رفعت إنكلترا مستوى التوقعات، وتحشد جماهيرها اليوم على ملعب ويمبلي، في محاولة لإيقاف القصة الجميلة- الصادمة للدنمارك، في نصف نهائي كأس أوروبا لكرة القدم.

وسيحظى منتخب "الأسود الثلاثة" بحصة الأسد من الجماهير المسموح بدخولها إلى ملعب ويمبلي في لندن، والبالغة 60 ألفا، من أصل 90 ألف متفرج، بسبب بروتوكول فيروس كورونا، إذ أشارت الصحف الدنماركية إلى حصول جاليتها على حصة 8 آلاف متفرج.

Ad

خاضت إنكلترا بطولة مثالية حتى الآن، ففازت أربع مرات، وتعادلت مرة دون أن تهتز شباك الحارس جوردان بيكفورد، لتصبح أول منتخب يحافظ على نظافة شباكه في أول خمس مباريات من البطولة القارية.

ويحلم الإنكليز ببلوغ نهائي أول بطولة كبرى منذ مونديال 1966 على أرضهم، وفي ويمبلي أيضا، عندما توّجوا باللقب على حساب ألمانيا الغربية بعد التمديد.

لكن آخر نصف نهائي خاضه الإنكليز في مونديال روسيا 2018 لم يكن وردياً، فقد سقطت تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت أمام الفورة الكرواتية، ثم اكتفت بمركز رابع أمام بلجيكا.

وعوَّلت إنكلترا في بداية البطولة على نجاعة رحيم سترلينغ، الذي عوَّض صيام هاري كين، قبل أن ينجح هداف المونديال الأخير في استعادة مستوياته بالأدوار الإقصائية.

استهلت إنكلترا، التي لم تتوج في تاريخها باللقب القاري، مشوارها بفوز على كرواتيا بهدف، ثم تعادل سلبي مع جارتها اسكتلندا، قبل تخطي التشيك بهدف سترلينغ.

وكانت أبرز مواجهاتها في ثُمن النهائي أمام غريمتها التاريخية ألمانيا، فتخطتها بهدفين متأخرين لسترلينغ وكين، قبل أن تلتهم أوكرانيا برباعية في ربع النهائي.

مشوار مميز للدنمارك

أما الدنمارك، فقد خاضت بطولة رائعة، بعد الحادثة الصادمة في مباراتها الافتتاحية التي خسرتها ضد فنلندا، عندما توقف قلب نجمها كريستيان إريكسن عن الخفقان، قبل إنقاذه وابتعاده عن المنافسات من أجل تعافيه.

وقال مدافعها أندرياس كريستنسن، الذي يحمل ألوان نادي تشلسي اللندني، بطل أوروبا: "لدينا تشجيع هائل في إنكلترا، وكنا ثاني أفضل فريق لديهم، لكن الآن سنكون أعداءهم".

وبعد دراما الافتتاح والرعب الذي تسبب به توقف قلب إريكسن، بطل إيطاليا مع نادي إنتر، لملمت الدنمارك جراح خسارتها مع فنلندا بهدف، ثم سقوطها أمام بلجيكا القوية 1-2، بفوز كبير على روسيا 4-1، منحها وصافة "محظوظة" لمجموعتها بثلاث نقاط.

لكن بدءا من ثُمن النهائي، كشَّرت عن أنيابها، واكتسحت ويلز برباعية، مع ظهور مهاجمها البديل كاسبر دولبرغ على الساحة التهديفية بثنائية، ثم تخطت التشيك 2-1 في ربع النهائي.

وكانت الدنمارك أحرزت لقب 1992 في ظروف غريبة أيضا، عندما دُعيت في اللحظات الأخيرة لتعويض غياب يوغوسلافيا لأسباب سياسية.

لكن رجال المدرب ساوثغيت يظهرون تصميما كبيرا لنسيان خيبات الماضي، على غرار نسخة 1968، عندما حلَّت إنكلترا ثالثة، و1996 عندما خرجت على أرضها أمام ألمانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي.

وقال ساوثغيت: "لقد تغلبنا على لعنات وحواجز نفسية كثيرة، وأشعر بأن المجموعة مستعدة للتحدي التالي".

أما مهاجم توتنهام كين، فرأى أن "الدنمارك منتخب رائع. واجهناهم مرتين في دوري الأمم العام الماضي، ولم نحقق أي فوز. يجب أن نركز على أنفسنا، هذا نصف النهائي على ملعبنا، وسنستفيد من كل الإيجابيات حولنا".

هوليماند يخفف الضغوط

وحاول مدرب الدنمارك، كاسبر هيولماند، إبقاء أقدام لاعبيه على الأرض، قائلا: "لا ننسى أبدا من أين أتينا. سنبقى متواضعين، وهذا لا يحرج اللاعبين".

وأضاف هيولماند، الذي يقتدي بفلسفة الهولندي الطائر الراحل يوهان كرويف، ويذكره في معظم مؤتمراته الصحافية: "نريد أن نهاجم. أعتقد أن إيطاليا وحدها هاجمت أكثر منا في كأس أوروبا".

وكان المنتخب الأحمر والأبيض عاد بنقاط الفوز من ويمبلي، بفوزه على الإنكليز 1-صفر من ركلة جزاء لإريكسن، ضمن دوري الأمم الأوروبية.

ونجح بديله ميكيل دامساغارد في خطف الأضواء، ويتألق معه دولبرغ، الظهير يواكيم مايهلي، المدافع الصلب كريستسن، لاعب الوسط بيار-إميل هويبييرغ، إضافة إلى حارس المرمى كاسبر شمايكل.

وحذَّر حارس "دانيس دايناميات" شمايكل، نجل بيتر المتوج مع بلاده بلقب 1992 في مفاجأة كبرى آنذاك، قائلا: "يمكننا تشكيل الخطر ضد أي كان".

ويشرح المدرب هيولماند طريقة لعب منتخب بلاده، قائلا: "يرتكز أسلوبنا على القوة. نستخدم لاعبينا كثيرا، نغيّر الفريق كثيرا. نستفيد من التبديلات الخمسة لنحافظ على نسق القوة المرتفع".

يؤكد ذلك لاعب الوسط توماس ديلايني: "نحن مرهقون، نفرغ خزانات وقودنا في كل مباراة".

وأضاف اللاعب المولود لأب أميركي: "عندما تخوض مباريات كثيرة، يجب أن تلجأ للمناوبة".

ويعوّل الدنماركيون على تشجيع جاليتهم، البالغة 30 ألفا في بريطانيا. وفرض حظر على قدوم الجماهير من الخارج، إذ يتعين عليهم الدخول في حجر صحي بين خمسة وعشرة أيام، بسبب تفشي متحوّر دلتا من فيروس كورونا.

والتقى المنتخبان 21 مرة في مختلف المسابقات، ففازت إنكلترا 12 مرة، مقابل 4 للدنمارك، و5 تعادلات.