع الشاعر الساير للدفاع عنه لحظة مثوله أمام تحقيق النيابة، وقال الساير "انتهينا من جلسة التحقيق مع عمي جمال الساير، بعد أن وجهت النيابة العامة له تهمتي المساس بذات الأمير، وإذاعة أخبار كاذبة، بسبب مجموعة تغريدات، وبانتظار قرارها بهذا الشأن".

وكان الساير قد صرح على حسابه الشخصي قبل ذلك قائلا "وقوفنا معه جاء دفاعاً عنه وعن حرية الرأي والكلمة، فاليوم جمال وغداً غيره".

وقال الساير من أمام مبنى أمن الدولة "أطمئنكم أن العم جمال الساير بخير وشامخ كما عهدتموه، وتم احتجازه بأمر من النيابة، بسبب "رأي"، رغم العلم بشخصه ومحل إقامته لاستدعائه بدلا زوّار الفجر".

وقال النائب خالد العتيبي، إن "إلقاء القبض على الشاعر السياسي ‫جمال الساير يعد تأسيساً لسياسة دولة اللا قانون، وتكريساً لممارسات زوار الفجر".

وأضاف قائلا، إن "الكويت دولة دستورية، ولن نقبل بالممارسات القمعية واستيراد نهج الدول الشمولية وثقافة التكبيل وتكميم الأفواه".

وقال النائب عبدالله المضف، إن «الاستدعاء للتحقيق يجب أن يتم بصورة حضارية، خصوصا أن جمال الساير عنوانه معروف، ووسيلة الاتصال به معلومة»، مضيفاً أن «أسلوب إلقاء القبض من الشارع قد يصنع رعباً، ولكن لا يخلق هيبة للحكومة».

وتساءل النائب أسامة المناور: ما الذي حدث مع الشاعر الوطني جمال الساير؟... ‏هل اعتقل؟ ثم أضاف بقوله، "التساؤل في حد ذاته يشكّل صدمة، لأننا لسنا في دولة بوليسية، حتى إن أرادها البعض كذلك، فلو ارتكب الأستاذ جمال ما يتطلب الاستدعاء لتم ذلك لا أن يؤخذ ولا يعرف أحد من أخذه أو اختطفه، ولا يعرف أحد أيضاً سبب ذلك؟".

تعسف

أما النائب مهلهل المضف فأشار إلى أن التعسف ضد كرامات الناس سلوك شائن ومرفوض في بلد له دستور يدعو لنظام ديموقراطي يضمن حقوقهم، وما حصل للشخصية الوطنية جمال الساير يزيد الكلفة السياسية على الحكومة كلها.

فيما قال النائب شعيب المويزري: إذا كان خبر اختطاف المواطن الساير صحيحاً فهذا عار وخزي وتجاوز خطير على القانون، وعلى الحكومة أن تعي، خصوصا وزير الداخلية، خطورة هذا الأسلوب البوليسي المرفوض، ويجب أن يطلق سراحه فوراً، وعلى الوزارة اتباع الإجراءات القانونية في الاستدعاء والإحالة عند وجود قضية مرفوعة ضده.

قالوا
• الشاهين: حقه على الوطن وحكومته الاستماع والتشاور... ونطالب بالإفراج عنه

• السويط: بوصلة أجهزة الأمن في عهد العلي مضروبة بملاحقة أصحاب الرأي بوليسياً

• العتيبي: الكويت دولة دستورية ولن نقبل بالممارسات القمعية وثقافة التكبيل وتكميم الأفواه

شاعر وطني

وقال النائب عبدالكريم الكندري، إن كان هناك ما يستوجب التحقيق مع أي شخص فالاستدعاء يكون بشكل رسمي خلال أوقات العمل، وفقاً للضمانات القانونية للتحقيق.

وأضاف ‏أن "الساير شاعر وطني عرفنا عنه حبه للكويت، لذلك أحمّل وزير الداخلية مسؤولية سلامته، ونطالبه بالإفراج عنه، فأسلوب "زوار الفجر" لا يستقيم مع دولة الدستور والقانون".

وطالب النائب أسامة الشاهين بإخلاء سبيل الساير وطمأنة ذويه، قائلاً "ردد المواطن الشاعر جمال الساير‬ بحسابه شعره ونثره، بث من خلاله آماله وآلامه للوطن والمواطنين بإخلاص وأدب. حقه على الوطن وحكومته الاستماع والتشاور".

بوصلة مضروبة

وقال النائب ثامر السويط "يُفترض أن يكون دور أجهزة الأمن حماية الناس، وتوفير الأمن لهم، لا إشغالها عن دورها الأساسي، لكن أصبح دورها الآن في عهد وزير الداخلية، صاحب البوصلة المضروبة، التحقيق مع المغردين، وملاحقة أصحاب الرأي بطريقة بوليسية، تذكرنا بزوار الفجر في دول الاستبداد".

بينما كشف النائب حسن جوهر أن سياسة زوار الفجر كانت مدعاة لضياع الكويت عام 1990، مشيرا إلى أن اعتقال الساير بهذه الطريقة الاستعراضية سيزيد الغضب الشعبي على الحكومة.

وأضاف أن النقد السياسي

لا يعالج إلا بالإصلاح الحقيقي، ووقف انهيار الدولة بفعل الفساد والمفسدين.

فهد التركي