«مناعة القطيع» لن تتحقّق من دون تطعيم الأطفال

مع تواصل انتشار سلالة دلتا المتحوّرة من فيروس كورونا، كشفت الجمعية الألمانية لعلم المناعة، أمس، أن تحقيق مناعة القطيع ستكون أمراً مستحيلا على الأرجح من دون تطعيم الأطفال والمراهقين.

وقال نائب رئيس الجمعية راينهولد فويرستر: "يفترض عادة أنه ستكون هناك مناعة قطيع عندما يكون 60 إلى 70 بالمئة من السكان محميين من مسببات الأمراض. لكن هذا يفترض مسبقا أن مسببات المرض لا يمكن أن تتضاعف في هؤلاء الأفراد". وأوضح أن "سلالة دلتا زادت من حدّة الوضع، فهي أكثر عدوى بكثير، وتؤثر بشكل كبير على المراهقين والأطفال". وأضاف: "مادامت هذه المجموعة لم تطعّم على الإطلاق أو كان تطعيمها جزئيا، فلن نحصل على مناعة القطيع".

من ناحيتها، أعلنت هيئة الصحّة الألمانية، اعتزامها رفع الحظر المفروض على دخول معظم المسافرين من بريطانيا والهند والنيبال وروسيا والبرتغال المدرجة حاليا في قائمة "دول متحورات فيروس كورونا"، والتي يتفشى فيها "دلتا"، الذي ظهر للمرة الأولى في الهند.

وبينما أعربت غالبية ضئيلة من الألمان، في استطلاع للرأي، عن تأييدها لرفع جميع القيود المرتبطة باحتواء "كورونا" عن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل اعتبارا من سبتمبر المقبل، دعا وزير الخارجية هايكو ماس إلى رفع جميع القيود المرتبطة بالجائحة فور تلقي جميع الأشخاص في ألمانيا عرضا للتطعيم.

وفي أنقرة، أعلن وزير الصحة فخرالدين قوجه، بعد اجتماع مجلس الوزراء أمس، تسجيل أول إصابة بـ "دلتا بلس" في 3 مناطق منها إسطنبول، وأضاف أن "السلالة رُصدت في 284 حالة في 30 إقليماً". ويقول بعض العلماء إن "دلتا بلس" قد تكون أسرع انتشارا حتى من "دلتا".

وفي آسيا، حذّرت وزارة الصحة التايلندية، أمس، من تفشي "سلالة دلتا" سريعا في أنحاء تايلند، بعد تسجيل 57 حالة وفاة و5420 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.

كما سجّلت إندونيسيا، أمس، حصيلة يومية قياسية للوفيات بلغت 728 حالة، إضافة إلى 31189 إصابة، في حين أعلنت الحكومة أنها ستتلقى الأكسجين الذي تحتاجه بشكل طارئ للمرضى من سنغافورة، في وقت ترزح المستشفيات تحت وطأة موجة الوباء الأكثر فتكا حتى الآن.

وحذّرت جاكرتا من أنها تستعد لزيادة كبيرة في عدد الإصابات، مدفوعة بتفشي سلالة دلتا الأكثر عدوى، والتي قد تؤدي إلى تجاوز عدد الإصابات 50 ألف حالة يوميا.

بدوره، قال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، أمس، إنه اعتباراً من 16 أغسطس المقبل، لن يضطر الأشخاص المطعّمون بالكامل إلى عزل أنفسهم بعد الاتصال بشخص مصاب بـ "كورونا".

وأضاف أن "العلم أظهر أن اللقاح هو الحل لهذا الوباء، وأن برنامج التطعيم أنقذ حياة أكثر من 27 ألف شخص، ومنع أكثر من 7 ملايين شخص من الإصابة بكورونا"، مضيفاً أن "الاحتمالات قد تحولت لمصلحتنا".

إلى ذلك، أعلنت حكومة لوكسمبورغ، أن رئيس الوزراء كزافييه بيتيل الذي يعاني الإصابة بالفيروس "في حالة خطيرة، لكنها مستقرة، وسيلازم المستشفى لمدة تراوح بين يومين وأربعة أيام".

وصرح مصدر في مكتب رئيس الوزراء (48 عاماً)، أمس، بأن "بيتيل يعاني ضيقاً في التنفس، لكنه غير خاضع للتنفس الصناعي".

وكان بيتيل الذي تلقّى جرعة واحدة من "أسترازينيكا" في 6 مايو، بدأ في 27 يونيو حجراً صحيا لـ 10 أيام، قبل أن يتم إدخاله الأحد إلى المستشفى.

وفي تونس، أعلن الرئيس قيس سعيّد التعبئة في مراكز التجنيد في أنحاء البلاد بدعوة المتخرجين الجدد من الأطباء الى الخدمة الوطنية لسدّ النقص في عدد الأطباء بالمستشفيات التي تواجه ضغطا شديدا بسبب تفشي "كورونا".

وفي بارقة أمل تصدر عن منظمة الصحة العالمية، أعلن المدير التنفيذي للطوارئ في المنظمة الأممية، مايكل رايان، أن "العالم يشهد نوعاً من الاستقرار في معدلات الإصابة بالفيروس.

وقال خلال مؤتمر صحافي: "إذا نظرنا إلى جدول الأسبوعين الماضيين، يمكننا أن نرى أن هناك نوعاً من الاستقرار، لكنّه عند مستوى عال جداً"، مشيراً إلى أن "الوضع حالياً أفضل بكثير عما كان عليه قبل 3 أشهر".