تزور سفيرتا فرنسا والولايات المتحدة في بيروت اليوم، الرياض، في خطوة غير مألوفة، للبحث في سبل الضغط على السياسيين اللبنانيين من أجل تسريع تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات ضرورية، وفق ما أعلنت السفارة الفرنسية أمس، في حين كان مقرراً أن يزور وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان العاصمة السعودية.

وأعلنت السفارة الفرنسية، في بيان، أن السفيرة آن غريو ونظيرتها الأميركية، دوروثي شيا، ستتوجهان اليوم إلى السعودية للقاء عددٍ من المسؤولين السعوديين. وستؤكد غريو خلال اللقاءات أنه «من الملحّ أن يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومةً فعالة وذات مصداقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان»، وفق البيان.

Ad

كما ستعرب السفيرتان عن رغبة بلادهما في «العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل».

ويأتي الاجتماع الثلاثي، وفق البيان، استكمالاً للقاء عّقد في نهاية يونيو بين وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة والسعودية على هامش قمة مجموعة العشرين في إيطاليا، بحثت الأزمة اللبنانية. وحضّ المجتمعون حينها المسؤولين اللبنانيين على التعاون فيما بينهم لمعالجة الأزمات.

وكان السفير السعودي لدى بيروت، وليد البخاري، قد استُدعي فجأة الى الرياض الأسبوع الماضي، على أن يعود الى لبنان اليوم، حيث من المقرر ان يشارك في احتفال بمناسبة مرور 100 عام على العلاقات بين المملكة والكنيسة المارونية، حيث سيلقي كلمة. ولم يتضح إذا كان البخاري سيبقى في السعودية لمواكبة الاجتماع. وجاء الإعلان عن هذا الاجتماع غداة زيارة لوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن الى بيروت، أعلن خلالها اعتزام قطر دعم الجيش اللبناني بـ70 طنا من المواد الغذائية شهريا لمدة عام، من دون تحديد موعد بدء هذا الدعم.

كما جاء غداة مناشدة من رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، للمجتمع الدولي إلى عدم ربط دعمه للبنان بتشكيل حكومة جديدة، مطالباً بمساعدات. وكان السفير الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية للبنان، بيار دوكان، قد وصل، أمس، إلى بيروت، في زيارة تستمر حتى الثلاثاء المقبل، لمتابعة ملف المساعدات الإنسانية التي تقدّمها فرنسا إلى اللبنانيين، والتحضير لمؤتمر دعم ثالث للشعب اللبناني.

ورغم ضغوط دولية تقودها فرنسا بشكل أساسي، يغرق المسؤولون اللبنانيون في خلافات سياسية حادة حالت دون تشكيل حكومة خلفاً لحكومة حسان دياب التي استقالت بعد أيام من انفجار مرفأ بيروت، فيما يشترط المجتمع الدولي تشكيل حكومة تباشر بتنفيذ إصلاحات ملحة، مقابل تقديم الدعم المالي الضروري لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي.

وقال مصدر دبلوماسي عربي في بيروت لـ «فرانس برس» إن «السعودية لم تبد حتى الآن رغبة بالانخراط في التفاصيل»، بعدما شكّلت لسنوات حليف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري.

وتُنسق باريس وواشنطن منذ فترة جهودهما للضغط على المسؤولين اللبنانيين. وأعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون نهاية الشهر الماضي أن البلدين يفكران في كل الخيارات ضد المسؤولين السياسيين، بما يشمل فرض «عقوبات» على من يعرقلون تشكيل الحكومة.

وفرضت فرنسا، التي زار مسؤولون منها لبنان مرات عدة منذ الانفجار، قيوداً على دخول شخصيات لبنانية تعتبرها مسؤولة عن المراوحة السياسية والفساد، كما لوّح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على مسؤولين عن الجمود السياسي.