حمّلتُ نفسي فوق طاقتهاوحملت همّ الناس من صغري
أُغرى بأن أحيا كأيّ فتىًالنفط بين ركابهِ يجريويصدني خُلقٌ حَرَصتُ علىأن يزدهي بي ساعة الفخرِ أبياتٌ قصيرة قالها الشاعر علي السبتي، ترجمت لحياته خير ترجمة.*** كانت هموم الإنسان هي القضية الأساسية التي جنّد الشاعر السبتي لها نفسه، في شعره ونثره، فقد كان أفضل مَن يعبّر عن حياة الطبقات المسحوقة، التي تكدح في عطائها لمجتمعاتها دون أن تظفر هي بشيء، ومثلها رحل السبتي الشاعر، والكاتب، والصحافي، والناشط السياسي والاجتماعي عن عالمنا ولم يكن قد ظفر في حياته بالشيء الذي يستحقه.لكنّه كان في منتهى السعادة، وهو يأخذ بأيدي الشباب ممن كانت تراودهم طموحات الاشتغال بعالم الكلمة، شعراً، وروايةً، ومسرحاً، وصحافة... كانوا يتردّدون على رابطة الأدباء، حيث كرّس جهده لهذا العمل التطوعي الذي رأى فيه مسؤولية أدبية وأخلاقية حيال شباب الكويت.*** اصطحبت الشاعر السبتي عام 1964 إلى المستشفى الأميري، لكي أجري مقابلة إذاعية مع صديق عمره بدر شاكر السياب، وقد كان -يرحمه الله- مهّد لي السبيل عند الرجل، الذي كان يعاني سكرات الموت، فتمّت المقابلة وبُثّت من إذاعة الكويت، وما هي إلّا أيام حتى انتقل بعدها السياب إلى رحمة الله.ومنذ ذلك التاريخ، كانت العلاقة بيني وبين السبتي تتوطّد، فكلما التقينا في رابطة الأدباء وجدته يرحّب بي بحرارة صادقة، ويحدّثني عن معطياتي الإعلامية، تأكيداً على متابعته لي، رغم سنوات غيابي الطويلة عن الكويت.***لست مودعاً شاعراً كويتياً متمّيزاً، لكنّني سأستعين بأبياتٍ من شعره يُودّعكم هو فيها:إني ولا فخرٌ أقول بأننيبنيت نفسي فازدهيت مواهباأبني القصور شوامخاً وزواهياوأُحيلهُن إذا أردتُ خرائباوإذا تَحُلُّ مصيبة هزّمتهاوجعلتها فيما يضرّ ملاعبا***رحمك الله يا ابن الكويت الأبرّ.
أخر كلام
رحيل شاعر الكويت المتميز
08-07-2021