لماذا تتهشم الأحلام على أرصفة بلادي؟!
تكرست ثقافة تمجد البعض بحسب ماله أو حسبه أو نسبه مع «رشة» بهارات من فيتامين الشعب المفضل (الواسطة) ليصبح الإنسان عبارة عن ماكينة تليفونات يَوْمِياً بغية استخلاص حقوقه لا أكثر، فمن الطبيعي أن «الزمرور» ومهما فعل لم ولن ينافس «الهامور».
أحلام وطموحات الإنسان مسائل حساسة، أشبهها بالزجاجيات الرقيقة التي يرعاها المواطن مع مرور الأيام فقط ليصطدم وهو مار بأحد أزقة الحياة بأن هناك من تعمد تحطيمها وتهشيمها أمام عينيه، ودون حسيب أو رقيب كذلك، ولا مستخلص للحق أبداً، فالمسألة بسيطة جداً، خصوصاً في دولة الكويت: إذا كنت تملك ديناراً في هذا الزمن فوزنك يصبح ديناراً واحداً، وإن كنت تملك ملياراً فذاك هو وزنك الفعلي، أما المواطن (الكحيان المسكين) فله الله والكلام في الدواوين و«تويتر» فقط لا أكثر، بل هناك احتمال أن يُسجن أيضا إن لم توائم تغريداته مزاج البعض مستغلين قانون الجرائم الإلكترونية والمرئي والمسموع و»هات يا اعتقالات» بالمغردين.تكرست هذه الثقافة التي تمجد البعض بحسب ماله أو حسبه أو نسبه مع «رشة» بهارات من فيتامين الشعب المفضل (الواسطة) ليصبح الإنسان عبارة عن ماكينة تليفونات يَوْمِياً بغية استخلاص حقوقه لا أكثر، فمن الطبيعي أن «الزمرور» ومهما فعل لن ولم ينافس «الهامور»، فهو بالكاد يريد أن يخلص معاملة ولو تعطف عليه ذاك الهامور بواسطة ولو بمكالمة هاتفية لا تكلفه حتى المئة فلس، ففي مجتمع كهذا، كيف لنا أن نستنكر تصرفات بعض القياديين حين يطلبون وبكتب رسمية أن تتم مخاطبتهم بصيغة محددة؟! سعادة فلان الموقر، معالي السيدة الموقرة وهكذا! العلماء والباحثون والقياديون في الدول المتقدمة تتم مناداتهم بأسمائهم الأولى ومن دون تكلف، ويمكن حتى استخدام البريد الإلكتروني لمراسلتهم أو فرقهم المساندة التي تكون بدورها مستعدة للتجاوب مع المواطن. عموما ما علينا، أولئك «كفار» وسيخلدون في جهنم بوصف بعض «المطاوعة» والشيوخ، ويبقى المضحك المبكي في بلادنا حين ترى أن بعض أشباه العلماء يطلبون مخاطبتهم بصيغة معينة باللقب أو حتى بالاسم محددين طريقة هجائه أيضاً!! نعم يحدث هذا في الكويت، دون الاكتراث بأهمية المسألة المراد المخاطبة بها لكنهم يركزون على الشكليات فقط لا غير.
الإنسان بعلمه وعقله وإدراكه لا باسمه ولقبه وقبيلته وطائفته، وما لم نفهم تلك الحقيقة فعلينا جميعا السلام. على الهامش: ما كاد المواطن الكادح المسكين ينسى كوبون «البنزين» الذي وعده به مجلس الأمة السابق، حتى يُفاجأ بأن أسعاره ستزداد مرة أخرى وهناك من يضع «تعريفة» جديدة كبالون اختبار للضرائب على خدمات محطات التعبئة، فهل سنسلم بالهواء الذي نستنشقه أم سندفع له مقابلاً في المستقبل القريب؟!